هدى الطنيجي (أبوظبي)
أعلن مركز أبوظبي للخلايا الجذعية عن تشغيله مستشفى متكاملاً للعلاجات المبتكرة والدقيقة في جميع التخصصات الطبية والطب التجديدي ومركز الأبحاث المتقدمة يقع في مدينة خليفة، ويضم 85 سريراً وغرف عمليات حديثة ووحدة عناية مركزة للبالغين والأطفال، ويعمل فيه أكثر من 650 موظفاً، لممارسة وتطبيق علاجات مبتكرة من قبل نخبة من الأطباء، ومركز الأبحاث المتقدم، ومن أهم التخصصات أمراض الدم وزراعة نخاع العظم وطب الأعصاب، وجراحة العظام، وأمراض القلب، والسكري، والجراحة العامة، وطب العيون، والروماتيزم، وغيرها من التخصصات الدقيقة.
وقال عالم الأبحاث البروفيسور يندري فينتورا، الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية وأستاذ ملحق في جامعة الإمارات العربية المتحدة: «إنه تم إطلاق مركز أبوظبي للخلايا الجذعية 2019، تماشياً مع الأجندة الوطنية وأولويات القيادة الرشيدة لإنشاء أول مركز لأبحاث الخلايا الجذعية في الدولة، يرّكز على الرعاية المتقدمة وإجراء التجارب السريرية الأولى من نوعها والطب التجديدي والتصنيع المخبري للخلايا الجذعية ورعاية المرضى، لتحقيق رؤية أبوظبي كوجهة رائدة للرعاية الصحية المتقدمة، والذي اكتسب شهرة لما يحويه من مختبرات الأبحاث ومختبر معالجة الخلايا الجذعية، وأحدث وحدة للعلاج الضوئي المناعي وفصل مكونات الدم، ووحدة جمع الخلايا الجذعية، ومختبر متقدم لممارسات التصنيع الجيدة ومستشفى متكامل، ومن خلال جمع تلك المرافق وفرنا العلاجات المتقدمة المنقذة للحياة في الدولة، بما فيها زراعة نخاع العظم والعلاجات الثورية بالخلايا الجذعية والطب التجديدي.
وأكد أن التعليم والأبحاث من أهم الركائز لإعداد جيل من الأطباء والممرضات والعلماء في مجالات الطب التجديدي والعلاج بالخلايا الجذعية، وفريق الأطباء والعلماء لدينا يضم خبراء من أشهر المؤسسات البحثية في العالم يبلغ عددهم أكثر من 60 عالماً وباحثاً وتقنياً، يقومون بإجراء دراسات سريرية وبحوث علمية.
وذكر أنه تم إطلاق تطبيق «سيجنال» في المستشفى يعتمد على الصيدلة الجينية ويتيح للأطباء وصف الأدوية بطريقة آمنة للمريض، مع مراعاة مئات العوامل الخاصة بالمريض عند تحليل نظام الدواء، والقضاء على أي تأثير دوائي ضار محتمل، ووضع معيار جديد لسلامة المرضى لتوفير الطب الدقيق الشامل والمبني على الأدلة.
وقال: «إن عدد المرضى الذين تلقوا علاجات بالطب التجديدي في المركز عام 2023 بلغ أكثر من 600 مريض، والمقالات المنشورة في المجلات الدولية 100 مقال، وحقوق الملكية الفكرية للمركز 6، بما في ذلك برنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظم والعلاج الثوري المبتكر لمرضى كوفيد UAECell19.
وأضاف: «تستخدم الخلايا الجذعية في عمليات زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم، وهو العلاج المعتمد لعلاج سرطانات الدم مثل اللوكيميا والليمفوما والمايلوما وعدد من الأمراض الوراثية مثل الثلاسيميا وأمراض أخرى مناعية مثل التصلب المتعدد، وفي مجال الطب التجديدي نستخدم العلاج بالخلايا الجذعية عبر تخصصات طبية متعددة، بما في ذلك مشاكل العظام والحالات المتعلقة بها وصحة الرجل، وخاصة علاج الضعف الجنسي ومرض بيروني، وصحة المرأة وغيرها.
وقال: «يمكننا استخدام العلاج بالخلايا الجذعية لتجديد المفاصل وإصلاح الغضاريف عن طريق حقن الخلايا الجذعية مباشرة في المفاصل، والتي تحفز نمو غضروف جديد ويؤدي إلى تخفيف الألم، كما يستخدمها جراحو العظام لدينا خلال العمليات الجراحية وتؤدي لنتائج أفضل، وإضافة إلى ذلك استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض الدم والسرطان والتصلب المتعدد مثل ما ذكر سابقاً في عمليات زراعة نخاع العظم، كما أننا نجري حالياً دراسات بالتعاون مع «جامعة كيوتو» ومؤسسة «ريجي نيفرو» في اليابان لريادة علاجات مبتكرة لمرض السكري باستخدام خلايا الدم والجلد المعدلة وراثياً، بالإضافة إلى مشاركتنا في دراسة عالمية لتطوير علاج بالخلايا الجذعية الدماغية للتصلب المتعدد.
