أبوظبي (الاتحاد)
تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات».. نظمت مؤسسة التنمية الأسرية مهرجان «جيران للكل» في موسمه الثاني، في العين بحديقة الحي بمنطقة جبل حفيت في الفترة من 1 3 مارس 2024، وذلك بهدف رفع مستوى سعادة الأسرة وجودة حياة أفراد المجتمع، وتحفيز الشركاء على المساهمة والمشاركة في الخدمات والأنشطة الاجتماعية، بالإضافة إلى توطيد العلاقات وزيادة الثقة والرضا والمسؤولية الاجتماعية بين المجتمع والمؤسسة.
تضمن مهرجان «جيران للكل» فعاليات أسرية جمعت أفراد الأسرة والمجتمع في بيئة تسودها الألفة والمودة والتواصل الرقمي الحديث والفعال، حرصاً من مؤسسة التنمية الأسرية على تصميم واجهة اجتماعية مهمة تعزّز علاقات الجيران وتحقق التلاحم المجتمعي المستدام وترفع مستوى سعادة الأسرة والمجتمع، وتعريف الأفراد بمراكز المؤسسة ومواقعها، وإبراز دورها الرائد في دعم واستقرار الأسرة وتلاحمها.
حضر الافتتاح مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، ومريم مسلم المزروعي، مدير دائرة خدمة المجتمع في مؤسسة التنمية الأسرية، والأستاذة وفاء آل علي مدير دائرة تنمية الأسرة بالوكالة في مؤسسة التنمية الأسرية، وعدد من مدراء الإدارات والموظفين في المؤسسة، والشركاء من الجهات الحكومية، وأفراد الأسرة والمجتمع.
بناء أسر مستدامة
وقالت مريم محمد الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية: «إن المؤسسة بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، تحرص على تبني المشاريع المجتمعية المستدامة التي تصنع الأثر للفرد والأسرة، حيث جاء مهرجان «جيران للكل» استكمالاً لمسيرة التنمية الاجتماعية، وبناء أسر مستدامة تُحاكي الواقع وتندمج مع العصر السريع، وتتداخل مع مجريات التقنيات الرقمية الحديثة والمتسارعة التي لطالما انغمس بها الأطفال والشباب وكبار المواطنين».
وأضافت الرميثي، أن مؤسسة التنمية الأسرية افتتحت مهرجان «جيران للكل» بـ«روبوت إلكترو»، وهو عبارة عن شخصية إلكترونية مستوحاة من قصر الحصن في إمارة أبوظبي المعلم التاريخي الشامخ الذي يجسد تراث الإمارات المعماري وبيئته قديماً والذي يقوم بعدد من المهام لتعزيز جودة حياة الأسرة وسعادتها ومحاكاة ومحادثة أفراد الأسرة والمجتمع من خلال الوسائل الإلكترونية والتطبيقات الذكية، حيث يمتلك «إلكترو» شخصية ذكية مفعمة بالنشاط ومزوّدة بمعلومات عن المؤسسة وكل ما يخص الأسرة والمجتمع، من خلال قدرته على التفاعل مع الأفراد باختلاف شخصياتهم وفئاتهم العمرية عن طريق الكتابة والفيديوهات التعريفية والتوعوية والإشارة إليها بكيانات المحادثة الاصطناعي بهدف الحصول على المعلومات والخدمات التي تقدمها المؤسسة بكل سهولة ويسر.
وأشارت إلى أن إطلاق المؤسسة روبوت «إلكترو» في عام الاستدامة، يواكب التطورات المتسارعة والذكية بأسلوب مبتكر من خلال الرد الآلي على استفسارات أفراد المجتمع وتزويدهم بالمعلومات الخاصة بالمؤسسة، ورفع سعادة المتعاملين والتي تعتبر جوهر عمل المؤسسة الاجتماعي من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي والتنوّع في الوسائل المستخدمة، والمساهمة في التنمية الاجتماعية المستدامة من خلال المحتوى الإعلامي الاجتماعي التوعوي، بالإضافة إلى الترويج لخدمات وبرامج وفعاليات المؤسسة المجتمعية المتنوعة.
وأكدت أن مهرجان «جيران للكل» استقبل أفراد المجتمع لمدة ثلاثة أيام، حيث تضمن حزمة من الفعاليات الابتكارية المستدامة منها: (الاستشارات الأسرية، سوق الأسر المنتجة، التاجر الصغير، جلسات تعزيز جودة حياة الأسرة، المسرح التفاعلي، مطبخ أسرتي، ألعاب أسرية، فعاليات تراثية، عروض ترفيهية، ورش تفاعلية، عربات المأكولات المتنوعة، فعاليات ثقافية متنوعة، والمسابقات والجوائز)، التي بدورها تعزّز مجموعة من المهارات الحياتية التي يحتاجها كافة أفراد الأسرة والمجتمع.
