أبوظبي (الاتحاد)
أكدت مؤسسة زايد العليا أهمية تأهيل أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية المصابين بمتلازمة داون لمساعدتهم على الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة لتمكينهم وإدماجهم في المجتمع والعيش حياة مرضية، وذلك من خلال خلق بيئات شاملة تقدر التنوع وتوفر فرصاً متساوية لهم، وأنه يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز إمكانية الوصول المادي، وإزالة الحواجز المجتمعية، وتنفيذ السياسات والممارسات التي تكفل تكافؤ فرص العمل والتعليم والمشاركة الاجتماعية لأصحاب الهمم بصفة عامة، لا سيما المصابين بمتلازمة داون.
وقالت المؤسسة بمناسبة اليوم العالمي لمتلازمة داون الذي يوافق 21 مارس من كل عام «إنها تقدم خدماتها لعدد 279 طالباً من تلك الفئة ملتحقين بمراكز الرعاية والتأهيل التابعة لها على مستوى إمارة أبوظبي»، مشيرة إلى أنه يمكن لبرامج التدخل المبكر، مثل علاج النطق واللغة، والعلاج الوظيفي، والتربية الخاصة، تقديم الدعم والمساعدة للأفراد المصابين بمتلازمة داون لتطوير المهارات الأساسية اللازمة للتواصل، والرعاية الذاتية، والتفاعلات الاجتماعية، والتعلم الأكاديمي.
ومن ناحيته، أكد عبد الله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أن زيادة الوعي حول متلازمة داون أمر بالغ الأهمية لضمان حصول الأفراد المصابين بهذه الحالة على الدعم والفهم وتكافؤ الفرص، ويلعب التعليم دوراً حيوياً في تحطيم الصور النمطية وتعزيز الشمولية من خلال تثقيف أنفسنا والآخرين حول متلازمة داون، فإننا نمكن الأفراد المصابين بهذا الاضطراب الوراثي ونساهم في خلق مجتمع أكثر شمولية.
وأضاف أن الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون يهدف إلى نشر الوعي والدعم للمصابين بمتلازمة داون، والاعتراف بالقدرات الفريدة ونقاط القوة للأفراد المصابين بتلك المتلازمة، ولتعزيز الاندماج الاجتماعي والقبول، كما يتيح الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون الفرصة للناس من جميع أنحاء العالم للالتقاء معاً وإظهار دعمهم للمتضررين من هذه الحالة، وبزيادة فهمنا وإدراكنا لمتلازمة داون، يمكننا أن نعمل على إيجاد مجتمع أكثر شمولاً وقبولاً للجميع، مشيراً إلى أن تمكين ودمج أصحاب الهمم في المجتمع من خلال إشراكهم مع أفراد المجتمع الخارجي، وتعزيز الثقة بالنفس لديهم من الأهداف التي تسعى إليها مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم.
ومتلازمة داون هو اضطراب وراثي يسببه الانقسام غير الطبيعي في الخلايا، ما يؤدي إلى زيادة النسخ الكلي أو الجزئي في الكروموسوم 21، تسبب هذه المادة الوراثية الزائدة تغيرات النمو والملامح الجسدية التي تتسم بها متلازمة داون التي تتفاوت في حدتها بين المصابين بها، ما يتسبب في إعاقة ذهنية وتأخر في النمو مدى الحياة.
والشخص المصاب بمتلازمة داون هو فرد يعاني مشكلات عقلية ونمائية خفيفة أو معتدلة أو شديدة، قد يكون البعض أصحّاء بينما البعض الآخر يعانون مشكلات صحية كبيرة كتشوهات خطيرة في القلب، ويتسم الأطفال والبالغون المصابون بمتلازمة داون بملامح وجه مميزة. على الرغم من أن جميع المصابين بمتلازمة داون لا يمتلكون نفس ملامح الوجه، فإن أبرز الملامح تتضمن الوجه المسطح، والرأس الصغيرة، والرقبة القصيرة، واللسان البارز، والجفون المائلة إلى الأعلى (شقوق جفنية)، وأذنين بشكل غريب أو صغيرتين، وتوتر عضلات ضعيف، ويدين عريضتين قصيرتين بتجعيد واحد في كف اليد، إضافة إلى أصابع قصيرة نسبياً ويدين ورجلين صغيرتين، ومرونة مفرطة، ونقاط بيضاء صغيرة على الجزء الملون (القزحية) من العين تدعى بقع بروشفيلد.
ويعاني معظم الأطفال المصابين بمتلازمة داون ضعفاً إدراكياً معتدلاً إلى متوسط، وتأخر اللغة، وتأثر كل من الذاكرة القصيرة وطويلة الأجل، عادةً ما يتم تشخيص الأطفال الذين يعانون متلازمة داون قبل الولادة أو في أثنائها.
وتقدم مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم خدماتها لعدد 279 طالباً من تلك الفئة، منهم 147 طالباً وطالبة بمركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، 73 في التدخل المبكر، و74 بقسم التنمية الفكرية، وعدد 72 طالباً وطالبة في مركز العين للرعاية والتأهيل، منهم 28 في التدخل المبكر و44 في قسم التنمية الفكرية، و13 بمركز مدينة زايد للرعاية والتأهيل، منهم 4 في التنمية الفكرية، و5 في التأهيل المهني، و3 في التدخل المبكر، وإعاقة شديدة واحدة، و6 بمركز غياثي للرعاية والتأهيل، 2 تنمية فكرية و6 تأهيل مهني، و8 طلاب بمركز القوع للرعاية والتأهيل، و8 طلاب بمركز الوقن للرعاية والتأهيل، 4 تأهيل مهني، و2 تدخل مبكر، و2 تعليم تعاوني.