وأشار إلى أن إنشاء مختبر ممارسات التصنيع الجيدة في المركز سمح لنا بالقيام بالعلاجات بالخلايا الجذعية المتقدمة، مثل الخلايا المناعية المعدلة وراثياً المعروفة بـ CAR-T والخلايا الجذعية المشتقة من الدهون وغيرها، كما تم إطلاق تجربتين سريريتين باستخدام العلاج الضوئي المناعي، الأولى في علاج التصلب المتعدد، والثانية في علاج مرض السكري من النوع الأول، وهنالك تجارب أخرى قيد الإعداد والدراسة في العديد من التخصصات الأخرى.
وقالت الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير التنفيذي لبرنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية والمدير العام لمؤسسة الإمارات الدواء: «بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة والدعم اللامحدود قمنا بإنشاء برنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظم الأول من نوعه في الدولة لإجراء عمليات زراعة نخاع العظم من المريض نفسه أو من متبرع للبالغين والأطفال وذلك عام 2020، كما بدأنا بإجراء عمليات زراعة للخلايا الجذعية لمرضى التصلب المتعدد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، وكانت أول حالة في نوفمبر 2022، وقد لاحظنا تطوراً كبيراً بعد العملية في حالتها حيث باتت تمشي من جديد، وقد تم اعتماد المركز كأول مركز للتميز في زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم من قبل دائرة الصحة أبوظبي في و2023».
وأشارت إلى أن المركز طور علاجاً مبتكراً باستخدام الخلايا الجذعية من دم المريض، من خلال استنشاق الرذاذ المشبع بالخلايا الجذعية (UAECell19) خلال جائحة كورونا، وحصل على براءة اختراع من المركز الدولي لتسجيل براءات الاختراع التابع لوزارة الاقتصاد الإماراتية، وتم إصدار ثلاثة منشورات علمية محمية بحقوق الطبع والنشر حول إجراءات الحصول على الخلايا، وتوصيات العلاج من مركز حقوق الطبع والنشر الأوروبي. وبينما أظهر هذا العلاج فعالية على الجهاز التنفسي للمرضى في التجارب السريرية والذين كانوا يعانون من كوفيد 19، فإنه تتم دراسته أيضاً لعلاج أمراض تنفسية أخرى.
وأضافت: «يقوم باحثونا حالياً بإجراء دراسة للتوصل لعلاج لمرض السكري من النوع الأول باستخدام العلاج الضوئي المناعي، بالإضافة إلى دراسات أخرى لعلاج المرض عن طريق استبدال خلايا البنكرياس التالفة المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، واستخدام الخلايا الجذعية لتجديد الخلايا المنتجة للأنسولين بهدف التحكم في نسبة السكر في الدم». وذكرت أن التطورات في علاجات الخلايا الجذعية لديها القدرة على إحداث ثورة في الرعاية الصحية من خلال معالجة مجموعة واسعة من الأمراض، فمثلاً الطب التجديدي يقدم حلولاً واعدة لضعف الأعضاء والأنسجة المرتبط بالتقدم في العمر أو الناجم عن المرض أو الإصابات، ويوفر هذا المجال طرقاً مبتكرة للحالات المزمنة التي لا يمكن علاجها بالطرق التقليدية مثل حالات العظام والأعصاب وغيرها.
وأضافت: «هنالك مجال آخر في استخدامات الخلايا الجذعية وهو زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم، والتي تستخدم بشكل رئيسي في علاج أمراض الدم والسرطانات مثل اللوكيميا والمايلوما، ومع ذلك فإن تطبيق هذه العلاجات يمتد إلى مجالات أوسع ليشمل اضطرابات المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد والذئبة، كما يلعب العلاج بالخلايا المناعية المصنعة دوراً مهماً في علاج هذه الاضطرابات، ويمكن توسيع العلاج لاستهداف السرطانات الصلبة عن طريق برمجة الخلايا مثل استخراج وتكاثر وإعادة الخلايا الليمفاوية المتسللة إلى الورم (نوع من الخلايا قادر على القضاء على نوع معين من السرطان) والخلايا المناعية المعدلة وراثياً، مما يمكننا من معالجة الأورام».