جمعة النعيمي (أبوظبي)
أكد العقيد ركن طيار راشد أحمد النقبي، مدير المركز الوطني للبحث والإنقاذ، رئيس لجنة إدارة «المؤتمر والمعرض الدولي للبحث والإنقاذ 2024»، أن مشاركة المركز في تنظيم الحدث الذي يعد الأكبر من نوعه عالمياً، تُجسّد التزامه بتعزيز مستويات السلامة والمرونة في عمليات البحث والإنقاذ، ما يُسهم في تحسين القدرة والجاهزية الكاملة في التعامل مع المخاطر والطوارئ والحوادث. 
وقال: يجمع المؤتمر في دورته الحالية كوكبةً من المتحدثين والخبراء على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ويستقطب عدداً كبيراً من الشركات والجهات العارضة. ويُوفّر المعرض منصة متكاملة تتيح للخبراء والشركات الرائدة عرض مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك تطبيقات وابتكارات الذكاء الاصطناعي، والمنهجيات الكفيلة بتطوير قطاع البحث والإنقاذ. 
وأضاف: يشهد المعرض عرض نموذج لغرفة عمليات البحث والإنقاذ، ليسهم في تعزيز التفاعل مع المشاركين وتوضيح سُبل تنظيم وتنسيق العمليات في حالات الطوارئ والكوارث، وتمكين الحضور من مشاهدة طائرة البحث والإنقاذ المزودة بأحدث الأنظمة، للتعرف عن كثب على دور التكنولوجيا في تطوير عمليات الإنقاذ وتعزيز فعالية الاستجابة في حالات الطوارئ، إلى جانب ذلك، يتمتع جناحنا بمساحة واسعة في المعرض، مما يسمح لنا بتقديم عروض مبتكرة ومنصات لجذب المواهب وتبادل الخبرات، كما يتم عقد وتقديم محاضرات ملهمة تسلط الضوء على رؤيتنا وتطلعاتنا في مجال البحث والإنقاذ وتعزيز السلامة والمرونة.

أطر مؤسسية  
وأوضح العقيد ركن طيار راشد أحمد النقبي، أن المؤتمر والمعرض الدولي للبحث والإنقاذ يركز على إرساء أطر مؤسسية مستدامة بهدف توطيد أواصر التعاون، وتحسين سياسات الاستجابة لعمليات البحث والإنقاذ، والارتقاء بفعالية ومرونة منهجيات ومهام إنقاذ الأرواح، لافتاً إلى أن هذا الحدث يمثل منبراً لتعزيز وعي الجمهور بأهمية خدمات البحث والإنقاذ، وتشجيع الممارسات والسلوكيات الآمنة. ويناقش الحدث إرساء معايير جديدة لكفاءة وموثوقية عمليات البحث والإنقاذ، وتحسين استخدام الموارد والقدرات المتاحة لإنقاذ الأرواح وتحقيق تأثير إيجابي على نطاقٍ أوسع. 
التعامل مع الكوارث 
وأكد النقبي في حوار مع «الاتحاد»، أن أهمية المؤتمر والمعرض الدولي للبحث والإنقاذ، 2024 تبرز في دوره بتسليط الضوء على أهمية هذا القطاع في التعامل الاحترافي مع الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات، ويُسهم المعرض في تعزيز قدرة الجهات المشاركة على الاستجابة السريعة وإنقاذ الأرواح من خلال استعراض أحدث التقنيات والمنهجيات في هذا المجال. وقال: كما يدعم هذا الحدث جهود البحث والتطوير من خلال مشاركة الجامعات والمؤسسات البحثية في عرض مشاريع البحث والابتكارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في عمليات البحث والإنقاذ. إضافة إلى ذلك، يفسح المعرض المجال أمام التعاون وتبادل الأفكار والرؤى بين مختلف الجهات المعنية بالبحث والإنقاذ، بما في ذلك الحكومات والمؤسسات الخاصة والمنظمات غير الحكومية، ما يرتقي بالتنسيق والتعاون في مجال الاستجابة للكوارث ويُعزز تبادل الخبرات والمعارف. 
وتابع النقبي: تشهد هذه النسخة من المعرض مشاركة واسعة من قبل شركات مختلفة تمثل 20 دولة حول العالم، ويحتضن نخبةً من أهم المتحدثين والخبراء والشركات الرائدة المتخصصة في مجال البحث والإنقاذ على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، فضلاً عن مشاركة العديد من المؤسسات التعليمية والأكاديمية. 
وأوضح النقبي، أن نوع المشاركة، يختلف بين دولة أخرى تبعاً لتخصص الشركات العاملة فيها، حيث تستعرض كل دولة أنظمةً وتقنيات متخصصة في البحث والإنقاذ من خلال كبرى الشركات التي تمثلها. وتتنوع هذه المشاركات لتشمل مختلف جوانب صناعة البحث والإنقاذ، وتشكل مجموعة متكاملةً من الحلول والتكنولوجيا المتعلقة بسلامة الأرواح.
الممارسات العالمية
وأوضح النقبي، أن المركز الوطني للبحث والإنقاذ، يولي أهميةً كبيرة لتبني أفضل الممارسات العالمية، والارتقاء بمؤشر الأداء والجودة في عمله لترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات في مجال البحث والإنقاذ، لافتاً إلى أن المركز يعمل على تحقيق ذلك من خلال 6 ممارسات أساسية: أولاً، التدريب المستمر، فتحقيق التميز في مجال البحث والإنقاذ يتطلب تدريباً متواصلاً وتحديثاً دائماً للمهارات والمعارف، ولذلك تخضع فرق المركز لتدريبات مكثفة وورش عمل منتظمة من أجل تعزيز مهاراتها وتحسين أدائها. 
ثانياً: استخدام التقنيات الحديثة مثل الطائرات من دون طيار والأقمار الاصطناعية وأنظمة المعلومات الجغرافية وإدخالها في منظومة عمل المركز، في سبيل تحسين القدرة على تحديد المواقع وتعزيز كفاءة وسرعة عمليات البحث والإنقاذ. ثالثاً: التركيز على التعاون المستمر مع الشركاء الدوليين ومنظمات الإغاثة الدولية المختلفة، لتبادل المعارف والخبرات والاستفادة من التجارب المشتركة، وتضافر الجهود في الاستجابة للطوارئ، رابعاً: تطوير البرامج الاستراتيجية لضمان تحقيق أهداف المركز الحالية والمستقبلية.
وذكر النقبي أن الممارسة الخامسة ترتبط بعمليات التقييم والتقرير، حيث يجري المركز تقييمات دورية حول أدائه، ويقدم تقارير شفافة حول النتائج المحققة والجوانب التي يمكن تطويرها، الأمر الذي يساعد في تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين وتطوير. وقال: في السادسة يسعى المركز إلى تفعيل الشبكات الإقليمية والدولية المختصة بالبحث والإنقاذ من خلال الانضمام إليها والمشاركة معها في المعارض ذات الشأن، وعقد الاتفاقيات لتحسين الاستجابة لحالات الطوارئ الكبرى.
النظم والتكنولوجيا الذكية 
أشار العقيد راشد النقبي، إلى أن النظم والتكنولوجيا الذكية تلعب دوراً هاماً في تحسين عمليات البحث والإنقاذ، مضيفاً: يحرص المركز على توظيفها بشكل فعال لضمانه السلامة وحماية الأرواح، حيث يستقطب المركز أحدث التقنيات عالمياً، مثل استخدام أنظمة تحديد المواقع GPS لتحديد مواقع الأشخاص المفقودين بدقة، وغيرها.
تمكين الكوادر والمواهب الوطنية 
أكد النقبي أنه إيماناً بالدور الحيوي للمواهب الوطنية في رفد عمليات البحث والإنقاذ وتطوير القطاع، وسعياً لتحقيق الاستفادة المثلى من هذا المعرض، تم تخصيص ركن خاص للتفاعل بين الجامعات والطلبة واستعراض مشاريع التخرج التي تركز على مبادرات البحث والإنقاذ.