دينا جوني (دبي)
اختتم أمس مؤتمر ومعرض النقل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي انطلقت فعالياته في الفترة من 28 فبراير إلى 1 مارس 2024، وتنظمه هيئة الطرق والمواصلات في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة واسعة من المنطقة والعالم.
وقال عبدالله المرزوقي، مدير عام مركز النقل المتكامل، إن الشراكة بين مركز النقل المتكامل ومنظمة الاتحاد العالمي للمواصلات العامة وفق الاتفاقية التي تم توقيعها في اليوم الأول من المؤتمر، تأتي من منطلق دعم تحقيق أهداف مركز النقل المتكامل لتعزيز محاور التنقل المستدام وتبني مفاهيم التنقل الصديقة للبيئة من خلال الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية، مشيراً إلى أن مركز النقل المتكامل قام خلال الفترة السابقة بإطلاق مجموعة من المبادرات النوعية المبنية على الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة التنقل في إمارة أبوظبي، مثل برنامج تقييم الحافلات الخضراء ومشروع نظام التنقل الجماعي، مضيفاً أنه في هذا السياق يعد مؤتمر ومعرض النقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2024 فرصة لتسليط الضوء على هذه المبادرات ضمن أحدث التطورات التقنية وأفضل الممارسات العالمية في مجال النقل بهدف تحقيق استراتيجية الاستدامة للعام 2050 وتعزيز التنقل المستدام.

وأشار أن إمارة أبوظبي تتمتع بتجربة فريدة وبجودة بنيتها التحتية في مجال الطرق وأنظمة المواصلات المختلفة، وسهولة التنقل بين مدنها، لافتاً أن المشاركة في المؤتمر تعتبر فرصة لمركز النقل المتكامل لمشاركة التجارب في هذا المجال وتشجيع فرق العمل للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في التنقل المستدام، وتحديد الاتجاهات المستقبلية لاستدامة البنية التحتية المرنة في أبوظبي. 
من جهة ثانية، كشف محمد الأميري، مدير إدارة الصيانة في مؤسسة القطارات في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، عن تدشين نظام التوأمة الرقمية تجريبياً في محطة مترو أبراج الإمارات، كأول مبنى يعمل بنظام الكشف المسبق عن الأعطال.
وأشار إلى أن هذا النظام المبتكر يوفر بيانات تحليلية لجميع الأجزاء المكونة للقطارات ومحطات المترو والترام وتبديلها أو إصلاحها قبل تعطلها.
وأوضح الأميري أن نظام التوأمة الرقمية متصل مباشرة بغرفة العمليات المجهزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي المعزز، مما يوفر الوقت والجهد على المهندسين والفنيين في تحديد مكان العطل والوصول إليه من دون التأثير على حركة المترو أو الترام.
كما أشار إلى أن النظام يعمل بواسطة حساسات ترسل مؤشرات حول الكفاءة التشغيلية، مما يسهم في تعزيز فاعلية فرق الدعم الفني في صيانة المترو، ويمكّنهم من استبدال الأجزاء الأقل كفاءة قبل توقفها عن العمل.  
وأفاد بأن نظام التوأمة الرقمية يوفر أيضاً تدريباً للمهندسين والفنيين عبر «الميتافيرس»، ويمكّن المتخصص من مشاهدة كيفية التعامل مع القطع، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تحسين استجابتهم وتقليل زمن الاستجابة.
وأضاف أن الهيئة تعمل على تطوير خدماتها بشكل دائم لمواكبة توجيهات القيادة الرشيدة في تقديم خدمات استباقية توفر الوقت والجهد، وتزيد من سعادة أفراد المجتمع، وتجعل تجربة استخدام المواصلات العامة أكثر راحة.
وأوضح الأميري أن التطور السريع الذي يشهده مجال التقنيات الرقمية، والذي يعدّ مجرد محرّك لتحسين كفاءة الأعمال ورفع مستوى الأداء، أصبح أحد الدعائم الرئيسة للابتكار والتحول الشامل واستشراف المستقبل الحضري وجعله واقعاً يمكن للجميع تجربته والاستفادة من مخرجاته.
وقال إن نظام التوأمة الرقمية يلعب دوراً بارزاً في حماية البيئة ويعزز ممارسات الاستدامة ويتيح للفرق استخدام أحدث التقنيات لتحسين كفاءة شبكة المواصلات العامة، كما يحدّ من الانبعاثات الضارة، ويحقق وفرة في استهلاك الطاقة.