دبي (الاتحاد)

أصدر المنتدى الاستراتيجي العربي بالتعاون مع مؤسسة Risks» Control» المتخصصة في دراسة المخاطر والفرص تقرير «5 دوافع للمخاطر والفرص في العالم العربي خلال السنوات الخمس المقبلة»، والذي يقدم تحليلاً للأحداث والمتغيرات التي شهدتها المنطقة العربية على مدى العقدين الماضيين، إضافة إلى تحديد الفرص والمخاطر التي من شأنها تحفيز التغيير السياسي والاقتصادي خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويأتي إصدار التقرير تزامناً مع انعقاد أعمال المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي أمس، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بمشاركة نخبة من المسؤولين من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى خبراء استراتيجيين، وقادة الفكر في السياسة والاقتصاد.
وأكد التقرير أن هناك أحداثاً كبرى وقعت خلال السنوات الـ20 الماضية أعادت تشكيل العالم العربي، منها الحروب المدمرة والأزمات السياسية، والغزو الأميركي للعراق في عام 2003، والاحتجاجات التي حدثت في عدد من الدول العربية في عام 2011، فضلاً عن جائحة «كوفيد ـ 19» والتي كلفت اقتصادات المنطقة خسائر بقيمة 200 مليار دولار.
وأوضح التقرير أن هذه الأحداث نقلت النظام العالمي من قطب واحد إلى متعدد الأقطاب، وشكّلت خمسة عوامل محركة للمخاطر والفرص في العالم العربي، وهي: «التكيف من أجل الازدهار: كيف يمكن للعالم العربي تحديد دوره في ظل نظام عالمي متغير؟»، و«رمال متحركة: استمرار التحالفات والمنافسات في إعادة تشكيل الساحة السياسة الإقليمية»، و«صراع القديم والجديد: العالم العربي يحل نزاعاته بنفسه»، و«تولي زمام القيادة مع التنويع الاقتصادي وقيادة انتقال الطاقة»، و«فرص وتحديات جديدة: توجيه آفاق النمو الاقتصادي في 2024 وما بعده».
واعتبر التقرير أن الركود الاقتصادي العالمي المستمر سيشكل تحدياً لنمو العالم العربي في السنوات الخمس المقبلة، حيث سيستمر التضخم بسبب التأثيرات الجيوسياسية، متسائلاً عن قدرة العالم العربي على تجاوز التحديات واغتنام الفرص لتعزيز مكانته في النظام العالمي الجديد.
وقال التقرير، إن حكومات المنطقة العربية تحتاج خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وفي ظل تصاعد وتيرة نفوذها وتزايد تفاعلها مع القضايا الدولية، إلى مجابهة الواقع والتعامل مع الحقائق والتوقعات على الصعد كافة، الدبلوماسية والتجارية والأمنية، وذلك بالتزامن مع تأسيس شراكات جديدة تقوم بدور محوري في الشؤون العالمية.
وأضاف التقرير «بفضل رؤيتها وطموحاتها، اغتنمت الحكومات العربية الفرص الجيوسياسية والاقتصادية واستحوذت عليها، وحولتها إلى جهات فاعلة ذات نفوذ سياسي واقتصادي متنامٍ على الساحة الدولية، لا سيما داخل المنطقة، ويتعين على هذه القوى أن تواصل على مدى السنوات الخمس المقبلة، اختيار القضايا التي ترغب في قيادتها وتحديد دورها في النظام العالمي الجديد».
وأشار التقرير إلى أنه في حال تمكنت جهود الوساطة التي تقودها الدول العربية من التقدم والبناء على نجاحات السنوات القليلة الماضية، فمن شأن عام 2024 أن يشكل نقطة تحول مهمة عندما تعتمد المنطقة العربية على نفسها لحل النزاعات القديمة والجديدة في المنطقة وخارجها.
وأفاد التقرير بأن السنوات العشرين الماضية المضطربة، بدءاً من غزو الولايات المتحدة الأميركية للعراق في عام 2003، أعادت تشكيل العالم العربي، وأثارت انتقال النظام العالمي من نظام أحادي القطب إلى بنية متعددة الأقطاب، وسوف تستمر هذه التوجهات في نمو المخاطر والفرص في المنطقة العربية خلال السنوات الخمس المقبلة.
وذكر التقرير أن المنطقة شهدت خلال العقدين الماضيين سلسلة من الأحداث الرئيسة التي أدت إلى: إعادة النظر بشكل جوهري بمكانة المنطقة العربية وعلاقاتها مع النظام العالمي المتغير، إلى جانب المنافسات والانقسامات والتحالفات التي أعادت تشكيل المشهد السياسي والتحالفات التقليدية داخل المنطقة العربية، إضافة إلى سلسلة من الصراعات – والكثير منها لا يزال مستمراً بسبب دور الجهات الخارجية حتى اليوم – التي تزداد تعقيداً في جميع أنحاء المنطقة، والتي يتم التصدي لها بمبادرات جديدة ونجاح الوساطات بقيادة عدد من الدول العربية.
وتابع: «كما أدت هذه الأحداث إلى سلسلة من الرؤى طويلة المدى لتنويع الاقتصادات ووضع الأسس لتحول ناجح في الطاقة، وتزايد الوعي بضرورة تنمية الصناعة والتركيز على التصنيع المحلي، وتطوير تقنيات جديدة، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمواجهة التحديات العالمية المستقبلية بشكل أكثر مرونة».