دينا جوني (دبي) 

استعرضت وزارة التربية والتعليم، خلال فعاليات المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار في نسخته السابعة، مبادرة إدارة المواهب التي أطلقتها مؤخراً، بهدف الاستثمار الأمثل برأس المال البشري، وتعزيز مساهمة موظفي الوزارة في تحقيق أعلى مستويات الأداء الوظيفي بما يصب في مصلحة تطور آليات العمل والنهوض بقدرات ومواهب الموظفين.
جاء ذلك، خلال ورشة العمل التي نظمتها الوزارة في مسرح فيستيفال آرينا - دبي، حيث قدم خلالها 13 موظفاً وموظفة من مختلف قطاعات الوزارة نبذة عن مشاريعهم ومبادراتهم الابتكارية، وأهميتها، والأثر المتوقع لها في دفع عجلة العمل قدماً.
وأكدت أماني البناي، مديرة إدارة الموارد البشرية في وزارة التربية والتعليم، أن مبادرة إدارة المواهب، جاءت لتحاكي اعتبارات عدة، أهمها الرؤية المتمثلة في كون رأس المال البشري مكوناً أساسياً من مكونات أي مؤسسة عمل تسعى إلى تحقيق معدلات أسرع في النمو والتطور لموظفيها، والاستثمار في الموظف المبتكر والمبدع والموهوب الذي يعد عنصراً أساسياً لنجاح وتطور وتميز المؤسسة، الأمر الذي يتطلب استراتيجية واضحة لاكتشاف مواردها البشرية الموهوبة والكفؤة وتنميتها.
وأوضحت، أنه كان هناك تجاوب ملموس من قبل الموظفين الذين بادروا للتقدم لهذه المبادرة في نسختها الأولى، حيث وصل عدد المبادرات المقدمة 36 مبادرة على صعيد المسارين، القيادي والموظفين، تم إجراء تقييم لها من قبل لجنة متخصصة في إدارة الموهوبين، وبناء على ذلك تم اختيار 11 مبادرة مميزة وملهمة ضمن الدفعة الأولى للمبادرة لعام 2024. 
وأشارت البناي إلى أن وزارة التربية والتعليم ممثلةً بإدارة الموارد البشرية، حرصت على خروج مبادرة إدارة المواهب التي تشرف عليها شروق الدميسي اختصاصي تدريب وتطوير، بأفضل صورة باعتبارها إحدى أهم مبادراتها التي تُعنى بجذب وتطوير والاحتفاظ بالموظفين ذوي الأداء المتميز من المبتكرين والمبدعين والموهوبين، وتحفيزهم، وتدريبهم، ومكافأتهم، لافتة إلى أنها أيضاً تخدم نظام التعاقب الوظيفي (الإحلال الوظيفي). 
أما المبادرات القيمة التي وقع الاختيار عليها، فهي، تطبيق مبتكَر مدعم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتقنية البلوك تشين لأتمتة بيانات خريجي التعليم العالي، ومكتبة انطلاقة الإلكترونية، واستحداث منظومة مبتكرة لإشراك الطلبة من أصحاب الهمم في الاختبارات القياسية، وتصنيف استفسارات المتعاملين باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي لتسريع أعمالي لا استبدالي، ومبادرة EMTYAZ، ومبادرة «توثيق»، وابتكار نظام آلي لإغلاق ملاحظات التدقيق، واستحداث منصة رقمية مبتكرة تستند لتقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد وتحليل بيانات الرقابة على المدارس الخاصة، ومبادرة «منا وفينا»، وأخيراً مبادرة «خطوات صغيرة».
استعرض الطلبة عبيد اليماحي ومحمد النقبي ومحمد الصريدي من الصف الحادي عشر في مدارس التكنولوجيا التطبيقية فرع الفجيرة بنين، مشروعهم للضيوف والمشاركين والزوار في اليوم الثالث بعنوان «دراسة العلاقة بين معدَّل استخدام مواقع التّواصل الاجتماعيّ والكفاءة الكتابية». 
