سامي عبد الرؤوف، هدى الطنيجي (أبوظبي، دبي) 
تشارك اليوم، الإمارات باليوم العالمي للسرطان لعام 2024، تحت شعار «سد فجوة الرعاية» لمواجهة الصعوبات التي تواجه مرضى السرطان عالمياً 
ورفع الوعي عن مخاطر هذا المرض، والكشف عن أهم طرق الوقاية والعلاج.
وتنظم الجهات الصحية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاصة، مجموعة من الأنشطة والفعاليات والبرامج والحملات الصحية التوعوية بالسرطان للفئات المستهدفة، من خلال وسائل الاتصال المرئي والمسموع، وتسخير الإمكانات التكنولوجية للوصول لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع.
واليوم العالمي للسرطان، مبادرة عالمية موحدة يقودها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان (UICC)، ويهدف لرفع الوعي العالمي، وتحسين التعليم، وتحفيز العمل الشخصي والجماعي والحكومي، والعمل معاً لإعادة تصور عالم يتم فيه إنقاذ الملايين من وفيات السرطان التي يمكن الوقاية منها، ويكون الوصول إلى علاج السرطان والرعاية المنقذة للحياة منصفاً للجميع، بغض النظر من الشخص أو المكان الذي يعيش فيه.
وتم تخصيص اليوم العالمي للسرطان في عام 2000، وتطور ليصبح حركة إيجابية للجميع، في كل مكان، للتوحد تحت صوت واحد لمواجهة أحد أكبر التحديات التي نواجهها في التاريخ.
وأكد عدد من الأطباء والخبراء أهمية نشر الوعي بين مختلف شرائح المجتمع؛ بهدف مكافحة السرطان بأنواعه كافة، وبيان الأكثر شيوعاً من بينهم، ونشر التوعية بأهم وأحدث ما توصل إليه العلم في مجال الرعاية الصحية المقدمة لتقديم أفضل رعاية ممكنة وآمنة للمرضى. 

توجه استراتيجي 
قالت الدكتورة بثينة بن بليلة، نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان، رئيسة قسم الأمراض غير السارية بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»: «تشجع الجهات الصحية على الفحوص المبكرة». 
وأضافت: «وفي إطار توجهها الاستراتيجي لخفض نسبة أمراض السرطان في الدولة وفق المؤشر الوطني المدرج ضمن أهداف الأجندة الوطنية، أطلقت وزرارة «الصحة» العديد من البرامج والحملات الصحية للوقاية من مرض السرطان، بالإضافة إلى تفعيل البرامج الوطنية لمكافحة السرطان كمسؤولية مشتركة بين القطاعات الحكومية والخاصة. 
وأعلنت أن اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان اجتمعت مؤخراً ناقشت الخطة الوطنية لمكافحة السرطان ومتابعة البرامج الوطنية للكشف المبكر، كاشفة عن أن هناك اتجاهاً لإدراج الكشف المبكر عن سرطان الرئة ضمن البرنامج الوطني للكشف المبكر، خلال العام الحالي. 
وأكدت بن بليلة، أن دولة الإمارات تعتبر من الدول الرائدة في مجال الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السرطان، لاسيما أن انتشار مرض السرطان في الدولة لا يزال أقل من معدلات انتشاره في العالم. 

