أبوظبي (الاتحاد)

نجح فريق طبي بمدينة برجيل الطبية في أبوظبي، في إزالة ورم في الغدة النخامية في جراحة معقدة لمريضة مواطنة خمسينية، حيث تسبب الورم في انعدام شديد للرؤية لها، وأجريت لها العملية عبر فتحة الأنف لاستئصال الورم بشكلٍ كامل، من قِبل الفريق متعدد التخصصات، والتي تعتبر إجراء مبتكراً في مجال جراحات الغدة النخامية.
وتفصيلاً، عانت المريضة البالغة من العمر 53 عاماً لأكثر من 6 أشهر من الصداع وتدهور الرؤية لديها، ما جعلها تتوجه للطبيب للحصول على استشارته في أحد المستشفيات، الذي شخص إصابتها بورم في الغدة النخامية، وتعتبر غالبية هذه الأورام نوعاً غير سرطاني يصيب قاعدة الدماغ وقد يؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة، بما في ذلك ضعف البصر.
تقول المريضة: «بعد أن شعرت بالألم وانعدام الرؤية، كشفت الأشعة المقطعية عن وجود ورم بحجم 4 سم، وأوصى الطبيب بالتدخل الجراحي الفوري عبر جراح المخ والأعصاب، لذلك قررت إجراء العملية الجراحية في مدينة برجيل الطبية».
وأوضح الدكتور محمد الزغبي، استشاري جراحة المخ والأعصاب في مدينة برجيل الطبية، أن الورم يضغط على العصب البصري، مما يؤدي لحدوث اضطرابات في الرؤية، وتعتبر الجراحة هي الحل الأمثل والتي ستساهم في تحسن الرؤية من جديد، حيث يمكن أن تؤدي أورام الغدة النخامية غير المعالجة إلى مضاعفات مختلفة مثل الصداع، ومشكلات صحية في البصر، وقصور الغدة النخامية، وفي الحالات الشديدة نزف تلقائي يؤدي إلى سكتة الغدة النخامية وهي حالة طبية طارئة للغاية، مشيراً إلى أن المريضة كانت تعاني إضافة لضعف البصر، من قصور في وظيفة الغدة النخامية، وهي حالة طبية تتسم بالاختلالات الهرمونية الناجمة عن قصور الغدة النخامية.
وأشار إلى أن أورام الغدة النخامية قد تتسبب في حدوث ارتفاعات غير طبيعية في مستويات الهرمون، الذي يمكن أن يظهر هذا على شكل مستويات مرتفعة من الهرمون الموجه لقشر الكظر (ACTH)، وهرمون النمو والبرولاكتين، مما يؤدي إلى مرض (كوشينغ) أو ضخامة الأطراف، وهو اضطراب هرموني يتطور عندما تنتج الغدة النخامية الكثير من هرمون النمو أو فرط برولاكتين الدم، كما يمكن للأورام الغدية أن تؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية الثانوي نتيجة للإفراز الزائد للهرمون المحفز للغدة الدرقية.
وقرر الدكتور الزغبي بعد ذلك إجراء عملية جراحية طفيفة التوغل من خلال فتحة الأنف، حيث يقدم النهج التنظيري العديد من المزايا، بما في ذلك تحسين الرؤية، والرؤية البانورامية، وتقليل حدوث الآثار الجانبية الأنفية، والقضاء على الحاجة إلى منظار الأنف، وعدم حشو الأنف بعد العملية الجراحية، لافتاً إلى أن الجراحة طفيفة التوغل تجنب المريض أي مخاطر ومضاعفات محتملة كالنزيف الدموي، كما أنها تقلل الشعور بالألم وتكون فترة التعافي أقل.
بعد ذلك، قام الفريق الطبي بوضع الخطة للعملية الجراحية بالتعاون مع فريق جراحة الأعصاب في مدينة برجيل الطبية، تحت إشراف البروفيسور عمرو الشواربي مدير خدمات طب وجراحة الأعصاب في برجيل القابضة، كما كانت الدكتورة فاندانا بينو، استشارية طب الأنف والأذن والحنجرة في مدينة برجيل الطبية، جزءاً من الفريق أيضاً، وكانت العملية الجراحية التي استمرت لمدة 3 ساعات معقدة، حيث كان الورم ثابتاً وليس ليناً بما يكفي لامتصاصه عن طريق الشفط، مما استلزم تشريحاً دقيقاً من قبل الأطباء للتأكد من إزالته بالكامل، فيما تم إجراء الرنين المغناطيسي للمريضة وهي في غرفة العمليات في ذات الوقت للتحقق من استئصال الورم بشكل مؤكد، حيث تتميز مدينة برجيل الطبية بتوفير تقنية الرنين المغناطيسي داخل غرفة العمليات ويتم استخدامها في جراحات المخ والأعصاب، وتوفر دقة عالية وتجنب الطبيب الاضطرار لإعادة الجراحة مرة أخرى في حال كشفت الأشعة المقطعية بعد الجراحة الأولى بقية أجزاء من الورم.
بعد الجراحة، تحسنت رؤية المريضة بشكل ملحوظ، حيث تم تخفيف الضغط الناجم عن الورم على العصب البصري، ومن ثم يتوقع أن تؤدي استعادة وظيفة الغدة النخامية الطبيعية إلى تخفيف الاختلالات الهرمونية لدى المريضة، مما يعزز نوعية حياتها بشكل عام.
وأضافت: «بحسب الطبيب المعالج، سأستمر في الخضوع لفحوص هرمونية وبصرية متسلسلة لتأكيد الشفاء، بالإضافة إلى متابعة التصوير بالرنين المغناطيسي التسلسلي خلال الأشهر المقبلة».
وقالت المريضة: «خلال فترة وجودي في العناية المركزة، شعرت ببعض التعب، لكن فرحتي عند الاستيقاظ من التخدير كانت تفوق الكلمات، قبل الجراحة كانت الرؤية لدي ضعيفة وغير واضحة، لكن بعد العملية تمكنت من الرؤية بوضوح وبدقة، لقد حذرني طبيب العيون من أن عصب العين قد يتعرض للتلف ولن يتعافى بشكل كامل، أحمد الله وأشكره على نعمته وأشكر الدكتور الزغبي والفريق الطبي في مدينة برجيل الطبية، على اهتمامهم ورعايتهم المستمرة والمتميزة».