هدى الطنيجي (أبوظبي)
تعتبر مجالس الشباب ركيزة بناء المستقبل، فهي تسهم في تمكين الجيل الجديد من صقل مهاراتهم وزيادة خبراتهم في مختلف المجالات بهدف خدمة الوطن، ودفع عجلة التقدم والتنمية بسواعد فتية قادرة على مواكبة التغيرات المستقبلية بعطائهم وإبداعاتهم. 
وتحرص تلك المجالس على تعزيز الهوية الوطنية، وغرس روح الانتماء وحب الوطن والمساهمة في مختلف مبادرات الدولة، وشغل أوقات فراغهم للاستفادة من طاقاتهم في تنمية وبناء المجتمع.

قال عبدالله الحمادي رئيس مجلس الظفرة للشباب: تؤمن حكومتنا الرشيدة بأن الشباب هم المستقبل والعصب الحيوي للمجتمع، الاستثمار في الشباب هو الاستثمار الحقيقي للتنمية المستدامة، لذا جاءت المجالس لتنفيذ الأجندة الوطنية الشبابية ودعم مسيرة الدولة كدولة رائدة في جميع المجالات، من خلال مشاريعها ومبادراتها، والتي كان هدفها تطوير مهاراتهم واستثمار طاقاتهم وخلق نماذج شبابية قادرة على الحوار والانفتاح على الآخر وفق المبادئ الأصيلة.
وأضاف: أصبحت المجالس لها دور كبير في زيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية المهمة والتي يمكن أن يؤدي هذا إلى تحفيز الشباب على العمل من أجل التغيير الاجتماعي، وأيضا للشباب دور في غرس القيم والموروث في المجتمع والذي يعزز من شعورهم بالانتماء إلى المجتمع والحفاظ على هويتهم الثقافية.

كوب 28
وأشار إلى أن كوب 28 الذي استضافته الإمارات حرصت فيه على مشاركة الشباب لأنها تؤمن بأنهم القوة الدافعة وضعت شبابها في الصف الأمامي، وذلك إيماناً بهم ولإعطائهم المسؤولية تجاه حماية المناخ واستدامة الموارد ونشر الرسالة الأسمى إلى العالم بأن تمكين الشباب وإشراكهم في صنع القرارات هو محرك التغيير الدائم.

تطوير المهارات
قالت شروق أحمد علي المنسق العام لمجلس شباب هيئة الهلال الأحمر الإماراتي: تتطلع المجالس إلى تطوير مهارات الشباب وخلق فرص جديدة، وتبني أفكارهم لتحقيق أهداف استراتيجية، وبناء قدرات الشباب وتوثيق تجاربهم وتوفير البيئة الملائمة لمواهبهم وإبداعاتهم.
وذكرت أن المجالس تؤثر في تكوين الشخصية فهي تساهم في تطوير مهارات التواصل مع الآخرين والتكييف على نمط التواصل مع الجمهور، وتعزيز الثقة بالنفس من خلال تقديم المقترحات وتبادل الأفكار بشكل إيجابي واحترام آراء الآخرين.

الهوية الوطنية
وأكدت أن المجالس تسهم بتعزيز الهوية الوطنية، حيث تعتبر منصات لتمكينهم وإشراكهم في القرارات والبرامج الوطنية، ويتم تحفيز الشباب على تقديم أفكار ومشروعات تسعى لتعزيز الانتماء بالوطن وغرس القيم والموروثات من خلال إحياء تراث الآباء والأجداد والحفاظ على كيان الأسرة، وتعزيز القيم والمبادئ الإيجابية للحفاظ على المجتمع الإماراتي.

الحماية من الانزلاق
وذكرت أن المجالس تهدف إلى تمكين دور الشباب والاستماع إلى أصواتهم واستثمار طاقاتهم والاستفادة من خبراتهم وإشراكهم في صناعة المستقبل وإطلاق المبادرات والبرامج الخاصة بهم وتوعيتهم لخدمة المجتمع، وحمايتهم من الانزلاق وراء أفكار التطرف، وتنمية مهارات التواصل التي تمنح الفرد آفاقاً مختلفة من التفكير، وتدعو إلى حب الوطن والحفاظ على خيراته والتنافسية العالمية، لخلق فكر سليم بعيد عن التطرف.