وشرح الطلبة، أن الدراسة تهدف إلى تحديد العلاقة بين معدَّل استخدام مواقع التّواصل الاجتماعي والكفاءة الكتابية لدى طلاب الصّف الحادي عشر في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالاعتماد على عدد ساعات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المتضمن في تقرير الأجهزة الإلكترونية لدى الطّلاب عينة الدّراسة. كما أعدّوا اختباراً لقياس مستوى الكفاءة الكتابية لدى طلبة الصف الحادي عشر من خلال سرعة الكتابة والصحة الإملائية. وقد طبقت الدّراسة على عينة مكوّنة من الطلبة وأظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين معدَّل استخدام مواقع التّواصل الاجتماعي والكفاءة الكتابية.
ولفت الطلبة إلى أن مواقع التّواصل الاجتماعي أصبحت بفضل التّكنولوجيا الحديثة وسيلة من وسائل ممارسة مهارة اللغة من استماع وتحدّث وقراءة وكتابة. وأشاروا إلى أن الكتابة مهارة عقلية أدائية معقدة يحتاج إتقانها قدراً من النضج اللّغوي والتدريب والممارسة، وقدرة على انتقاء الألفاظ واستخدامها والربط بين الأفكار وبناء المعنى. وأكدوا أن التنمية اللغوية تتطلب تنويعاً في إجراءات التدريب والتقويم، الأمر الذي يجعل من مواقع التواصل الاجتماعي إحدى الوسائل اللازمة لتصحيح مسار التعلّم عند الطلاب في مواقف تعلّم قواعد اللغة وإتقان الكتابة، ومعالجة الصعوبات المرتبطة بالدقة النحوية.
ومن تجاربهم المدرسية فداخل الصف، وفي الاختبارات التكوينية والفصلية، شرح الطلاب يُعدّ ضعف الطلاب في الكتابة مؤشراً على ضعفهم في اللُّغة بشكل عام، ذلك أن إجادة كتابة فقرة ما، أو نصٍّ معين، ما هو إلا خلاصة للكفاءة اللُّغويّة. 
واعتبروا أن ضعف الطلاب في إنتاج اللُّغة وفق قواعدها في المراحل الدراسية كافة يعدّ أمراً جلياً لدى العاملين في التربية اللغوية، ويظهر لهم ذلك في كثرة أخطاء الطلاب الإملائية والنحوية، وسوء استخدام علامات الترقيم، ونقص الثروة الفكرية، وشيوع العامية، وقصورهم عن التعبير بتراكيب متماسكة، وضعف المقدمات، وصعوبة معالجة الفكرة الرئيسة في الموضوع، وغموض الأفكار وعدم ترابطها، وسوء التنظيم والترتيب، وضعف استخدام نظام الفقرات، وبالتالي ضعف الطلاب في التعبير عن أنفسهم في مراحل التّعليم جميعها، وامتلاك مهارات الكتابة الأساسية، وتدني مستوى التحصيل.
وتوصّل الطلبة إلى مجموعة من المقترحات والتّوصيات أهمها توعية الطلاب بتأثير مواقع التّواصل الاجتماعي في الأداء الطّلابي الكتابي إتقاناً وسرعة، ولفت انتباه وزارة التربية والتّعليم إلى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في الأداء الطلابي الكتابي إتقاناً وسرعة، وتوظيف مواقع التّواصل الاجتماعي في تحسين أداء الطّلاب الكتابي، والاهتمام بالطّلاب ابتداء من الصّفوف الدّنيا فيما يتعلق بتأثير مواقع التّواصل الاجتماعي، وإجراء المزيد من الدّراسات حول متغيرات أخرى لها تأثير في أداء الطّلاب الكتابي، وتأثير مواقع التّواصل الاجتماعي في مهارات أخرى كالاستماع والتّحدّث والكتابة، وتنظيم دورات للتوعية الاجتماعية على حسن توظيف مواقع التّواصل الاجتماعي في تحسين مهارة الكتابة، وإنشاء مجموعات علمية على مواقع التّواصل الاجتماعي تتبنى تحسين مهارة الإملاء.