البحث العلمي
من جهته، قال البروفيسور حميد الشامسي، رئيس جمعية الإمارات للأورام، مدير خدمات الأورام في برجيل القابضة: «إن قطاع السرطان يحظى باهتمام من دولة الإمارات، حيث نتميز على مستوى المنطقة بالمراكز المتخصصة في علاج السرطان المجهزة بأحدث التقنيات، مثل أجهزة العلاج بالأشعة وأنظمة التشخيص المتقدمة».
وأشار إلى أن هذه المراكز لا تقتصر على توفير العلاج فقط، بل تشمل برامج للرعاية النفسية والدعم الاجتماعي للمرضى وعائلاتهم، فيما استثمرت الإمارات بشكل كبير في البحث العلمي والابتكار في مجال علاج السرطان. 
وأوضح أن هذا يشمل تمويل الدراسات والبحوث التي تهدف إلى فهم أفضل لأنواع السرطان المنتشرة في المنطقة وتطوير علاجات مخصصة تتناسب مع الخصائص الجينية والبيئية لسكان الإمارات. 
وذكر أن الدولة وضعت تركيزاً على التوعية الصحية والفحص المبكر، كحملات توعية واسعة النطاق تهدف إلى رفع الوعي حول أهمية الكشف المبكر، وتعزيز نمط حياة صحي لتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان. 
وقال: شهد قطاع الرعاية الصحية في الإمارات تعاوناً دولياً متزايداً، يشمل شراكات مع مؤسسات عالمية رائدة في مجال البحث وعلاج السرطان، ما يعزز من جودة الرعاية الطبية المقدمة، ويفتح آفاقاً جديدة للعلاجات المبتكرة.
وأكد أن الإمارات لعبت دوراً محورياً في دعم قطاع علاج السرطان من خلال التشريعات والسياسات الصحية التي تضمن توفير الرعاية الصحية عالية الجودة لجميع المواطنين والمقيمين. 
فيما أولت اهتماماً كبيراً لتدريب وتطوير كفاءات الكوادر الطبية المحلية، منها تدريب الأطباء والممرضين في مجال السرطان على الممارسات العالمية، تسعى لأن تكون رائدة في مجال الرعاية الشخصية الموجهة في علاج السرطان، حيث تُعد العلاجات المخصصة وفق الخصائص الجينية للمريض مستقبل علاج السرطان. 
وتتميز الإمارات بالتركيز المتزايد على الوقاية من السرطان، من خلال البرامج الصحية التي تعزز الأنماط الغذائية الصحية والنشاط البدني، ما يساهم في خفض معدلات الإصابة بالسرطان.

سرطان الأطفال
من جانبه، أكد الدكتور محمد فهد عبدالله، استشاري أمراض الدم والأورام عند الأطفال بمدينة برجيل الطبية في أبوظبي، أن معدلات الشفاء في سرطان الأطفال أعلى بنسبة كبيرة مقارنة بالسرطان التي تصيب البالغين، ويصيب سرطان الدم الأطفال بشكل أكثر، يليها سرطان الدماغ، ثم الأنواع الأخرى. 
وأوضح أن سبب الإصابة بسرطان الدم هو وجود استعداد جيني في نخاع العظم وخلل في الخلايا المكونة للدم، ما يؤدي لحدوث السرطان عند الأطفال، الذي ليس لها علاقة بالعوامل البيئية، كالبالغين إنما بالاستعداد الخلقي للإصابة بالسرطان، وهذا لا يعني أنه مرض وراثي؛ لأن قسم كبير من سرطانات الأطفال يكون مجهول السبب، لكن عندما ينتشر مرض السرطان في العائلة يقوم الطبيب بالبحث والتدقيق عبر الفحوص؛ لأنه قد تكون هناك احتمالية للإصابة، فبشكل عام السرطان ليس وراثياً.
وأشار إلى أن أعداد الأطفال المسجلين كمصابين بسرطان آخذة في التزايد حسب منظمة الصحة العالمية، ليس لزيادة الحالات، إنما لزيادة تسجيل الحالات ضمن سجلات رسمية ورفعها لمنظمة الصحة العالمية. 
ولفت إلى زيادة الوعي بشكل عام بين أفراد المجتمع مقارنة بالماضي، قد ساهم في الاكتشاف المبكر ورفع نسبة الشفاء، والتشخيص المبكر يساعد على اكتشاف المرض في مراحل مبكرة وعلاجه، وبالتالي يجنب المريض التعرض للعلاجات المكثفة، لكن من الجيد أن سرطان الأطفال تعتبر نادرة، بما يقدر بـ 3 حالات لكل ألف حالة.

الكشف المبكر
بدوره، قال الدكتور عارف شهال، استشاري طب الأورام في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: إن «القطاع الطبي اليوم يشهد تطوراً كبيراً فيما يتعلق بعلاج وتشخيص السرطان بمختلف أنواعها، وتحرص مدينة الشيخ شخبوط الطبية على توافر أحدث التقنيات العلاجية والتشخيصية، ما يضمن جودة الرعاية الصحية في المنطقة وفق أعلى المعايير العالمية. 
وأضاف: «في كل عام، ننتهز الأيام العالمية للتوعية بمختلف أنواع السرطان، لتذكير الأفراد بأهمية الكشف المبكر والدوري لرصد الإصابات في مراحلها المتقدمة مما يضمن نتائج علاجية عالية». 
وأشار إلى مشاركة المدينة الطبية العام الماضي في تقديم جلسات نقاشية عديدة لأفراد المجتمع بمختلف فئاته لرفع الوعي العام بأهمية الكشف المكبر.
وذكر أن مدينة الشيخ شخبوط الطبية تواصل دعم خطط تطوير خدماتها لبناء نظام رعاية صحية مستدام، من خلال تدريب الكوادر الطبية القادمة في برنامج الزمالة لأمراض الدم والأورام، والاستفادة من الخبرات الطبية فيما تقدمه من أبحاث ودراسات مرتبطة بأمراض الدم والأورام. 

