أبوظبي (الاتحاد)

نظمت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ضمن برنامجها الرمضاني لهذا العام 2024م دورة علمية تخصصية تحت عنوان «منطلقات التكوين العلمي للباحث والواعظ والكاتب» قدمها فضيلة الشيخ أيمن محمد عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية بجمهورية مصر، ومن السادة العلماء الضيوف، وحضرها عدد من الوعاظ والباحثين في الهيئة.
وتأتي الدورة في إطار استراتيجية الهيئة وخططها التي تستهدف رفع مستوى التنمية الفكرية والثقافية للوعاظ والخطباء والأئمة. 
في بداية الدورة، تقدم فضيلة الشيخ أيمن بالشكر للقيادة الرشيدة لجهودها في دعم كل عمل يدعو للسلام والاستقرار والأمان في كل ربوع العالم، كما تقدم بالشكر للهيئة، مشيداً بحرصها على تأهيل منتسبيها، وتعزيز مستوياتهم العلمية، وتمكينهم من المعرفة الصحيحة للدين الحنيف ليعكسوا للمجتمعات والشعوب تعاليمه السمحة وقيمه السامية، ويساهموا في إنجاح مبادرات دولة الإمارات في ترسيخ التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
وافتتح موضوع الدورة بحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، مؤكداً أن هذا الحديث العظيم يدلنا على فضل الفقه في كتاب الله، عز وجل، والفقه في سنة رسول الله، سارداً الشروط التي يجب أن يتحلى بها الباحث في الدين، ذاكراً في أولها إخلاص النية لله تعالى بأن يكون العلم خالصاً لوجه الله تعالى ليست لأسباب دنيوية، وأن يعمل بما علم بحيث يستوي الظاهر بالباطن، لأن القدوة الصالحة لها الأثر البالغ على النفوس، مورداً قول الإمام مالك بن أنس - رحمه الله تعالى «كانت أمي تعممني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه»، ثم ذكر من الشروط التأدب مع العلماء، والأمانة العلمية بحيث يحفظ لغيره من العلماء حقوقهم، وكذلك المحافظة على الوقت، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الحديثة، داعياً إلى الاستفادة من التقنية التي أصبحت تسهل كثيراً على الطلاب والعلماء إذا ما عرفوا استخدامها الصحيح، وتأكدوا من صحة المراجع والكتب والمعلومات المنشورة، مؤكداً التكامل والنقل بين العلماء ونسب الأقوال إلى أصحابها، وهو ما يزيد احترام الناس للباحث والكاتب.
وأضاف أن الإنسان حتى يكون واعظاً أو باحثاً لا بد أن يمر بمرحلة التأسيس، ومرحلة البناء، مع تعلم العلوم المعينة للغة على الكتابة والحديث، والتي من ضمنها اللغة العربية، وأصول الفقه، ومصطلح الحديث، وغيرها من علوم الحياة باعتبارها جزءاً من علوم الدين.