سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أظهرت اختبارات الأيام الستة الأولى من مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، أن أحكام التجويد التي تمثل 25% من إجمالي درجات الاختبار وحسن الأداء الذي يستحوذ على 5 %، سيكونان كلمة السر التي ترسم ملامح المركز العشرة الأولى للدورة الحالية.  ويرجع ذلك إلى ما تتميز به هذه الدورة، حيث يوجد عدد كبير جداً من المتسابقين الذين أدوا الاختبارات حتى الآن، متساوون في الحفظ، حيث لم يحسب عليهم أي خطأ في حفظ القرآن من خلال الأسئلة الخمسة التي وجهت لكل واحد منهم.  
ومن المتوقع أن يكون هناك اشتراك بين أكثر من متسابق في المركز الواحد من المراكز العشرة الأولى بسبب قوة المنافسة للدورة الحالية. 
وعلى صعيد المنافسات، شهد اليوم السادس من المسابقة، بزوغ نجم المتسابق النيجيري، الحسن مقداد علي، الذي أدى جميع الأسئلة من دون أن يخطئ في الحفظ مطلقاً، بالإضافة إلى أنه تميز بشكل كبير في الالتزام بأحكام التجويد ومخارج الحروف.  كما اتسم أداء هذا المتسابق الذي يدرس في السنة الثالثة بكلية الدراسات الإسلامية والتربية، بحسن الأداء، حيث يتمتع بصوت جميل وعذب وطريقة متميزة في الترتيل والتلاوة. 
كل هذه المزايا تجعل متسابق نيجيريا يمثل رقماً مهماً في رسم خريطة المراكز الأولى للدورة الحالية، حيث يشير الترشيح إلى أنه من المرجح أن يضمن لبلاده وقارة أفريقيا مكانة متقدمة في الدورة الحالية من عمر المسابقة. 
وبدأ المتسابق النيجيري، حفظ القرآن الكريم على يد والده الحافظ، وتعلم اللغة العربية في مصر التي ولد فيها عندما كان والده يدرس الماجستير، ثم عاد إلى بلده، وهناك استكمل حفظ القرآن الكريم الذي بدأه مع والده، في أحد مراكز التحفيظ وحصل على إجازة الحفظ. 
شارك عام 2022 في مسابقة محمد السادس، وهذه ثاني مسابقة دولية يشارك فيها. كما شهد ذلك اليوم تميز المتسابق اليمني، جلال حمدي سعيد عثمان، بعد أن كان ثاني المتسابقين الذين لم يخطئوا في الحفظ، طوال أسئلته الخمسة، واكتفت لجنة التحكيم الدولية بالاستماع إليه والاستمتاع بقراءته وجمال صوته العذب، وهو ما يؤهله ليعيد البسمة والسعادة لبلاده مرة أخرى في مجال حفظ القرآن وتلاوته، من خلال أكبر جائزة في العالم بهذا المجال، وهي مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم. 
أما ثالث المتميزين في هذه الأمسية الرمضانية، فكان المتسابق محمد حومام رافعي من إندونيسيا، الذي تفوق على نفسه واستطاع أن يكون أفضل من الكثير من المرشحين لتمثيل بلاده في الدورات الماضية. وتقدم لاختبارات اليوم السادس كل من: الحسن مقداد علي من نيجيريا، محمد حومام رافعي من إندونيسيا، عبدالله جواو جاسبار ياه من أنغولا، جلال حمدي سعيد عثمان من اليمن، محمد سواني من مالي، محمد جالو من سيراليون، وإبراهيم داوود من مالاوي. 
إشادة دبلوماسية 
ونوه قاسوما برادوبو، القنصل العام الإندونيسي في دبي، بالمستوى الكبير والنجاح الذي وصلت إليه مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم. 
وقال «إننا سعداء بالمشاركة في هذه المسابقة القرآنية الدولية المباركة، ونرشح لها أفضل المتسابقين من حفظة كتاب الله الذين ترشحهم الجهات المسؤولة في بلادنا، ومنذ انطلاقها قبل 27 عاماً ونحن نتابعها بشغف في بلادنا لما لها من مكانة دولية عظيمة يطمح كل حافظ للقرآن في أنحاء العالم أن يجد فرصة لأن يشارك بها». 
من جهته، قالت طيبات أتينوكي محمد، القنصل العام النيجيري في دبي: إن «بلادها تحرص على المشاركة في مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم منذ بداياتها وتتخير أفضل المتسابقين من حفظة القرآن ليمثلوا بلادها التمثيل المشرف ونحضر لمؤازرتهم لما لهذه المسابقة من اهتمام دولي وتربعها على عرش المسابقات القرآنية».
مالي 
أما المتسابق محمد سواني، ممثل مالي، فقال: «لقد طلب مني والدي وأنا بعمر التاسعة أن أذهب للتسجيل في إحدى حلقات التحفيظ، وتوفي بعد ثلاثة أيام من ذلك، ولأجل ذلك تولى عمي أمر أخذي للحلقة، فختمته خلال ثلاث سنوات».  وأضاف: «كنت أحفظ كل يوم ثُمناً، إلى أن بلغت نصف المصحف».
ملاوي
المتسابق إبراهيم داود، ممثل ملاوي، جمع بين حفظ القرآن الكريم وتحفيظه في مكان واحد، حيث بدأ حفظ القرآن في أحد معاهد التحفيظ، ثم انتقل لتدريسه في المعهد ذاته بعد تخرجه فيه. 
وقال: «أرسلني والدي إلى محفظ عندما كان عمري خمس سنوات حتى يدرسني القرآن، ويأخذني إلى معهد للتحفيظ والدراسة، وفي البداية لم أكن أستطيع الحفظ ولا أتجاوز الصفحة، ثم وصلت إلى ثلاث صفحات، ودرست العربية، وبعض المواد كالفقه والتجويد والحديث».