كشف الدكتور سعيد آل ثاني، استشاري جراحة العظام، رئيس المؤتمر الـ23 للرابطة الآسيوية الباسيفيكية للعظام، المنعقد حالياً في دبي أن جراحة العظام في الدولة ستشهد قريباً إدخال تقنية الواقع الافتراضي في بعض عمليات جراحة العظام لتكون بذلك دولة الإمارات الأولى على مستوى المنطقة في استخدام الواقع الافتراضي المعزز في جراحات العظام الدقيقة والمعقدة.
وقال إن هذه التقنية الجديدة تساهم في نجاح عمليات استبدال مفصل الركبة والورك ورفع مستوى دقتها وتقدم حلولًا تساعد الجراحين أثناء أدائهم للعمليات الجراحية وترفع من معدل قبول المرضى ورضاهم عن النتائج، لافتا إلى أن العديد من الأطباء والجراحين يتلقون حاليا تدريبات مكثفة حول استخدام هذه التقنية في عمليات تغيير مفصل الركبة واستبدال مفصل الورك.
وأوضح أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي ستمكنان الأطباء والجراحين من الاستفادة المثلى لدى إجرائهم للعمليات الجراحية الصعبة والمعقدة بدقة وكفاءة ما يقلل نسبة الخطأ البشري ويرفع من مستوى النتائج المُتوقعَة لدى المريض والطبيب.
وأفاد الدكتور سعيد آل ثاني أن تقنية الواقع الافتراضي تعتمد على ارتداء نظارة الواقع الافتراضي المخصصة لهذا الغرض أثناء العملية لتظهر معلومات رقمية مفصلة عن مفصل المريض يراها الجراح فقط في المشهد أمامه وتمكن المعلومات الظاهرة من توجيه الجراح لإزالة العظم والغضاريف وتركيب مفصل الركبة الصناعي بدقة وفقًا للإحداثيات التي يوفرها الواقع المعزز.
وذكر أن جراحة العظام في الدولة تعد الآن رافداً قوياً للسياحة العلاجية خاصة مع الدعم الكبير الذي توفره الدولة للأطباء المواطنين في كافة المجالات لمواكبة أحدث المستجدات العالمية من خلال ابتعاثهم في دورات تدريبية على التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والربوتات والواقع الافتراضي المعزز لتوفير أفضل الخدمات العلاجية ليس فقط للمواطنين والمقيمين فحسب وإنما أيضا لتعزيز وتشجيع السياحة العلاجية.
وأضاف رئيس المؤتمر أن مشاكل الرباط الصليبي في الدولة آخذة بالتزايد وباتت تصيب الإناث أيضا خاصة مع انتشار الرياضات النسائية في الدولة، مشيرا إلى أنه قام لغاية الآن بإجراء أكثر من 1200 عملية رباط صليبي بنسبة نجاح تفوق 95%.
ونوه إلى أن هناك سببين للإصابة بالرباط الصليبي، الأول يشكل 70% وغالبا ما يحدث دون احتكاك و 30% تكون ناجمة عن احتكاك مباشر حيث أنه كلما كان الشخص غير مدرباً على اللياقة البدنية يكون أكثر عرضة للإصابة بالرباط الصليبي لافتا إلى أن «الفيفيا» وضعت 11 تمريناً للمحافظة وتقليل إصابات الرباط الصليبي وهي غير مطبقة في الرياضة المدرسية فضلا عن أن نسبة كبيرة من الأندية الرياضية تفتقر إلى البرامج التدريبية لإعداد اللاعبين من أعمار مبكرة.
واستعرض المؤتمر في جلساته العلمية اليوم مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بجراحة العظام والمجالات الحديثة التي طرأت على طب العظام وأحدث التوجهات العالمية الخاصة باستخدام المناظير الطبية في مجالات استبدال الركبة والرباط الصليبي ومفصل الكتف عبر استخدامات الروبوت والذكاء الاصطناعي.
كما تم استعراض ومناقشة مرض خشونة الركبة للمرضى في بداية الإصابة كإجراء وقائي لتفادي اللجوء إلى العملية الجراحية من خلال العلاجات بالأدوية والتمارين الرياضية والإبر الزيتية أو الصفائح معا، حيث أكدت دراسات جديدة عرضت خلال الحدث مدى استفادة المريض من الحقن الزيتية مع حقن الصفائح «بي آر بي»، إلا أن الأطباء أجمعوا على أن هذا الإجراء على الرغم من أهميته إلا أنه لا يعمل على ترميم وبناء الغضروف وهذه معلومة طبية مؤكدة تفيد بأن الإبر الزيتية مع إبر الخلايا الجذعية لا تعمل على بناء الغضاريف.
وأكد المحاضرون أن الإبر الزيتية تستخدم كعلاج لتخفيف الخشونة لأنها تزيد اللزوجة المفقودة في المفصل وبالتالي تخفف من شدة الاحتكاك والألم وتعطى للمريض حسب حالته الصحية وحسب حدة الخشونة التي يعاني منها، وشددوا على عدم أخذ الإبرة الزيتية في مدة تقل عن ثلاثة أشهر حيث لا بد من إجراء طبي آخر ما لم يفد هذا الإجراء.
استخدام تقنيات الواقع الافتراضي في عمليات جراحة العظام بالإمارات
المصدر: وام