لمياء الهرمودي (أبوظبي) 
برعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، انطلقت أمس في أبوظبي، فعاليات مختبر الابتكار لمبادرة ود العالمية في أبوظبي، والتي تأتي تماشياً مع استراتيجية قطاع تنمية الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي 2035، وتجمع خبراء وشركاء عالميين يعملون معاً على تطوير مخرجات، وحلول مبتكرة، ومستدامة لتنمية الطفولة في أبوظبي.
وأكد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، بهذه المناسبة، أن الدعم الذي تلقاه هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة من القيادة الرشيدة عزز دور الهيئة في تحقيق رؤيتها وأولوياتها لتنفيذ استراتيجية قطاع تنمية الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي 2035، لافتاً إلى أن مبادرة «ود» الرائدة جاءت لدفع التعاون المشترك في مختلف القطاعات وتعزيز تبادل الأفكار العملية التي تسهم في تحقيق الرؤية الاستراتيجية للهيئة عبر التفكير الخلاق، واستكشاف النماذج والتجارب الملهمة التي يمكن تطبيقها على الفئات المستهدفة من الأطفال في إمارة أبوظبي والإمارات عموماً، وصولاً إلى العالمية.

وأشار سموه إلى أهمية التعاون الدولي في تنمية الطفولة المبكرة وحشد الشراكات العالمية، والتعاون العلمي والبحثي المستند إلى الأسس البحثية، وفقاً لأعلى المعايير والممارسات الدولية، للتوصل إلى منهجيات وحلول مبتكرة تتلاءم مع مجتمعنا وثقافتنا والأهداف التنموية لإمارة أبوظبي والتي يمكن اعتمادها والاستفادة منها في العديد من الدول لاحقاً.
ويشارك في الحدث الذي يستمر على مدى 5 أيام من 22 إلى 26 يناير الجاري، أكثر من 30 خبيراً محلياً وإقليمياً ودولياً رائداً في العديد من القطاعات، حيث سيعمل الخبراء على توحيد جهودهم لتحديد الحلول المبتكرة ووضع النماذج الأولية لها، والتي تنعكس بآثارها الإيجابية على المحاور الاستراتيجية لمبادرة «ود» التي ترأس دورتها الحالية معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي.
وتتكون المحاور الاستراتيجية الثلاث لمبادرة «ود»، التربية الفعالة، والثقافة والهوية، والمدن المستدامة والصديقة للأسرة.. كما تعالج العديد من التحديات المستقبلية الملحة التي تواجه الأطفال في مختلف أنحاء العالم عبر مخرجات تتمحور حول أهمية الحفاظ على الإنسان، وتنميته منذ طفولته.

وقالت سناء محمد سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة: «عندما نناقش بعمق موضوع رفاهية شبابنا وأطفالنا وأهمية تنميتهم، فإن النظر إلى كل إنجاز يتم تحقيقه في دولة الإمارات يعد أمراً غاية في الأهمية، سواء أكان يتعلق بتمكين النساء أم بتدريب مقدمي الرعاية الأساسيين لأطفالنا أم بتطوير نظامنا التعليمي الذي يسهم في تعزيز مستقبل الأطفال أم بابتكار حلول خلاقة لمواجهة تحديات السلامة والبيئة.. إن كل هذه العوامل الأساسية تُمكن أحبتنا الأطفال، والذين يمثلون أجيال المستقبل، من النمو في مجتمع صحي يمكنهم من الاستكشاف والتعبير عن طاقاتهم الكامنة، وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم كافة.. إن ذلك يقودنا إلى الهدف النبيل وراء مختبر الابتكار التابع لمبادرة (ود) العالمية لتنمية الطفولة المبكرة، وهي المبادرة المكرسة لإحداث تغيير مؤثر، عبر وضع الطفولة المبكرة في طليعة أولويات أجندتنا العالمية، من أجل بناء مستقبل يحق فيه لكل طفل أن يتلقى مستوى مميزاً من الرعاية والحماية، بما يضمن له ولوطنه تحقيق مستقبل مشرق ومزدهر».