تكوين الشخصية 
قالت اليازية أحمد العامري (نائب منسق عام في مجلس شباب مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان): إن المجالس أثرت في تكوين الشخصية بشكل إيجابي، عبر مشاركتي ضمن الفعاليات والإشراف على المبادرات وإدارتها وبالتالي تنمية مهاراتي الإدارية والعلمية. 
وذكرت أن مجلس شباب مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان تهدف إلى الحفاظ على جذور وطموح الشخصية الإماراتية المتمسكة بالهوية الوطنية وتطوير المهارات المهنية والعلمية، وغرس قيم ومبادئ الشخصية الإماراتية في شبابنا عبر المبادرات والجلسات الحوارية التي ترفع من وعي الشباب وتمسكهم بالهوية الوطنية والثقافية والاجتماعية.

معارف جديدة لخدمة الوطن
قالت فاطمة ناصر النعمان من مجلس M42 قائد فريق في مجلس مبادلة الصحية: تهدف مجالس الشباب إلى تحقيق أحلامهم باكتساب المهارات والخبرة في عملهم ومنحهم الفرصة لتحصيل معارف جديدة تسهم في فعاليتهم وكفاءتهم في خدمة وطنهم، منها تعزيز الهوية الوطنية، عبر تمكينهم ليكونوا مؤهلين في حمل الراية ونقل الخبرة بكامل طاقتها وقوتها مع المحافظة على مكتسبات آبائهم إلى الأجيال القادمة.
وأشارت إلى أن المجالس تغرس المبادئ وقيم التراث والحفاظ على الهوية الوطنية واستدامة التنمية والتميز والحفاظ على الموروث، عبر الاقتداء بما لدى الأجيال السابقة، ولذلك من أولوياتها إتاحة الفرص لتنظيم فعاليات تذكرهم بالقيم والمبادئ الموروثة والاعتزاز بها.

خبرات لقادة المستقبل 
قالت رحمة علي الكمالي، استشاري مشاريع في صندوق خليفة لتطوير المشاريع، رئيس مجلس رأس الخيمة للشباب: إن مجالس الشباب تأتي بهدف تمكين الشباب ليصبح نموذجاً في قيادة شباب العالم في المجالات وتكوين شخصية الشاب الطموح الشغوف في عمله.
وذكرت أن دور المجالس يقوم على استضافة الفعاليات الشبابية والمبادرات الداعمة لتطلعاتهم، وتمكينهم للارتقاء بقدراتهم وإكسابهم الخبرات لتحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن، وتأهيلهم كقادة للمستقبل، فهي أداة تمكين فريدة وتحظى بدعم كبير من حكومة الإمارات والمؤسسات لإحداث قفزة في مسيرة الشباب نحو المزيد من التقدم والتطور، متوجهة بنصيحة للشباب لاقتناص الفرص التي توفرها الدولة والمؤسسة الاتحادية للشباب.

الوعي
وأشارت إلى أن الإمارات تسعى إلى التحول باتجاه الاقتصاد الأخضر وتحقيق انتقال الطاقة من خلال تنمية مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة، ونجاحها في استضافة «كوب 28» أبرز المجالس في المبادرات للمساهمة في تقليل التلوث البيئي وزيادة وعي الشباب بخطورة التغير المناخي والمشاكل التي تواجه العالم. 
وأشارت إلى أن المجالس تسهم في حماية الشباب من الانزلاق لأفكار التطرف عبر أجندة للشباب الإماراتي لمساعدتهم علی عیش حیاة ناجحة وتركز علی كيفية مساعدتهم في تحقیق أهدافهم، ذاكرة أنه تم تطویر برامج مصممة للاستثمار في الشباب، وتعلم المهارات والتعزیز من قوة روح الولاء والانتماء.