أبوظبي (الاتحاد)
نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، والمعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية، مؤتمراً مشتركاً بعنوان «الدبلوماسية الحديثة في عصر العولمة: آفاق وانعكاسات جديدة للتعاون بين الإمارات وآسيا الوسطى»، أمس الأول، في قاعة المؤتمرات بمقر «تريندز» في أبوظبي، بمشاركة دبلوماسيين وباحثين وخبراء.
وأكد المتحدثون في المؤتمر أهمية تعزيز التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودول آسيا الوسطى في مختلف المجالات.
كما دعوا إلى تبني أساليب مبتكرة في الدبلوماسية تستفيد من التكنولوجيا، وتعزز المشاركة في مجالات الدبلوماسية الموازية.
وشدد المؤتمر على أهمية الدبلوماسية الثقافية في بناء جسور التفاهم بين الدول والشعوب، وقدم العديد من التوصيات التي من شأنها أن تدفع التعاون بين هذه الدول في مختلف المجالات، ومن أبرزها إنشاء آليات جديدة للتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودول آسيا الوسطى في مجالات التعليم والتبادل الثقافي.
وقد افتتح المؤتمر الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أكد فيها أهمية التعاون بين منطقة الخليج العربي ومنطقة آسيا الوسطى، في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، مشيراً إلى أن هاتين المنطقتين تزخران بإمكانات كبيرة للتعاون، وتتمتعان بموقع استراتيجي مهم في قلب طرق التجارة العالمية، ما عزز التبادل التجاري والتلاقح الثقافي بينهما تاريخياً، لافتاً إلى أنه يمكن لخبرة دولة الإمارات في تطوير البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية أن تكون مفيدة في دعم جهود دول آسيا الوسطى في تنويع اقتصادها، وفتح آفاق جديدة للنمو.

وقال إن الدبلوماسية الثقافية المرتكزة على تعزيز الحوار الثقافي بين الدول والشعوب أثبتت فاعليتها في بناء جسور التفاهم، وإنشاء أساس لشراكات دائمة تخدم شعوب هذه الدول وتحقق طموحاتها نحو المستقبل.
بدوره، قال يوسف عيسى الصابري، رئيس مجلس أمناء المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية، في كلمة افتتاحية أيضاً، إن المؤتمر يسعى إلى فتح آفاق الحوار وتبادل وجهات النظر بين الطرفين الإماراتي والآسيوي، وجمع النخب الفكرية والسياسية والاقتصادية الإماراتية والآسيوية.
عقب ذلك، بدأت أعمال المؤتمر بالجلسة الأولى حول «دور الدبلوماسية في عالم مترابط وتنافسي: التحديات والفرص»، وأدارتها الباحثة الأستاذة اليازية الحوسني، مديرة إدارة الاتصال الإعلامي في «تريندز».
وتضمنت الجلسة مداخلات من ماديار مينيلبيكوف، سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة، وبهادور شريفي محمود زاده، سفير جمهورية طاجيكستان لدى الدولة، وفاروخ زكيروف، رئيس إدارة التعاون مع بلدان جنوب آسيا والشرق الأدنى والأوسط وأفريقيا في وزارة خارجية جمهورية أوزبكستان. وأكدت هذه المداخلات أهمية الدبلوماسية في عالم مترابط وتنافسي، وشددت على ضرورة تبني نهج دبلوماسي شامل يراعي مختلف المصالح والاحتياجات.
ودعوا إلى تبني نهج دبلوماسي شامل يراعي مختلف المصالح والاحتياجات، مشددين على أهمية الدبلوماسية الثقافية في دعم الاستقرار، وتعزيز التفاهم بين الشعوب، وبناء جسور التواصل بين الدول.
وتناولت الجلسة النقاشية الثانية موضوع «مستقبل الدبلوماسية في مشهد عالمي جديد: تأثير الذكاء الاصطناعي والإعلام الحديث»، وأدارها الباحث في «تريندز» زايد الظاهري.
وتضمنت مداخلات من محمد مراد البلوشي، سفير الدولة لدى جمهورية أذربيجان (فيديو مسجل)، والسفير الدكتور سعيد القمزي، سفير الدولة لدى جمهورية أوزبكستان (مباشر عبر الإنترنت)، ود. عوض المصعبي – مستشار ثقافي، ومعالي الدكتور محمد سعيد الكندي، وزير البيئة والمياه الأسبق.
وتوقفت الجلسة النقاشية الثالثة عند موضوع «تعزيز السلام والحوار والتعليم والتبادل الثقافي في عالم اليوم: منهجيات حديثة واستراتيجيات مبتكرة»، وأدارتها الباحثة في «تريندز» جينا سرحال.
عقب ذلك عُقدت مائدة مستديرة على مستوى السفراء وتركزت حول «العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وآسيا الوسطى: تعزيز المشاركة الدبلوماسية وترسيخ التعاون».
أدار الجلسة التي ركزت على «تعزيز المشاركة الدبلوماسية وترسيخ التعاون» الدكتور سرهات كابوكغلو - باحث أول في الدراسات الاستراتيجية بـ«تريندز».
وأكد المشاركون في المائدة، وهم سفراء دول آسيا الوسطى وخبراء، أهمية تعزيز العلاقات بين الإمارات وآسيا الوسطى، خاصة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم. وشددوا على ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، مشيرين إلى وجود فرص كبيرة لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين الإمارات ودول آسيا الوسطى، خاصة في ظل وجود العديد من القطاعات الواعدة في كلا الجانبين.

مداخلات
تضمنت مداخلات من سيردارمامت جاراجاييف، سفير تركمانستان لدى الدولة، وأفغان شاماروف، مستشار سفارة جمهورية أذربيجان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وشددت المداخلات على أهمية دور التعليم في تعزيز ثقافة السلام والتسامح، وضرورة تبادل الخبرات والتجارب بين الدول لتعزيز الحوار والتفاهم، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية المشتركة.