الأكثر شيوعاً
إلى ذلك، قال الدكتور باسل جلاد، استشاري طب الأورام وأمراض الدم بمعهد الأورام، في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «يأتي اليوم العالمي للسرطان لرفع الوعي من مخاطر هذا المرض وبيان الأكثر شيوعاً منها، حيث لايزال سرطان الثدي أحد أكثر الأنواع انتشاراً وتهديداً لحياة المصابين على مستوى العالم». 
وأضاف: «إلا أن التطورات الطبية التي ظهرت في السنوات الأخيرة حسنت بشكل كبير من معدلات التعافي من المرض، وكفلت القدرة على اتخاذ تدابير وقائية تحمي من الإصابة به». 
وأكد أن المرضى اليوم باتوا يمتلكون فرصة حقيقية للتغلب على هذا المرض الذي كان يمثل في الماضي مدعاة قلق كبير بالنسبة لهم؛ وذلك بفضل التدخلات الطبية المتطورة، ومنها الاختبارات الجينية التي تساعد في تطوير خطط علاجية شخصية، والمنهجيات الجراحية الدقيقة التي تحد بشكل كبير من المخاوف التي تعقب في العادة العمليات الجراحية.
وذكر أن المرضى الذين يتم تشخيص إصابتهم في وقت مبكر، ويكون مرضهم لم ينتشر بعد، بمعدل نجاة مرتفع للغاية يبلغ 99% على مدار خمس سنوات. 
وأفاد بأنه بالنسبة للمرضى الذين انتشر مرضهم بشكل محدود نحو العقد اللمفية والأنسجة المجاورة، فإن معدل نجاتهم مرتفع أيضاً، ويبلغ 86%. 
وقال: «أثمرت التطورات الطبية في السنوات الأخيرة عن ظهور تقنيات تشخيصية وعلاجية مبتكرة لمرضى سرطان الثدي، وساهمت هذه التطورات في زيادة معدلات التعافي من المرض. وتبشر هذه الابتكارات السيدات المصابات بسرطان الثدي بوفرة الخيارات العلاجية، حسب حالتهن».
وأشار إلى أنه بداية من الوقاية، تساعد المشورة والاختبارات الجينية في دعم المرضى ذوي المخاطر المرتفعة للإصابة بالمرض، بما يشمل أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من حالات سرطان الثدي والمبيض. فمن خلال اختبار الطفرات في جيني BRCA1 وBRCA2، المسؤولين عن إصلاح الحمض النووي في حالته غير المتحورة، يتمكن المرضى من تكوين فهم دقيق لمخاطرهم الذاتية المرتبطة بالمرض، إلى جانب مخاطر أفراد أسرهم. وتبرز تدابير خفض المخاطر، مثل عمليات استئصال الثدي الوقائية والخطط الدوائية، كخيارات متاحة للمرضى للعناية بصحتهم.
وأشار الدكتور باسل جلاد إلى أنه بداية من الوقاية، تساعد المشورة والاختبارات الجينية في دعم المرضى ذوي المخاطر المرتفعة للإصابة بالمرض، بما يشمل أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من حالات سرطان الثدي والمبيض. فمن خلال اختبار الطفرات في جيني BRCA1 وBRCA2، المسؤولين عن إصلاح الحمض النووي في حالته غير المتحورة، يتمكن المرضى من تكوين فهم دقيق لمخاطرهم الذاتية المرتبطة بالمرض، إلى جانب مخاطر أفراد أسرهم. وتبرز تدابير خفض المخاطر، مثل عمليات استئصال الثدي الوقائية والخطط الدوائية، كخيارات متاحة للمرضى للعناية بصحتهم.