أبوظبي، عواصم (وام، وكالات) 

أعربت الإمارات عن قلقها البالغ من تداعيات الاعتداءات على الملاحة البحرية في منطقة باب المندب والبحر الأحمر، والتي تمثل تهديداً غير مقبول للتجارة العالمية ولأمن المنطقة والمصالح الدولية.
وأكدت دولة الإمارات، في هذا الإطار، على أهمية الحفاظ على أمن المنطقة ومصالح دولها وشعوبها ضمن أطر القوانين والأعراف الدولية.
إلى ذلك، شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا، فجر أمس، ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة «الحوثيين» في اليمن، فيما وصفته واشنطن ولندن بالرد على هجمات تنفذها الجماعة على سفن في البحر الأحمر.
وأكد شهود في اليمن وقوع انفجارات في أنحاء البلاد، وقالوا، إن الضربات استهدفت قاعدة عسكرية في محيط مطار صنعاء، وموقعاً عسكرياً قرب مطار تعز، وقاعدة بحرية تابعة لـ«الحوثيين» في الحديدة ومواقع عسكرية في محافظة حجة.
من جهتها، أكدت المملكة العربية السعودية، أنها تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية «واس».
وأوضحت المملكة، أنها إذ تؤكد على أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، التي تعد حرية الملاحة فيها مطلباً دولياً لمساسها بمصالح العالم أجمع، لتدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث.
من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في بيان: «هذه الضربات المحددة رسالة واضحة مفادها بأن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر».
وقال مسؤول أميركي، إن الهجمات استهدفت أكثر من عشرة مواقع، وإن الضربات كانت تهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين و«لم تكن رمزية فقط».
وأضاف: «استهدفنا قدرات محددة للغاية في مواقع بعينها باستخدام ذخائر دقيقة».
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان: «الدلائل الأولية تشير إلى أن قدرة الحوثيين على تهديد الشحن التجاري قد تلقت ضربة قوية». وقال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي، إن الضربات جاءت في إطار الدفاع عن النفس، لكن ليس هناك المزيد من الخطط لتنفيذ ضربات أخرى في الوقت الحالي.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أمس، عن اعتقاده بأن الضربات التي شنتها بريطانيا والولايات المتحدة ستؤدي إلى إضعاف قدرة الجماعة.
وأضاف: «المؤشرات الأولية تقول، إن تلك الضربات كانت ناجحة... هدفنا واضح للغاية وهو تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في المنطقة».
ويوم الثلاثاء الماضي، أسقطت سفن حربية أميركية وبريطانية 21 صاروخاً وطائرة مسيرة في عملية لصد ما وصفته الدولتان بأنه أكبر هجوم للحوثيين في المنطقة حتى الآن، قالتا، إنه استهدف بشكل مباشر سفناً تابعة لهما.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الموجود في المستشفى بسبب مضاعفات عملية جراحية، في بيان، إن الضربات استهدفت قدرات الحوثيين، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والرادارات الساحلية والاستطلاع الجوي.
وأفاد بيان مشترك للحلفاء بأن الضربات العسكرية ضد مسلحي الحوثي في اليمن، جرى تنفيذها وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف البيان أن الغارات تأتي دفاعاً عن النفس و«رداً على هجمات الحوثيين غير القانونية والخطيرة والمزعزعة للاستقرار ضد السفن، بما في ذلك سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر». 
ويحمل البيان المشترك توقيع حكومات أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، إضافة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة. 
وجاء في البيان، أن «الهدف من هذه الضربات الدقيقة هو تقويض وإضعاف قدرات الحوثيين التي يستخدمونها في تهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الدوليين في أحد أهم الممرات المائية في العالم». 
وتابع البيان: يرقى أكثر من 24 هجوماً شنها الحوثيون على السفن التجارية منذ منتصف نوفمبر إلى «تحد دولي». 
وقال الحلفاء، إن الهدف المشترك لا يزال هو خفض التصعيد واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر. 
واعتبرت الحكومة اليمنية، أن الضربات الأميركية والبريطانية «جاءت ردة فعل على تهديدات الحوثيين المستمرة للملاحة الدولية».
وذكرت الحكومة اليمنية، في بيان، أنها تتابع بقلق شديد التصعيد العسكري في البلاد وجنوب البحر الأحمر، التي كان آخرها العملية العسكرية الأخيرة، التي جاءت كرد فعل على استمرار جماعة الحوثي في استهداف وتهديد أمن وسلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، على حساب مصالح الشعب اليمني.
وفي مصر، أعربت وزارة الخارجية، أمس، عن قلقها البالغ على إثر تصاعد العمليات العسكرية في منطقة البحر الأحمر، والغارات الجوية التي تم توجيهها لعدد من المناطق داخل جمهورية اليمن، داعيةً لضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك أمن الملاحة في البحر الأحمر.
واعتبرت مصر التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب البحر الأحمر واليمن، مؤشراً واضحاً على ما سبق وأن حذرت منه مراراً وتكراراً من مخاطر اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وفي هذه الأثناء، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في بكين أمس: «الصين تشعر بالقلق إزاء تصعيد التوترات في البحر الأحمر، وتدعو جميع الأطراف إلى التزام الهدوء وإلى ضبط النفس».
وعقد مجلس الأمن الدولي، في وقت متأخر من مساء أمس، اجتماعاً طارئاً بعد الضربات الأميركية والبريطانية على مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، حسبما أعلنت فرنسا التي تتولى رئاسة المجلس الدورية في يناير.
وقالت فرنسا، إن روسيا طلبت الاجتماع الطارئ، بعد اجتماع آخر مقرر سيتناول الوضع في قطاع غزّة.
وطالب مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، بوقف «فوري» لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، داعياً جميع الدول إلى احترام حظر الأسلحة المفروض على المتمردين اليمنيين. 
وقال متحدث باسم حلف شمال الأطلسي «الناتو»، أمس، إن الضربات التي شنها الجيشان الأميركي والبريطاني كانت «دفاعية، وتهدف إلى حماية حرية الملاحة في أحد أهم الممرات المائية في العالم».