وأضافت: «أثناء رسم الطريق لما نريد أن نقوم به، يجب أن نعطي الأولوية لرفاهية وسلامة أطفالنا والحفاظ على التزامنا بمستقبلهم، وإبقائهم جزءاً لا يتجزأ من عملية اتخاذنا لقراراتنا، مع الاعتراف بأن ما نقوم به اليوم سيؤثر بشكل كبير على مستقبلهم». 
وتابعت: «حتى نضمن أن جهودنا سترشدنا لأحدث وأفضل التطورات في هذا المجال، علينا أن نتبنى ثقافة التعلم المستمر واكتساب المعارف والتكيف»، لافتة إلى أن روح مختبر الابتكار وأهدافه تتماشى مع رؤية أبوظبي والإمارات، التي تلتزم بتحقيق المزيد من التقدم والازدهار للمجتمع، وتضع وطننا في صدارة الدول التي تضع تنمية الطفولة المبكرة كأولوية قصوى، وتشجع وتدعم التفكير المبتكر والحلول الفعالة من أجل عالم حاضن للأطفال». 
واختتمت: «تمثل مشاركة نخبة من الخبراء والمختصين المحليين والعالميين في مبادرة (ود) أهمية كبيرة لتمكين جهود تنمية الطفولة المبكرة، من خلال تبادل الخبرات، وتوحيد الجهود لخلق أفكار مبتكرة ووضع نماذج ملموسة على أرض الواقع خلال الأشهر المقبلة، ما يسهم في إحداث تغيير إيجابي مستدام، وتمكين جميع الأطفال الصغار من الحصول على أفضل فرص النمو والتطور، في بيئة آمنة وداعمة لهم وقادرة على تفهم احتياجاتهم وتلبيتها».

وقال الدكتور يوسف سالم الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع المعرفة والريادة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة: «إن الهدف من مختبر الابتكار التفاعلي خلق منصة معرفية يستطيع من خلالها المختصون والخبراء في مختلف القطاعات، منها الطفولة والاقتصاد والإعلام والتكنولوجيا والتخطيط الحضري وغيرها من التخصصات التي لها أثر في مجتمعات الطفولة المبكرة، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وفي نهاية الفعاليات سيتم اختيار أفضل المبادرات والابتكارات لتطبيقها على مستوى إمارة أبوظبي والدولة». 
نخبة رائدة 
يجمع المختبر نخبة رائدة من الخبراء والمتحدثين المحليين والإقليميين والعالميين، بمن فيهم الدكتورة ماري يونغ، المتميزة في مجال تنمية الطفولة المبكرة، والتي تتمتع بخبرة تزيد على ثلاثة عقود في البنك الدولي، وسيسيليا فاكاجونز، مستشار أول في المعرفة والريادة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، ونانسي مرعب، خبير رئيسي في تنمية الطفولة المبكرة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وأليساندرا شنايدر، المستشارة الدولية في تنمية الطفولة المبكرة في مؤسسة برنارد فان لير، وحنان الدرمكي، أستاذة مساعدة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والدكتورة كريمة المزروعي، خبيرة استراتيجية التعليم، مستشارة مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية (MZUH)، وناتاليا كريسياك، مؤسس شركة Cities For Play، وريم سالمين المنصوري، خبيرة في الثقافة والهوية، شريكة في شركة بني وآل للثقافة، وعدد من الشخصيات البارزة والخبراء.
5 أيام
ستتم استضافة الحدث الذي يستمر على مدار 5 أيام في نادي ياس إيكرز جولف آند كونتري كلوب في أبوظبي، حيث ستتاح للمشاركين الفرصة للقيام بالأنشطة التي ستؤدي إلى تقديم نماذج أولية وستخضع للتحكيم من قبل لجنة مختصة ترأسها معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وتضم كلاً من سناء سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وبدر العلماء، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار بالإنابة، وربيع أبو شقرة، المدير التنفيذي لمكتب الشؤون التنموية في ديوان الرئاسة، وشايستا آصف، الشريك المؤسس، الرئيس التنفيذي للعمليات لمجموعة «بيورهيلث».
ويتم تنظيم مختبر الابتكار بالتعاون مع مدرسة THNK للريادة.
أنشطة
ستتضمن أنشطة مختبر الابتكار زيارات إلى المدارس المحلية ومناطق اللعب المخصصة ومراكز الرعاية الصحية، والمراكز والمتاحف الثقافية والأنشطة التراثية، لتشجيع خبراء «ود» على مراقبة الأنشطة والتفاعل بشكل هادف مع الأطفال ومقدمي الرعاية لهم، مما يمنح الخبراء فهماً واضحاً لمنظومة التنمية المتاحة حالياً بما يتعلق بمرحلة الطفولة المبكرة، وبما يمكنهم من تطوير أفكار مبتكرة، وقائمة على معرفة عميقة، لضمان تطوير منظومة فعالة في تنمية الطفل على مختلف المستويات.