سامي عبد الرؤوف (دبي)
تشهد الدورة السابعة والعشرون من مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، العديد من الظواهر الجديدة نسبياً أو السمات التي تميزها عن الدورات السابقة، ومن أبرز هذه السمات، انخفاض معدل أعمار المتسابقين بشكل واضح.
وتظهر فعاليات الأيام الخمسة الماضية من عمر المسابقة، أن معظم المشاركين هم أقل من 20 عاماً، ويقدر متوسط الأعمار بنحو 18 عاماً، وهناك فئة غير قليلة تتراوح أعمارهم بين 8 و16 عاماً، رغم أنه يمكن المشاركة لمن هم حتى سن 25 عاماً.
وعلى مستوى الاختبارات والمنافسة، شهد مساء أمس الأول (السبت)، تفوق غير متوقع من قبل المتسابق شيخ ديون البالغ من العمر 23 عاماً من السنغال، الذي أبدع في إجابة الأسئلة الخمسة الموجهة إليه، وأخذ يقرأ ويرتل وكأنه لا يوجد لجنة تحكيم دولية تتابع أداءه، حتى أنه أصبح أحد أفضل المتسابقين منذ بداية الدورة الحالية حتى الآن مع المتسابق البنغالي الذي قرأ أيضاً في نفس اليوم.
وجاء أداء المتسابق السنغالي وكأنه يستحضر المجد الأفريقي في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ويحجز مقعداً بين الكبار لهذه القارة التي تنافس بقوة على تاج هذه المسابقة الدولية القرآنية الأكبر في العالم.
الموهبة البنغالية
أما ثاني المتميزين وفي هذه الليلة، ولا يقل كفاءة وأداءً عن المتسابق السنغالي، فهو ممثل بنجلاديش المتسابق فيصل سراج، الذي لم يخطأ مطلقاً في الاختبارات بالإضافة إلى تمكنه من أحكام التجويد ونطق الحروف من مخارجها الصحيحة.
واستطاع البنغالي، الذي جاءت جاليته لتؤأزره، أن ينافس على المركز الأول بالتخصص ليثبت أنه امتداد لتميز سجل بلاده ونتائجها في هذا المحفل القرآني العالمي، حيث حصلت بنجلاديش خلال العديد من الدورات السابقة على المركز الأول، أو على الأقل كانت بين قائمة الشرف التي تضم المراكز العشرة الأولى.
وفي المقابل، وعكس التوقعات، أنهى السؤال الرابع وقبل الأخير، طموح المتسابق الصومالي محمد إبراهيم البالغ من العمر 18 عاماً، حيث كان يُمني النفس بأن يكون مثل الكثير من متسابقي بلاده السابقين الذين حصلوا على المراكز الأولى خلال الدورات السابقة.
وأدى الاختبارات 7 متسابقين للفوز بالمراكز الأولى، هم: شيخ ديوب من السنغال، محمد عدره من النرويج، فيصل أحمد سيراج ميا من بنجلاديش، محمد برهان حسن من جيبوتي، محمد إبراهيم محمد من الصومال، موسى ديابي من الكونغو برازافيل، وإيراكوزي حسن من بوروندي، وجميعهم تسابقوا في الحفظ برواية حفص عن عاصم.
متسابق ومحكم
من اللافت في هذه الدورة، ومن النوادر، مشاركة عضو لجنة تحكيم الدورة، كان في يوم من الأيام متسابقاً، ليأتي اليوم الذي يجلس فيه على كرسي التحكيم بعد أن جلس على كرسي المتسابقين، إلا أن الفارق بين الحدثين نحو 24 عاماً، استطاع خلالها أن يصبح أستاذاً في جامعة الأزهر بجمهورية مصر العربية الشقيقة.
هذا الكلام، يتعلق بعضو لجنة تحكيم المسابقة الدولية فضيلة الدكتور أحمد محمد السيد خطاب من مصر، الذي شارك كمتسابق في الدورة الثالثة للمسابقة وفاز فيها بالمركز الأول، وقال: «جاء هذا الفوز وهذه المشاركة بمسابقة دبي حافزاً لمواصلة التعليم بكلية القرآن الكريم بالأزهر ومواصلة الدراسات العليا ليحصل على الدكتوراه ويعين مدرساً بها».
وأشار إلى أنه شارك فضيلته كمحكم في مسابقات دولية كمسابقة الملك عبدالعزيز، ومسابقة موسكو، ومسابقة مصر، ومسابقة المغرب مرتين، كما أصبح عضواً بلجنة تصحيح المصاحف بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ومجازاً بالقراءات العشر الصغرى والكبرى والأربع الشواذ.