منطقة الظفرة (الاتحاد)
حرصت اللجنة المنظمة على إحياء مسابقة اللبن الحامض، المقامة ضمن فعاليات مهرجان الظفرة في السوق التراثي، بهدف تعريف الجمهور بالتراث الثقافي الإماراتي الذي تزخر به دولة الإمارات العربية المتحدة، وإطلاعهم على عملية تحويل الحليب إلى لبن حامض أو رائب كي لا يفسد ويبقى لفترة أطول، ومنحهم الفرصة لتذوق مثل هذه المنتجات.
ويعتبر اللبن الحامض أحد أهم أطباق المائدة الإماراتية، ويتناول مع التمر والقرص المدقوق «نوع من الخبز يطبخ على الجمر»،
وتمثل مسابقة اللبن الحامض حدثاً متميزاً للمشاركين والزوار على حد سواء، لما تمثله من قيمة معنوية لهم في مجال المحافظة على الإنتاج المحلي من اللبن، كما كان يحدث بالطريقة التقليدية القديمة التي اعتاد عليها الآباء والأجداد قديماً.
وتحكي أم مبارك قصة تحويل الحليب الذي يحصلون عليه من الأغنام والماعز إلى لبن حامض أو رائب، والتي نتجت بسبب حاجة المواطنين قديماً لحفظه من التلف، فتعلمت المرأة كيف تحفظ اللبن، ثم تحوله بعد فترة لمنتجات جامدة، خاصة أن السكان في الماضي اعتادوا على اعتماد التمرة محل الخبز، واللبن الحامض أو الرائب عوضاً عن الحليب، في فترة الظهر وحتى بعد المغرب، كما يمكن الاعتماد عليه كغذاء في الصباح.
وتؤكد أم مبارك أن المرأة الإماراتية كانت سنداً قوياً للرجل، تعينه على صعوبات الحياة، فكانت تصنع كل شيء في المنزل وباستخدام أدوات بسيطة، فكانت تستخدم «خض الحليب» لاستخراج العديد من منتجات الحليب والتي يمكن استخدامها بشكل مختلف في الغذاء، فكانت تقوم بحلب الماعز والأغنام وتصفي الحليب في «الميدة»، وتضعها في وعاء «ملة» وتروبه عن طريق تغطية الحليب بقطعة من القماش وترفعه على «ميشيه»، المكونة من أربعة أعمدة خشبية، وتعلق في سقف النخيل، وفي صباح اليوم الثاني يتم وضع «الروب» في السقا، ويعلق على ثلاث خشبات على شكل مثلث تسمى «الشيب». أما ماسك «السقا» فيسمى «المشد».
وتحتاج مهنة خض اللبن إلى الصبر وتعتمد على قوة المرأة البدنية في الخض، وإذا سمعت «خرخشة» في «السقا» فهذا يدل على أن اللبن جاهز. وبعدها يصب اللبن في «الملة» أو «الجدر».
وتصفى الزبدة وتضع في «ماعون» آخر، ويستخدم اللبن للأكل والجزء الآخر للطبخ، ويصنع منه «جامي»، الذي يطبخ على الحطب، ويتناول مع التمر في فصل الشتاء، وفي موسم القيض يتناول مع الرطب».
ونجحت اللجنة المنظمة لمهرجان الظفرة في أن تعيد هذا التراث الأصيل إلى الواجهة من جديد وتعريف الزوار بهذه الثقافة الأصيلة، سواء من خلال المسابقات التي تنظمها، أو من خلال نشر تلك الفعاليات بين الجيل الجديد، ليظل الأبناء على تواصل بتراث وعادات الآباء والأجداد.
وشهدت مسابقة اللبن الحامض التي أقيمت ضمن فعاليات المهرجان إقبالاً كبيراً من المشاركين الذين حرصوا على تقديم نماذج متميزة من اللبن الحامض، التي تم إعدادها بالطرق التقليدية القديمة، طبقاً لشروط المسابقة التي تم الإعلان عنها وتحديدها قبل انطلاق المسابقة.
ورصدت اللجنة 100 جائزة مالية لمسابقة اللبن الحامض يستفيد منها 100 متسابق، حيث تقام المسابقة على مدى 10 أيام مختلفة يتنافس خلالها المشاركون قبل أن تعلن لجنة التحكيم الفائزين بالمراكز العشرة الأولى في كل يوم من أيام المسابقة.