سامي عبد الرؤوف (دبي)
شهد اليوم السابع من الدورة السابعة والعشرين من مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، بزوغ نجم المتسابق سليمان ورسان من الولايات المتحدة الأميركية، الذي لم يخطئ في الحفظ على مدار 25 دقيقة من القراءة، وتميز ورسان البالغ من العمر 20 عاماً، في الجوانب الثلاثة للتقييم، وهي الحفظ الذي يشكل 70% وأحكام التجويد التي تمثل 25% وحسن الأداء والترتيل ونسبته 5%.
واستطاع هذا المتسابق أن ينضم إلى القائمة المحدودة جداً للمنافسين على المركز الأول حتى الآن، والتي تضم فقط المتسابقين البنغالي والسنغالي.
كما شهد هذا اليوم، تميز متسابق النيجر الذي أبدع وارتقى إلى قائمة المتسابقين الكبار الذين ينافسون بقوة على المركز الأول، حيث نال هذا المتسابق إعجاب الجمهور الذي أخذ يهلل لحسن أدائه، إلا أن اللجنة قيدت عليه بعض الملاحظات ومنها ما يتعلق بمخرج حرف الزاي الذي كان فيه صفير.
دول جديدة
وعلى مستوى السمات العامة للدورة الحالية لمسابقة دبي الدولية للقرآن، من اللافت أن عدداً من المتسابقين الذين يصنف مستوى أداء دولهم خلال الدورات الماضية على أنها أقل حظاً في الحصول على المراكز المتقدمة، هم ممن أظهروا تفوقاً وتقدماً كبيراً في الدورة الحالية، حيث لم يرتكب هؤلاء المتسابقون سوى عدد قليل جداً من أخطاء الحفظ وهي ما بين خطأ وخطأين كما أنهم أجادوا بالنسبة لأحكام التجويد.
ممثلو هذه الدول كانوا في الدورات السابقة يصنفون على أنهم من دول وسط جدول الترتيب العام، أما في هذه الدورة فيعتبروا من المتسابقين المتواجدين في الثلث الأول من الترتيب العام.
وممن يجسد هذا التحول، أداء المتسابق محمد الشافعي من إسبانيا (24 عاماً)، فقد استطاع أن يكون إضافة جديدة في سلسلة المتميزين من متسابقي الجاليات المقيمة في الغرب، ليكون امتداداً لما حققه متسابقو فرنسا وإيطاليا والبرتغال الذين اختبروا خلال الأيام الماضية.
وتميز المتسابق الإسباني بالالتزام بأحكام التجويد وارتكابه خطأ واحدا في الحفظ، وهي كلها مقومات تؤهل هذا المتسابق إلى أن يصعد بمرتبة بلاده إلى الثلث الأول من الترتيب العام، بدلاً من مراكز وسط الجدول التي كانت توجد فيها خلال مشاركات السنوات الماضية.
وتواصلت فعاليات المسابقة ليومها السابع في قاعة ندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر بدبي بمشاركة 7 متسابقين، وهم: عبيد الله أبوبكر أنجو من النيجر، ومحمد شفاعت عالم الشافعي من إسبانيا، وسلمان علي ورسام من الولايات المتحدة، وغلام إلياس شوهان فيلاريال من بنما، وإلياس أبوبكر من غانا، كما تسابق أطول عمرو جيه المختار من موريتانيا في الحفظ برواية قالون، وإدريس محمد زين الطاهر من إفريقيا الوسطى برواية ورش عن نافع.
منافسات قوية
وقال فضيلة الدكتور عبدالله محمد الأنصاري، عضو لجنة التحكيم الدولية من الإمارات: إن تميز مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم ومسابقات الجائزة المحلية والدولية يشير إلى الجهود الكبيرة للجنة المنظمة للجائزة الساعية دائماً إلى تحقيق النجاح المتواصل في خدمة كتاب الله وحفظه وتجويده حيث تستقطب مسابقات الجائزة الدولية خيرة حفظة وحافظات كتاب الله من أنحاء العالم. ونوه بجهود لجنة تحكيم المسابقة المبدئية في دورها الكبير بألا يمر من اختبارها إلا الحفظة المتمكنون في جودة الحفظ والتلاوة ومعرفة الأحكام وحتى لا يمتثل أمام اللجنة الدولية إلا المتميزون المرشحون للمسابقة مما يؤكد قوتها وتقارب مستويات المتسابقين وقلة الأخطاء.
ممثل النيجر
وفي لقاءات مع المتسابقين المتميزين، ذكر عُبيد الله بوبكر أنجو ممثل النيجر، أنه يحرص منذ ختم حفظ القرآن الكريم كاملاً على المشاركة في المسابقات القرآنية، وقد شارك في العديد من المسابقات القرآنية المحلية والدولية، وأحرز فيها جميعاً المركز الأول، منها: مسابقة كينيا سنة 2023م، ومسابقة مصر سنة 2024م، ومسابقة تنزانيا، والسنغال، وإن حصوله على المركز الأول في أول مسابقة في بلده جعله يُرشح لكل مسابقة قرآنية تنظم لتمثيل بلاده.
حكايتي والقرآن
وقال: لقد تأخرت في الدراسة بسبب تقديم حفظ القرآن الكريم على أي أمر آخر، وهو سر نجاحي وتفوقي دائماً، حتى إني لا زلت أتابع دراستي في التعليم الثانوي في السنة الثانية رغم أني بلغت من العمر خمساً وعشرين سنة، وهي السن المسموح به للمشاركة في مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم التي حرصت على المشاركة فيها منذ البداية لكني تركتها لتكون آخر مسابقة لي، وحتى أكون قد تمكّنت من تثبيت حفظي من ناحية، ومن امتلاك خبرة جيدة بالمسابقات القرآنية الدولية.
وأضاف: «أما عن حفظي للقرآن الكريم فقد بدأته صغيراً بسن السادسة، وبتوجيه من والدي الحافظ، وكذلك حرص واهتمام كبيرين منه، وختمته بسن الثامنة عشرة، وحالياً أعمل إمام مسجد، وكذلك مدرساً للقرآن فيه وأهلي وأسرتي يطلقون عليّ قيثارة حفظ القرآن الكريم».
ممثل إسبانيا
قدم المتسابق محمد شفاعت عالم شافعي، ممثل إسبانيا، أنموذجاً جميلاً للجمع بين مختلف مدارس حفظ القرآن الكريم ونقل تجربة متميزة عن غنى البلاد الإسلامية بالأساليب المختلفة المعدة لتحفيظ القرآن الكريم، ذلك أن محمد ولد في إسبانيا ثم عاد به والداه إلى بنغلادش حيث تدرج في الحفظ من النورانية إلى القرآن الكريم، وعندما انتهى من التعليم الثانوي انتقل مع أسرته إلى مصر وتعلم اللغة العربية، ومنها انتقل للدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 2019م، في تخصص القرآن الكريم.
ممثل غينيا
أما المتسابق أبو بكر إلياس ممثل غينيا، فقد أمضى عمره في حفظ القرآن الكريم ومراجعته، وترك أسرته وتحدى ظروف حياته وصعوباتها لتعلمه، ولم يلتحق بالمدرسة النظامية إلا بعد أن ختمه.
وقال: بدأت حفظ القرآن بعمر الخامسة، ولما ختمته كاملاً بعمر الثامنة عشرة قررت السفر إلى نيجيريا للتفرغ لمراجعته، لأنني لم أجد علماء يتابعونني للحفظ، وكنت أراجعه وأكتبه.