يأتي مهرجان «جيران للكل» في دورته الثانية بالتعاون مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين المتمثلين في (دائرة البلديات والنقل، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وهيئة أبوظبي للدفاع المدني، والإسعاف الوطني)، الذين يلعبون دوراً بارزاً في تعزيز أواصر التعاون الفعال .
وأكدت مريم مسلم المزروعي مدير دائرة خدمة المجتمع في مؤسسة التنمية الأسرية، أن المؤسسة تقدم العديد من الخدمات الداعمة لكافة فئات المجتمع، في جميع المراكز التابعة لها في أبوظبي والظفرة والعين والتي من شأنها تعزيز جودة حياة الأسرة والمحافظة على استدامتها وتماسكها، وذلك من خلال خدمات اجتماعية متنوعة تلامس احتياجات سكان المناطق.. منها خدمات تنمية مهارات الوالدية الفاعلة، والتي تهدف إلى تنمية مهارات ومعارف واتجاهات الآباء أو القائمين على رعاية الأبناء، لفهم سلوكيات أبنائهم للتعامل السليم معهم وفقاً لمراحلهم العمرية المختلفة، والتي تتضمن خدمات فرعية منها: «تنمية المهارات الوالدية في مرحلة المراهقة، وتعزيز دور الرجل في الوالدية الإيجابية، تنمية المهارات الوالدية في مرحلة الطفولة المبكرة».
دعم استقرار الأسرة وتلاحمها
قالت جميلة الكعبي مدير مكتب الإعلام بمؤسسة التنمية الأسرية: «إن مهرجان «جيران للكل» احتضن كافة أفراد الأسرة ولعب دوراً مهماً في ترسيخ الصورة الذهنية للمجتمع حول الدور الكبير الذي تضطلع به مؤسسة التنمية الأسرية ودورها الريادي في دعم واستقرار الأسرة وتلاحمها في إمارة أبوظبي، مشيرة إلى أن الدورة الثانية للمهرجان شهدت إقبالاً متزايداً من كافة الأسر ومشاركة مجتمعية على مدار ثلاثة أيام للاستمتاع بما قدمته من فعالياتٍ وبرامج وأنشطة متنوّعة ومتميزة وسط الأجواء الرائعة التي تمتاز بها مدينة العين».
وأكدت الكعبي على أن مؤسسة التنمية الأسرية تسعى من خلال فعالياتها وبرامجها المتنوعة ومشاريعها الاجتماعية المبتكرة إلى الوصول لجميع الأفراد والفئات المجتمعية، من خلال تبني استراتيجيات وخطط مجتمعية طموحة تحقق التوازن والاستقرار الأسري، لتعزيز أواصر العلاقة بين أفراد الأسرة والمجتمع، تأكيداً على دور المؤسسة الريادي في إمارة أبوظبي، وحرصها الشديد على تصميم وتنفيذ المشاريع والبرامج المجتمعية التي تنهض بالأسرة، حيث تهدف المؤسسة من خلال المهرجان إلى الوصول لكافة الفئات المستفيدة من خدماتها والتعرف على احتياجاتهم والتواصل المباشر معهم.
وأشارت إلى أن مهرجان «جيران للكل» تميز هذا العام بما قدمه من فعاليات متنوّعة ومبتكرة منها الروبوت «الكترو»، وسوالف أسرية حول السلامة الرقمية ودورها في حياة الأسرة والمجتمع، ومناقشة القضايا والتحديات التي تواجه مختلف الفئات المجتمعية، والعديد من الفقرات الاستعراضية الهادفة التي قدمها أطفال مدرسة جبل حفيت، وغيرها من الأنشطة المشوقة والفقرات التي قدمها سفراء المسؤولية المجتمعية، بالإضافة إلى المسابقات الجوائز القيمة التي أعدها المهرجان لزوّاره طوال فترة انعقاده من أجل تعزيز الاستقرار الأسري والتلاحم والتماسك المجتمعي.
