دينا جوني (دبي)

أكد الدكتور محمد إبراهيم المعلا وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الاكاديمية، أن الابتكار هو الحجر الأساس في عملية بناء أطر المناهج الدراسية، مما ساعد على غرس التفكير النقدي في ذهنية الطالب في مختلف المراحل الدراسية بدءاً من رياض الأطفال، عبر مختلف المناهج الدراسية العلمية والنظرية. وأشار أن توجّه الوزارة قد ساعد الطلبة على التركيز في المشاريع العلمية التي تجمع الهندسة والعلوم، والصحة، والبيئة والتكنولوجيا. 
وقال المعلا: «تعكس مشاركات الطلاب والعلماء الشباب في المهرجان الوطني للابتكار والعلوم والتكنولوجيا بمختلف فئاته ومسابقاته، جودة المناهج الدراسية وشموليتها وتركيزها على التعلّم بالممارسة والتجربة ودمج الجانب النظري بالتطبيقي».
وذكر أن الوزارة ماضية في خطتها في تطوير المناهج والتركيز على التعلّم التطبيقي ومواكبة المتغيرات الحاصلة في قطاع التعليم مع إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس في العملية التعليمية.
جاء ذلك على هامش اليوم الثاني من المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم بدورته السابعة في فيستيفال آرينا - دبي، الذي جاء تحت عنوان «الارتقاء بالعقول».

المستقبل المهني للطلبة
بدورها، أكدت حصة العوضي، مدير إدارة الموهبة والابتكار في وزارة التربية والتعليم، أن المهرجان في نسخته الحالية، يتميز بتنويع آفاق المجالات المطروحة سواء الابتكار أو ريادة الأعمال أو غيرها من المجالات الرائدة، وذلك بهدف أن تقديم قسطاً وافراً من الرؤية العميقة حول الحاضر والمستقبل المهني للطلبة، ومجالات الإبداع وترسيخ ثقافة التميز والإبداع والابتكار والتفكير النقدي لديهم وإلهامهم، لصياغة جيل قادر على مواكبة مستجدات العصر، ويمتلك زمام المبادرة.
وأوضحت أن جائزة الإمارات للعالم الشاب، تميزت في النسخة الحالية بأنها الأوسع مشاركة، حيث تقدّم لها نحو أربعة آلاف طالب وطالبة من مختلف المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، مشيرة إلى أن هناك العديد من الطلبة الذين شاركوا في أكثر من نسخة، وهذا يؤكد أن المهرجان أصبح بمثابة منصة لتحقيق جيل مبتكر ومفكر، وتسهم في تنمية مداركه ومهاراته بشكل مستمر.

ابتكارات داعمة
عرضت وزارة التربية والتعليم مجموعة من المبادرات الابتكارية لتطوير خدماتها أبرزها تطبيق مبتكر مدعم بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين لبيانات خريجي التعليم العالي. وتهدف المبادرة إلى تسهيل وتسريع عملية جمع وتحليل بيانات الخريجين بشكل ذكي وفق أحدث التقنيات وزيادة دقة وموثوقية تلك البيانات، وكذلك تقليل الجهد والوقت المستهلك في جمع واسترجاع وتحليل البيانات، ودعم التحول الرقمي في عمليات وزارة التربية والتعليم. وفي التحديات التي يمكن أن يواجهها التطبيق، ضخامة حجم بيانات الخريجين المجمعة سنوياً، والحاجة الملحّة لتسريع وتيسير جمع وتحليل وإدارة هذه البيانات لأكثر من 25 ألف خريج سنوياً، مع متوسط استجابة استبيان تصل إلى75%.  
وتتضمن إجراءات المبادرة جمع بيانات خريجي التعليم العالي منذ عام 2017 في قاعدة بيانات موحّدة، ومراجعتها وتصحيحها لضمان موثوقيتها، وإعداد لوحة تحكّم متكاملة لجميع بيانات الخريجين مع التحديث الدوري والمستمر. 

منظومة مبتكرة 
كما قدمت الوزارة مبادرة تتعلق باستحداث منظومة مبتكرة لإشراك الطلبة أصحاب الهمم في الاختبارات القياسية من خلال مجموعة من الأسس والضوابط التي من شأنها تنظيم آليات خضوع وتحديد ما إمكانية تقدّم الطلبة للامتحانات من عدمه، بما يحقق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص. 
أما الدافع وراء المبادرة التي قدمتها إدارة أصحاب الهمم في الوزارة، الإعفاء التلقائي من الاختبارات القياسية للطلبة أصحاب الهمم مما يؤدي إلى إخفاق العديد منهم في استكمال التعليم الجامعي بسبب عدم مقدرتهم على تحقيق الدرجة المقررة نظراً لعدم مراعاة احتياجاتهم الفردية، وكذلك عدم إدراج برامج تدريب متخصصة وموجّهة للكوادر العاملة ضمن مؤسسات التعليم العام فيما يتعلق بآليات ومتطلبات تسجيل الطلبة من أصحاب الهمم. 
أما الإجراءات التي يمكن اتباعها في تحقيق المبادرة، الرجوع لأفضل الممارسات العالمية وتحديد المناسب منها، مراجعة المنصات الخاصة باختبار الامارات القياسي ورفع تصور لتعديل المنصة لتخدم الغرض، وإعداد دليل إرشادي موجّه للطلبة من أصحاب الهمم ومنسقي مؤسسات التعليم العام بوضع آلية التسجيل لاختبار «إمسات» لتلك الفئة من الطلبة.   

«الارتقاء بالعقول»
وقد شهد اليوم الثاني ضمن المؤتمر المصاحب للمهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم بدورته السابعة في فيستيفال آرينا - دبي، الذي جاء تحت عنوان «الارتقاء بالعقول» تنفيذ العديد من البرامج وورش العمل، وتسليط الضوء على أهمية الابتكار وريادة الأعمال.
واستهل المهرجان فعالياته، بجلسة تم خلالها استضافة الطالبة الظبي المهيري، أصغر ناشئة ومؤسسة، والطالب سعيد المهيري أصغر كاتب في العالم، بعنوان «أنا وأخي: قصة نجاحنا»، والجلسة الثانية قدمت فيها عائشة العبيدلي أصغر طاهية إماراتية، جلسة بعنون «يلا أشارككم شغفي بالطبخ»، ومن ثم قدم الطلاب الفائزون بلقب «العالم الإماراتي الشاب»  لعام 2023 ، جلسة بعنوان «رحلتنا نحو النجاح» تطرقوا خلالها إلى أهمية الجائزة والطموح للحصول على اللقب، وأهمية العزيمة والإصرار على تميز تجربتهم التي انطلقت من فكرة، تم تحويلها إلى مشروع رائد له انعكاساته الإيجابية على المجتمع والبشرية.

«روح الريادة»
وأخيراً قدم خليفة المهيري رائد أعمال ومستثمر، جلسة تحت عنوان «تعزيز روح الريادة» سلطت الضوء خلالها على مسائل تتعلق بأهمية ريادة الأعمال، والمهارات التي يجب أن يتمتع بها الشخص مثل الابتكار والابداع والتخطيط ووضع الأهداف والمرونة والتكيف والتواصل الفعال والتعلم المستمر والنمو الشخصي والعزيمة والإصرار، مؤكداً في حديثه أن ريادة الأعمال تعتبر أسلوب حياة وليست مساراً مهنياً، وأن أي شخص مهما كانت وظيفته وموقعه، يستطيع أن يكون رائد أعمال ناجحاً ومميزاً.