سامي عبدالرؤوف (دبي)
أعلنت الجهات الصحية الاتحادية والمحلية، عن تحقيق أهداف مبادرة تحدي الـ100 يوم ضمن برنامج مسرعات الأعمال الحكومية الذي استهدف إجراء 5000 فحص للكشف المبكر عن مرض السكري على مستوى الدولة، وذلك في إطار جهود الكشف المبكر عن الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بهدف تعزيز الوقاية منه وتحقيق مستهدف المؤشر الوطني الخاص بخفض نسبة انتشاره في الدولة.
وأشارت إلى أنه تم تخطي المستهدف والنجاح بإجراء أكثر من 12000 فحص للكشف المبكر عن السكري على مستوى الدولة، في غضون 100 يوم، بنسبة زيادة عن المستهدف تصل إلى 140%، موضحة أن إمارة أبوظبي جاءت في المرتبة الأولى من حيث عدد المستفيدين والمشمولين بالفحوص بعدد 7000 شخص.
واحتفلت الجهات الصحية بهذا الإنجاز في فعالية نظمتها للإعلان عن تفاصيل نتائج المبادرة، لافتاً إلى هذا الإنجاز هو مرحلة أولى لتنفيذ برنامج متكامل من الفحص والعلاج والمتابعة لحالات ما قبل السكري، والذي أطلقته الجهات الصحية لمدة عام.
وكشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن نسبة الإصابة بمرض السكري في الدولة وفق آخر مسح وطني أجري للمرض، بلغت 11.8% من إجمالي السكان، فيما تشير المؤشرات إلى أن نسب الإصابة بالمرض في حالة انخفاض ملحوظ، وفق الدكتورة بثينة بن بليلة، رئيسة قسم الأمراض غير السارية والصحة النفسية في الوزارة.
وأوضحت بن بليلة، في تصريحات صحافية على هامش فاعلية أقامتها للإعلان عن تحقيق أهداف تحدي الـ100 يوم، ضمن برنامج مسرعات الأعمال الحكومية الذي استهدف إجراء 5000 فحص للكشف المبكر عن مرض السكري على مستوى الدولة، أن نسبة المصنفين في فئة ما قبل الإصابة بالسكري تبلغ 11.7%، تتراوح أعمارهم بين 47-59 سنة.
وقالت بن بليلة «إن نجاح هذه الحملة يأتي في إطار جهود الوزارة المتواصلة في رفع مستوى الصحة العامة في المجتمع وتعزيز الوعي بأهمية الوقاية من الأمراض غير السارية ومنها السكري، وجاء اعتمادها ضمن برنامج المسرعات الحكومية ليؤكد على أهمية التكامل بين الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، والقطاع الخاص، والمؤسسات غير الحكومية». وأضافت: «أثمر التعاون والتنسيق بهذا الإنجاز الكبير وتحقيق أكثر من ضعف المستهدف وهو ما يسهم في تعزيز جودة الحياة الصحية على مستوى الدولة، وذلك من خلال تشجيع أفراد المجتمع على اتباع أنماط حياة صحية، بالإضافة إلى التركيز على أهمية الكشف المبكر عن الأمراض وعوامل الخطر والمتابعة الحثيثة للوصول إلى النتائج والوقاية من الأمراض المزمنة قبل حدوثها». وشملت الحملة الوطنية عدداً من عيادات مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لدائرة الصحة بأبوظبي، ودبي الصحية ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، كما تم استهداف عدد من أماكن العمل في القطاعين الحكومي والخاص.
وتستهدف الحملة توسيع نطاق وصولها لتشمل كل أنحاء الدولة لتقدم دعماً شاملاً، بما في ذلك الاستبيانات الرقمية لتقييم عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بالنوع الثاني من السكري وفحص السكر التراكمي (HbA1c) للأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، إلى جانب تقديم الاستشارات الطبية، بهدف معالجة مقدمات السكري والسيطرة عليه، من خلال ربط الفحص بمسار العلاج والمتابعة الحثيثة لهم بعد ثلاثة وستة أشهر كما تم توفير دعم الاستشارة عن بعد من خلال الاتصال بالخط الساخن (800-DIABEAT).
الفحوص المبكرة
من جهته، قال الدكتور سالم الدرمكي، مستشار معالي وزير الصحة: «إن النجاح الذي تحقق بإجراء أكثر من 12000 فحص للكشف المبكر عن الإصابة بمرض السكري على مستوى الدولة في غضون 100 يوم، يمثل نقلة نوعية نحو تحقيق أهدافنا في الحد من انتشار المرض، كما يعكس الجهود المستمرة لتعزيز الوقاية منه من خلال تقديم الفحوص المبكرة لتحديد المخاطر المحتملة واتخاذ التدابير اللازمة، بما يسهم في تحقيق مستهدف المؤشر الوطني لخفض انتشار المرض، وذلك في إطار تنفيذ الحملة الوطنية التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع الشركاء، والذي يستهدف فحص مقدمات السكري للوقاية من الإصابة بالنوع الثاني منه».
وأكد الدرمكي أن الوزارة ملتزمة بتعزيز التوعية حول أهمية الكشف المبكر عن داء السكري والحفاظ على صحة المجتمع، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يجسد تضافر الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص لتعزيز فعالية البرامج الصحية الرامية للسيطرة على مرض السكري. ونوه بجهود الفرق الطبية من مختلف الجهات الصحية الذين أسهموا في نجاح هذه الحملة، مؤكداً أهمية استمرار هذا التعاون الفعّال لتحقيق أهداف الوزارة ورؤيتها في إرساء منظومة صحية رائدة عالمياً لمجتمع صحي يتمتع بعمر مديد.
المسرعات الحكومية
أكد عامر البلوشي، خبير المسرعات الحكومية في وزارة شؤون مجلس الوزراء، أن فرق المسرعات عملت طوال فترة التحدي ضمن منهجية عمل المسرعات الحكومية وخلال الدفعة الرابعة لدبلوم المسرعات الحكومية وتم تدريب 44 منتسباً من مختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية وشبه حكومية، على أدوات ومنهجيات المسرعات الحكومية التي أسهمت في وضع حلول لأكثر من 30 تحدياً واقعياً.
ونوه بجهود الجهات الصحية، في إنجاز هدف تحدي الكشف المبكر لمرض السكري وتحقيق نتائج سريعة وملموسة في فترة زمنية قصيرة، واستفاد من برنامج دبلوم المسرعات الحكومية في الدفعات المنجزة 168 منتسباً من موظفي الحكومة الاتحادية.