تجربة فريدة
قالت فاطمة عبيد سيف المنصوري مديرة مركز المرفأ: «إن مشاركة مكتبة زايد الإنسانية في مهرجان «جيران للكل» ساهمت في تقديم ورش تنمية مهارات التفكير من خلال اللعب وجلسات القراءة في تجربة فريدة من نوعها للأسر وأفراد المجتمع المهتمين بالثقافة والقراءة وتنمية المواهب، وذلك بالمشاركة في الأنشطة والبرامج التي تثري ذائقة المشاركين بالمعارف والعلوم المختلفة والتي بدورها تُساهم في اكتشاف المواهب وتنميتها من خلال الورش التفاعلية الداعمة للأسرة في منطقة جبل حفيت».
وأشارت، إلى أن مكتبة زايد الإنسانية تسعى من خلال مشاركتها البناءة في مهرجان «جيران للكل» إلى تشجيع كافة أفراد المجتمع على القراءة لتعزيز الوقت النوعي بين أفراد الأسر والتواصل الفعال ومناقشة أهم التحديات الأسرية وطرح الحلول الإبداعية من خلال أنشطة القراءة المختلفة على مستوى الأسرة والمجتمع».
التوعية والتثقيف الأسري
وأشارت الأستاذة وفاء آل علي، مدير دائرة تنمية الأسرة بالوكالة في مؤسسة التنمية الأسرية، إلى أن المؤسسة تقدم خدمات اجتماعية متنوعة لكافة أفراد الأسرة لتعزيز الاستقرار الأسري بناءً على منهجية علمية مدروسة تلبي احتياجات المجتمع، منها خدمة التوعية والتثقيف الأسري، والتي تهدف إلى تزويد المجتمع بكافة أفراده بالمعارف والمهارات والاتجاهات والموارد اللازمة للحد من عوامل الخطورة، وتعزيز عوامل الحماية والتماسك الأسري لمواجهة المواقف الحياتية المختلفة، وتتضمن عدداً من البرامج، ومنها: أنشطة مكتبة زايد الإنسانية.
وأوضحت أن خدمة تنمية قدرات الأطفال والشباب، تتمثل في تنمية قدراتهم الذاتية والإبداعية وتوجيه سلوكياتهم وحمايتهم وتمكينهم من التخطيط السليم لمستقبلهم الاجتماعي والمهني، حيث تتضمن مجموعة من الخدمات الفرعية التي تركز على اهتمامات الأطفال والشباب، ومنها: نادي أطفال وشباب الدار، وعضوية مجلس الطفل الاجتماعي، وورش الطفولة الآمنة، وورش التخطيط لمستقبلك الاجتماعي والمهني.
وأشادت بجهود المؤسسة في تقديم خدمة الرعاية المتكاملة لشيخوخة نشطة، والتي تتضمن (بطاقة بركتنا، المساندة الاجتماعية لكبار المواطنين والمقيمين، أندية بركة الدار)، للتركيز على خدمات المؤسسة والاستجابة لمتطلبات واحتياجات كبار المواطنين والمقيمين، وتوفير الرعاية الاجتماعية الوقائية اللازمة لتعزيز جودة حياتهم، وتحسين فرص وصولهم للخدمات التي تقدمها الدولة لهم، وبالأخص إمارة أبوظبي، وزيادة فرص المشاركة المجتمعية النشطة، وفقاً لإمكانات كبار المواطنين وقدراتهم، بالإضافة إلى تحفيز مشاركتهم وزيادة فرص اندماجهم في الحياة الاجتماعية.
السلامة الرقمية
وقدم خالد الكعبي، اختصاصي طفل في مؤسسة التنمية الأسرية، ورشة عن السلامة الرقمية خلال مهرجان «جيران للكل» قائلاً: «تحرص مؤسسة التنمية الأسرية على تماسك الأسرة واستقرارها والحفاظ عليها في ظل عصر يتسم بالتغيرات الاجتماعية المتسارعة وما يتبعها من تأثيرات تنعكس بشكلٍ مباشر أو غير مباشر على الأسرة وأفرادها، حيث تقدّم المؤسسة من خلال «إدارة الإرشاد والاستشارات الأسرية» العديد الخدمات ومنها: (الرعاية الاجتماعية المتكاملة للأسرة، وخدمة الاستشارة الاجتماعية، بالإضافة إلى خدمة الرعاية الاجتماعية).
وأضاف: تهدف الخدمات التي تقدمها مؤسسة التنمية الأسرية إلى دعم واستقرار الأسرة وتماسكها من خلال منحهم الدعم والمساندة الاجتماعية بالطرق العلمية التي تعمل على رفع الوعي حول تفهم الأفراد للمشكلات والتعامل معها بطريقة إيجابية مما يُساهم في إعادة بناء حياتهم الأسرية، وتمكنهم من مواجهة التحديات التي قد تواجههم.