الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين..
نشأت في هذه الدولة المباركة، وكنت وأنا شاب صغير أنظر إلى بلادي وهي ترتقي في تقدم وازدهار وتطور سريع في شتى جوانب الحياة المختلفة؛ بفضل المؤسس والقائد الحكيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
فكان يهتم بالتعليم والإسكان والصحة والبنية التحتية والتجارة والصناعة والزراعة والأعمال الإنسانية، وغير ذلك الكثير.
وكان همه أن يرى شعبه والناس من حوله في العالم ينعمون بالخير والأمن والأمان.
وقد حظي القرآن الكريم في عهده باهتمام كبير، فأمر بطباعته وتعليمه في المدارس والمساجد. كما اهتم بالعلماء اهتماماً كبيراً، فاستقبلهم وأكرمهم واحتفى بهم، وطبع الكتب وبنى المساجد في مختلف مدن الدولة ورعاها، وما هذا الجامع الكبير في عاصمتنا الحبيبة إلا أكبر مثال على اهتمامه وعنايته بالمساجد، فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الله فسيح جناته.
ومن فضل الله علينا أننا نعيش في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، الذي يتقفى آثار والده ويسير على نهجه في كل خير لهذه البلاد وشعوب العالم من حولنا.
وأثناء عملي رئيساً للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف قبل سنوات مضت، عايشت اهتمام سموه، حفظه الله، بالمساجد واعتنائه بها وبالعاملين فيها، فكنا نجد منه كل أشكال الدعم المادي والمعنوي حتى غدت مساجد دولتنا نموذجاً حضارياً في العالم شكلاً ومضموناً.
واليوم يتفضل سيدي صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بزيادة رواتب أئمة المساجد، وما هذا إلا دليل محبته لهم وتقديره لمكانتهم ودورهم في المجتمع. وكم لهذا العطاء والخير من أثر كبير في نفوسهم وأهلهم، فجزاه الله خير الجزاء، وكما أدخل السرور على قلوبهم أن يدخل السرور على قلبه، وأن يبارك في عمره وعمله وصحته وأولاده.
ونحن أبناء هذه الدولة المباركة، نشيد بهذا العمل الكريم، ونثمِّن لرئيس دولتنا عنايته بأئمة المساجد، ونشكره على هذا الفعل الكريم في هذا الشهر المبارك، فالعلماء ورثة الأنبياء وهم حملة القرآن الكريم الذين يستحقون بسببه الإكرام والاهتمام، لا سيما إذا أتقنوا حفظه وفهمه وتطبيقه. وهم مطالبون ببذل المزيد من الجهد والعمل في سبيل رقي هذا الوطن وأمنه واستقراره وسلامته، وبث المفاهيم الإسلامية الصحيحة التي تنطلق من فهم القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة والتي تدعو لقيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش ومحبة الخير للناس جميعاً.
ومعرفة حق ولي الأمر، وحث الناس على محبته وطاعته والدعاء له.
ونشر الأخلاق الحسنة التي يجب أن يتربى عليها الأبناء، ليكونوا صالحين ونافعين لأوطانهم، مخلصين لولاة أمرهم.
وعليهم توعية الوالدين بدورهم في المجتمع، خاصة في رعاية أسرهم التي هي أساس المجتمع.
فجميعنا يقدر أئمة المساجد، فهم القدوة في الدين، وهم من يعتلي المنابر كل يوم جمعة ليعلموا الناس الخير. فدور كبير ومهم، نسأل الله تعالى لهم التوفيق والسداد.
رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي