سامي عبدالرؤوف (دبي) 

أكد المتابعون لفعاليات الدورة السابعة والعشرين من مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، أن الدورة الحالية تتميز بقوة الحفظ وتقارب مستوى المتسابقين والأداء القوي، ما يشير إلى احتدام وجدية المسابقة الدولية وحرص القائمين عليها بمشاركة حفظة القرآن المتمكنين والمتميزين للمثول أمام لجنة التحكيم الدولية. 
وأشار الدكتور نصيف إبراهيم عبدالله الأزهري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الإمام الشافعي في جزر القمر، إلى أنه يتابع فعاليات مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم منذ أن كان طالباً في الأزهر الشريف بمصر، وقد أصبحت محط أنظارهم بأنحاء العالم. 
وتنافس 7 متسابقين ضمن فعالية اليوم الثالث لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، وذلك مساء أمس الأول بمقر ندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر بدبي، وسط إشادات المتابعين بمستوياتهم المتميزة، وتسابقهم في الحفظ والتجويد والتلاوة. 
وتسابق أمام لجنة تحكيم المسابقة الدولية برواية حفص عن عاصم كل من المتسابقين: سويد بن عبدالفتاح من جمهورية القمر المتحدة، محمد بوحسون من فرنسا، حسين توري من ساحل العاج، حمد عبدالله طايس الجميلي من قطر، شعيب محمد شافعي حسن من السويد، محمد محمد رزان من سريلانكا، وعمر برزوشي من ألبانيا. 
وكان اللافت في قصص الحفاظ المتميزين في الحفظ والأداء لثالث أيام المسابقة، هو دور الأم وتشجيعها لهم على حفظ كتاب الله، وأحياناً قيام الأم بدور المعلم والمحفظ للابن حتى يكون من أهل القرآن. وشهد اليوم الثالث للمسابقة تميزاً غير عادي للمتسابق الفرنسي، محمد بوحسون، الذي كان ثالث المتميزين من ممثلي الجاليات المقيمة في الغرب، بعد المتسابقين الإيطالي والبرتغالي، ليمثل المتسابق الفرنسي مفاجأة كبيرة ويقدم نفسه على أنه من كوكب القراء الكبار، حتى يمكن أن يلقب بـ«كروان القرآن» من شدة جمال صوته وحسن تلاوته وقوة حفظه. 

القعيدة والطفل 
وشهد فعاليات هذا اليوم، اختبار أصغر متسابق مشارك في هذه الدورة، المتسابق سويد بن عبد الفتاح من جمهورية القمر المتحدة، والبالغ من العمر 8 سنوات، ويدرس في السنة الأولى من التعليم الإعدادي، وحفظ القرآن على يد والدته المحفظة لكتاب الله، وهي صاحبة مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم. 
قال سويد: «لقد شجعتني والدتي على حفظ القرآن، وبيتنا لا يتوقف الحفظ فيه، بدأت الحفظ بعمر الرابعة، وختمته في سنة واحدة، وأن والدتي رغم أنها قعيدة إلا أنها مجتهدة كثيراً، سافرت إلى السعودية ودرست هناك، وحصلت على إجازة في تحفيظ القرآن الكريم، ثم فتحت مدرسة لتحفيظه». 
وأضاف: «لدي ثلاثة إخوة، يحفظون القرآن الكريم، وشارك أخي في السنة الماضية في مسابقة الكويت، وهذه السنة أشارك أنا في مسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، والفضل بعد الله تعالى يعود لأمي، فهي تحثنا على الحفظ، وتشجعنا كثيراً». 
وأشار إلى أنه سافر لمصر مع أخيه سنة 2022م ليراجع القرآن الكريم في أحد أكبر مراكز التحفيظ هناك من أجل تحسين مستوى حفظه، وتشجيعاً له ولأخيه لاكتساب الخبرة، والتأهل للمشاركة في المسابقات القرآنية الدولية، وهو ما ساعده على المشاركة الآن في هذه المسابقة. 

قصص ملهمة 
أما المتسابق محمد محمد رزان من سريلانكا، فقال: «درست في كلية الشريعة، وحفظت القرآن الكريم بالقراءات السبع، وسأتخرج السنة القادمة، وبدأت حفظ القرآن الكريم بتشجيع من والدتي التي تحفظ القرآن للصغار لما كنت بعمر العاشرة، وختمته في ثلاث سنوات». 
أما المتسابق عمر برذوشي ممثل ألبانيا، والبالغ من العمر «21 عاماً»، فأشار إلى أنه بدأ حفظ القرآن صغيراً لما بدأ في الكلام، وختمه في عمر الثانية عشرة، وهو العرف المعمول به في أسرتهم وقبيلتهم، إذ يكمل الطفل حفظ القرآن الكريم في هذه السن، فوالداه حافظان، وإخوته يحفظ كل من بلغ هذه السن القرآن الكريم، إذ لديه 8 إخوة، يحفظ 6 منهم القرآن كاملاً. 
وهو الآن متفرغ لدراسة العلوم الشرعية، انتقل منذ سنة للعيش في المدينة المنورة لدراسة القرآن والحديث والعلوم الشرعية على مشايخ الحرم المدني. 
وذكر: «هذه السنة ليست كغيرها، لأني تفرغت للقرآن، وبدأت الدراسة بتخصيص ساعة في اليوم، وكنت أزيد كل يوم المدة، حتى بلغت بالمراجعة من خمسة أجزاء إلى عشرة أجزاء في اليوم، لقد بدأت الحفظ صغيراً، وهذا شيء عادي في عائلتنا، وتعدّ مسابقات القرآن الكريم من أعظم المشروعات التي تحث الناشئة على مراجعة القرآن الكريم، لذلك أشكركم على تقومون به من مسابقات، وشكرنا لا يأتي شيئاً أمام شكر الله تعالى لكم، أسأل الله أن يعظم أجوركم يوم القيامة».

عائلة قرآنية 
ذكر المتسابق حسين توري، ممثل ساحل العاج، أنه طالب في السنة الثانية من التعليم الثانوي، بدأ حفظ القرآن الكريم في السادسة من عمره، وختمه في سن الثالثة عشرة. وقال: «شجعتني والدتي على حفظ القرآن الكريم، ولدي 11 أخاً وأختاً يحفظ خمسة منهم القرآن الكريم، وشاركت في مسابقات محلية كثيرة في بلدي، وهذه أول مسابقة دولية أشارك فيها». 
وأضاف: «حفظت القرآن الكريم من المصحف، وكنا نأخذ درساً واحداً في اليوم، كل حسب قدرته، وكانت قدرتي حفظ صفحة واحدة، وبعدما ختمت صرت أراجع أكثر من جزء في اليوم».