هدى الطنيجي (أبوظبي)
تجدد دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بدعم الجهود الموجهة لمكافحة الأمراض المدارية؛ وذلك بهدف نشر التوعية ودعم الجهود الصحية للقضاء على هذه الأمراض في مختلف دول العالم بالتحديد التي تعاني الفقر الشديد وهشاشة الأنظمة الصحية.
وتشارك دولة الإمارات الاحتفاء باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة الذي يصادف الـ30 من شهر يناير من كل عام عبر سلسلة من المبادرات والتعهدات الدولية والعالمية التي تصب في صالح القضاء على تلك الآفات التي تتهدد حياة آلاف من الأشخاص، وتتطلب تضافر الجهود لإيجاد حياة صحية كريمة لهم.
ويأتي تعريف الأمراض المدارية على أنها مجموعة من 20 مرضاً ومجموعات أمراض سارية وغير سارية مرتبطة بالفقر، تُصيب الأشخاص في البلدان المدارية وشبه المدارية، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.7 مليار شخص على مستوى العالم يحتاجون إلى تدخل واحد على الأقل معني بأمراض المناطق المدارية المهملة كل عام.
وتتجه دولة الإمارات إلى تكثيف جهودها لدعم الجهود المبذولة لمكافحة والقضاء على تلك الأمراض التي تؤثر على حياة الكثيرين حول العالم منها التي تفتقر إلى الخدمات الصحية والأدوات العلاجية والدوائية للحد من تأثيرها بكل أمان وفعالية وصولاً إلى استئصالها نهائياً من جذورها.
وكانت لدولة الإمارات جهود استثنائية في مكافحة تلك الأمراض منها منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تبرع إلى مركز كارتر، والتي ساهمت تلك الشراكة إلى الحفاظ على حياة نحو 80 مليون حالة إصابة بمرض دودة غينيا، والذي يعد أول مرض يتم استئصاله دون استخدام أدوية أو لقاحات.
وتواصل دولة الإمارات جهودها في هذا الشأن منذ عام 2017، من خلال صندوق بلوغ الميل الأخير، إحدى المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بدعم من مؤسسة بيل وميليندا جيتس، ومختلف الشركاء، وهي مبادرة مدتها 10 سنوات بقيمة 100 مليون دولار.
وفي العام الماضي، تعهَّدت جهات عالمية بتخصيص أكثر من 2.8 مليار درهم (777.2 مليون دولار) للمساعدة على مكافحة أمراض المناطق المدارية، والسيطرة عليها، وذلك ضمن هذه المبادرة للوصول إلى النتائج التي رسمتها منظمة الصحة العالمية، والتي تأتي للقضاء والحد من تلك الأمراض المدارية مع حلول 2030، حيث تساهم تضافر جهود الدول والشركات المانحة إلى بلوغ الأهداف في الحد من تفشي الأمراض المدارية، عبر إيجاد تمويل مناسب يعمل على تسريع وتيرة النتائج المحققة التي تسير وتمضي عليها منظمة الصحة العالمية وتعزيز مستويات الصحة وجودة الحياة للشعوب كافة حول العالم.
وتدعم منظمة الصحة العالمية نحو 100 دولة إلى القضاء على مرض واحد على الأقل من الأمراض المدارية المهمَلة بحلول عام 2030، وخفض 90% في عدد الحالات التي تحتاج إلى علاج من تلك الأمراض.
وحتى العام الماضي، تمكَّنت 50 دولة من القضاء على مرض واحد على الأقل من الأمراض المدارية المهمَلة، واستغنى نحو 600 مليون شخص عن الحاجة إلى العلاج، فيما وصلت أمراض دودة غينيا ومرض النوم، إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق بعد أن كانت تعاني منها لعدة قرون.
لذلك فإن دولة الإمارات ماضية في دعم تلك الخارطة المرسومة، من خلال مساهمتها العالمية وتضامنها مع مختلف الشراكات والمؤسسات، فضلاً عن الاحتفال باليوم العالمي السنوي للأمراض المدارية ونشر التوعية بين مختلف الفئات، وإقامة الشراكات المبتكرة بين مختلف القطاعات، والتعاون من أجل إيجاد أنظمة صحية قوية ذات الجودة العالية لتطوير الخدمات الصحية، وتشجيع الجهود العالمية للقضاء على الأمراض المدارية.
حصد أرواح
تسبب الأمراض المدارية إلى حصد أرواح آلاف الوفيات التي يمكن منعها من خلال الاستثمار الحقيقي في الجهود العالمية الموجهة في هذا الشأن، وعلى سبيل المثال تفشي جائحة «كوفيد - 19» ساهم في زيادة تأثير الأمراض المدارية على المجتمعات، حيث أوضحت مقالات أن التقدم الاقتصادي الذي تحقق بفضل علاج أمراض المناطق المدارية المهملة في العشرين عاماً الماضية أوشك على التلاشي بفعل «الجائحة».
حياة كريمة
يأتي التزام دولة الإمارات إلى محاربة الأمراض المدارية التي يعانيها شعوب الدول المختلفة حول العالم من أجل تمويل المساعدات والبرامج والعلاجات المناسبة لتلك الأمراض والحفاظ على حياة الأشخاص، وتوفير حياة كريمة وصحية ومستقبل أفضل للجميع، فضلاً عن إطلاق المبادرات الصحية التي تنبثق منها قرارات وتعهدات تأتي لإيجاد مجتمعات ينعم أفرادها بصحة تامة.