أبوظبي (الاتحاد)

ركز المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024 في يومه الثالث على دراسة «الأبعاد والوسائل» لمعالجة أزمة الكوكب الثلاثية، وذلك بإلقاء الضوء على التعاون والقيم والتنوع الثقافي، بناءً على الأهداف والتحديات الأساسية التي جرى تناولها في اليومين الأول والثاني للمؤتمر.
وأكدت الجلسة العامة الخامسة للمؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم، على الحاجة الماسة لتضمين الشمولية في برامج العمل البيئي، كما أن المجتمعات المتنوعة تُعتبرُ مجتمعات قوية، حيث عبَّر متحدثون بارزون عن وجهات نظرهم حول أهمية التنوع الثقافي في معالجة تغير المناخ. وأكدت بورنيما ديفي بارمان، مديرة أكاديمية إعادة الحياة البرية، الحائزة على جائزة أبطال الأرض التابعة للأمم المتحدة، على ضرورة المساواة الثقافية والمساواة بين الجنسين في التربية البيئية.  وقالت: «شكّل صوت المرأة الريفية العديد من الحركات البيئية، فالنساء اللاتي يفهمن العلوم ويتصدرن برامج الحفاظ على البيئة، يمتلكن القدرة على تغيير العالم». وبناءً على مفهوم التعاون، قدمت الجلسة العامة السادسة أفكاراً حول أهمية التواصل لتطوير كفاءة التربية البيئية، وذلك في كلمات ألقاها أربعة متحدثين. وقالت جودي براوس، المديرة التنفيذية لجمعية أمريكا الشمالية للتربية البيئية بالولايات المتحدة الأمريكية: «يشجع التواصل على التعاون وبناء الثقة في خلق تأثير أكبر، من خلال مشاركة الممارسات الفعالة وتوسيع نطاق المبادرات، كما يلعب دوراً بارزاً في تطوير عملنا للمساهمة في مستقبل مستدام». واتفق معها كارلوس ألفاريز بيريرا، عضو نادي روما بإسبانيا، وقال: «إن الصدى بين العديد من مبادرات التعليم البيئي في جميع أنحاء العالم أمر بالغ الأهمية، حيث يخلق الظروف المناسبة للتعلم المتبادل ويمكن أن يؤدي في النهاية إلى تغيير منهجي نحو الرفاهية العادلة داخل كوكب صحي». 

الطبيعة كمعلم
وقدم أمس ثلاثة متحدثين بارزين أفكاراً في الجلسة العامة السابعة، بعنوان: «التعلم في الهواء الطلق وفي البيئة في عِقْد استعادة النظام البيئي»، التي سلطت الضوء على «دور الطبيعة كمعلم وأهمية قضاء الوقت بين أحضانها». وهي فكرة ركز عليها كل من الدكتور بينو بوير، رئيس وحدة العلوم الطبيعية التابعة لليونسكو بمكتب نيودلهي بالهند والدكتور بيتر ستانفيلد، كلية كامبيان لوفتون للبرامج البرية بالمملكة المتحدة، واللذان شاركا أمثلةً على برامج تعليمية خارجية ناجحة.
وتزامناً مع انعقاد الجلسات العامة، نُظّمت جلسات وموائد مستديرة وورش عمل ونقاشات على مدار اليوم الثالث لاستكشاف الطرق التي يمكن للتربية البيئية من خلالها بناء مستقبل أكثر استدامة.
ونوقشت في إحدى الجلسات أهمية تنمية مجتمعات التعلم للمساعدة في مواجهة التحديات الاجتماعية والبيئية المتعلقة بالتربية البيئية، ونظرت جلسة أخرى في بعض مسائل الظلم الاجتماعي التي تستدعي المعالجة لإزالة بعض العوائق التي تحول من دون تحقيق التغيير البيئي في الوقت الحالي. وعُرضت التحديات والإنجازات التي حققتها البرامج حول العالم في ورش العمل والمناقشات، وهو ما أتاح الفرصة لمقارنة الأفكار والاستراتيجيات ووجهات النظر.

الشباب
ومُنِحَ الشباب صوتاً عبر مؤتمر الشباب للتربية البيئية. كما أُتيحت الفرصة للأطراف الرئيسة المعنية بمستقبل الكوكب ورواد التغيير المؤثرين والحضور من الشباب لعرض بعض مشاريعهم المتعلقة بالبيئة في جلسات عُقدت طوال اليوم الثالث.
قَدَّمَ أحد تلك المشاريع الصندوق العالمي لحماية الطبيعة - الهند، والذي استضاف ورشة عمل خلال نموذج مصغّر يحاكي مؤتمر الأطراف للتنوع البيولوجي. ويهدف برنامج المؤتمر المصغّر إلى بناء فهم الشباب حول أهمية التنوع البيولوجي والنظم البيئية لعالم مستدام.
ويتضمن اليوم الأخير من المؤتمر خمس رحلات ميدانية، تدعو المشاركين لاستكشاف المواقع البيئية والتعليمية في أبوظبي، والانتقال من الناحية النظرية إلى التجارب العملية.