هالة الخياط (أبوظبي)
أكد خبراء دوليون متخصصون في قطاع البيئة والاستدامة «ريادة» الإمارات في مواجهة التحديات البيئية، لا سيما أنها تعد إحدى الدول السباقة في دعم خطط واستراتيجيات الحفاظ على البيئة، ومواجهة التغير المناخي بعدد من المبادرات والإنجازات، منها التحول بشكل كبير إلى الطاقة المتجددة، والتركيز على تعزيز الاستدامة في مشروعاتها التنموية.
وأشاروا، خلال مشاركتهم في المؤتمر العالمي للتربية البيئية الذي استضافته أبوظبي خلال الأيام الخمسة الماضية، إلى أن جهود الإمارات عابرة للحدود في مواجهة آثار التغير المناخي، فلم تقتصر جهودها على الاستراتيجيات المحلية، وإنما امتدت جهودها لتصل للعديد من الدول النامية والفقيرة، عبر تقديم مساعدات ومبادرات تنموية تهدف إلى التخفيف من تداعيات التغيرات المناخية، وما ينجم عنها من أزمات إنسانية تواجه الملايين من سكان تلك الدول.
الأجداد والآباء
بمناسبة يوم البيئة الوطني الذي يصادف الرابع من فبراير الجاري، أشادت الدكتورة آنا بولينا، أستاذة معارف السكان الأصليين في جامعة نوتردام في أستراليا، بالجهود التي تقوم بها الدولة في إطار توفير الحماية للبيئة والتي استفادت من دورس الأجداد والآباء في الحفاظ على مكنونات التنوع البيئي الذي تزخر به الدولة، والحفاظ على العادات والتقاليد الموروثة التي تزرع لدى سكانها حب البيئة والحفاظ عليها.
وقالت بولينا إن الإمارات تسعى دوماً نحو تحقيق الاستدامة البيئية في إطار تشريعي وتنظيمي، يساعد في المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية، ويحظر أي سلوكيات قد تشكل خطراً عليها. كما تبنت الدولة العديد من الخطط والبرامج التي تحقق الحماية للأنواع الفريدة فيها، وأسست للعديد من البرامج التي استهدفت الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، محلياً وخارجياً، كإطلاقها برامج لإعادة إطلاق المها العربي، والمها الأفريقي، بالإضافة إلى برامج إكثار الحبارى، واستزراع المحار والشعاب المرجانية، وكلها برامج تعود بالنفع على البيئة المحلية، ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية.
التربية البيئية
من جانبها، أشارت الدكتورة كريستا هينز، من جامعة ديسبورغ إسن في ألمانيا، والمتخصصة في التعليم البيئي، إلى أن الإمارات في برامجها تدرك أن بناء مستقبل الأجيال المقبلة يكون بالمعارف والخبرات، وهو ما تحاول أن ترسخه من خلال برامج ومشاريع التربية البيئية في المدارس، للوصول إلى جيل لديه الوعي الكافي بالمشاكل البيئية.
وقالت إن دولة الإمارات تولي اهتماماً واضحاً بحماية التنوع البيولوجي، والذي يتضح من خلال إنشاء المحميات الطبيعية التي تساهم في حماية الحياة البحرية والبرية، وتحد من تدهور الموائل الطبيعية، ووقف فقدان التنوع البيولوجي، وتشجيعها لفكرة السياحة البيئية.
ولفتت هينز إلى أن دولة الإمارات تبذل جهوداً حثيثة لتحقيق اقتصاد أخضر، وكفاءة استخدام الطاقة في الصناعة، والتحول نحو استخدام الوقود النظيف، إلى جانب البرامج التي تنفذها لإدارة جانب الطلب، وترشيد استهلاك الطاقة، واعتمادها معايير البناء الأخضر، واعتماد وسال النقل المستدام، وكل هذه المبادرات تصب في مصلحة البيئة، وتقليل تداعيات التغير المناخي.
الحفاظ على البيئة
من جانبه، أكد كان تاناهاشي، من مجموعة أبحاث التربية البيئية المدرسية في اليابان، أن دولة الإمارات وضعت خطة تستهدف أن تكون من أفضل دول العالم في جميع المجالات، ومنها الاستدامة، حيث نفذت العديد من المشروعات التي تدعم الاستدامة، منها محطة الطاقة البديلة والمتجددة والطاقة النووية، وجهودها تقابلها تفاعل المجتمع مع الخطط الداعمة للحفاظ على البيئة.
وأشار تاناهاشي إلى عدد من البرامج التي انتهجتها الدولة لحماية البيئة ومواجهة تداعيات التغير المناخي، ومنها استضافة الفعاليات البيئية كمؤتمر اتفاقية الأطراف «COP28»، ومؤخراً المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية، وهو ما يؤكد أن البيئة دائماً تقع على قائمة أولوياتها الرئيسة.
وأورد تاناهاشي عدداً من المبادرات التي اتخذتها دولة الإمارات للحفاظ على الموارد الطبيعية، ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية، ومنها تنفيذ عدد من محطات الطاقة البديلة والمتجددة، والتوسع بشكل ملحوظ في إدخال وسائل النقل الصديقة للبيئة سواء السيارات الكهربائية أو التي تعمل بالغاز الطبيعي، واعتمادها أكواد البناء التي تدعم أسس المباني المستدامة.
الوعي
أشادت إم مينا، من مركز تعليم البيئة في الهند إلى بتجربة الإمارات الرائدة في مجال التعليم البيئي، والتي يجب أن تعمم في العديد من الدول، لنجاحها في تحقيق الوعي لدى جيل النشء.
وقالت إن دولة الإمارات حققت تميزاً فيما يخص السياسات الخاصة بوقف استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، إيقاناً بالخطر الذي يترتب على البيئة نتيجة استخدام الأدوات البلاستيكية التي تحتاج لمئات السنين حتى تتحلل.