سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أظهرت دراسة إحصائية، أن معدل الإصابة بالسمنة بين البالغين بلغ 27.8% على مستوى الدولة، ويعاني 30.6% من النساء السمنة، بينما تصل النسبة بين الرجال إلى 25.1%. 
ولفت إلى أن نسبة السمنة بين المواطنين تصل إلى 36.9% و26.3% بين المقيمين، منبهة إلى أن الإصابة بالسمنة تزيد من خطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحية المزمنة، مثل زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والقلب وارتفاع الكوليسترول في الدم وضغط الدم والكبد الدهني ومشاكل الحمل للنساء وهشاشة العظام والسكري. 
وأشارت الدراسة التي أجرتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع الجهات الصحية الأخرى، إلى أن نسبة السمنة في أبوظبي بلغت 35.9% وفي دبي وصلت إلى 22.2% أما في الشارقة فكانت 24.4%، و39.1% في عجمان. 
بينما وصلت النسبة في أم القيوين إلى 36.7% وفي رأس الخيمة تجاوزت حد 38%، فيما وصلت إلى 39.1% في الفجيرة. 
وتعرف السمنة بأنها تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون يمثل خطراً على الصحة، وعندما يكون مؤشر كتلة الجسم فوق 30 يعتبر الإنسان مصاباً بالسمنة، حيث يعتبر الشخص طبيعياً.
وصنفت الدراسة مؤشر كتلة الجسم إلى 5 مستويات، حيث يكون الجسم طبيعياً إذا كان مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 8.5 و24.99، ويكون في مرحلة ما قبل السمنة إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين 25 و29.99. 
بينما يكون الشخص مصاباً بسمنة من الدرجة الأولى في حالة محيط الجسم ما بين 30 و34.99، ويكون مصاباً بسمنة من الدرجة الثانية عند كتلة جسم تتراوح بين 35 و39.99، أما الأكبر من 40 فهي سمنة من الدرجة الثالثة، وهي الأكثر خطورة على صحة الإنسان.
وكشفت الدراسة إحصائيات عمليات السمنة الجراحية، حيث تشير التقديرات إلى أنه تم إجراء ما يزيد على 13 ألف عملية جراحية لتقليل الوزن في ثلاث سنوات أجريت في القطاع الحكومي والخاص، منها 68 ربط معدة، و27% تحويل مسار، و5% تكميم معدة. 
وربط المعدة إجراء جراحي يعتمد على وضع رباط (حلقة) من السيليكون القابل للتعديل حول الجزء العلوي من المعدة، حيث يتكون بسببه جراب صغير للطعام بمساحة امتصاص محدودة، ويعطي شعوراً بالشبع السريع الذي يدوم لفترة طويلة. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يؤخر مرور الطعام إلى بقية أجزاء المعدة، وبالتالي يقلل كمية الأكل. تجرى هذه العملية عن طريق المنظار.
فيما عملية تحويل مسار المعدة، يقوم فيها الطبيب بتقسيم المعدة إلى قسمين، حيث يقوم بعمل تجويف صغير الحجم في الجزء العلوي من المعدة، وتوصيل جزء من الأمعاء الدقيقة إلى هذا التجويف، فتقل بذلك كمية الطعام المتناولة، ويقل عدد السعرات الحرارية التي يمتصها الجسم من مرور الطعام في هذا المسار الجديد.
أما عملية تكميم المعدة بالمنظار، فيقوم الجراح في هذه العملية بإزالة جزء كبير من المعدة، أي ما يقارب 70 – 80% من حجم المعدة، ويبقى ثلث حجم المعدة تقريباً، وبذلك يصبح حجم المعدة أصغر من ذي قبل، فيكون للمريض قدرة استيعابية للمعدة أقل من ذي قبل. 
وبينت نتائج الدراسة أن العمليات الجراحية للسمنة في الدولة، منها 59% للإناث و41% للذكور، ويمثل المواطنون 81% من إجمالي الجراحات المذكورة(13 ألف جراحة) و18% للمقيمين. 
أما فيما يتعلق بالعمليات الجراحية للسمنة حسب الفئات العمرية، فتمثل الفئة العمرية بين 20 و29 عاماً الأكثر إقبالاً على هذه الجراحات بنسبة 30.6% ثم الأعمار بين 30 و39 عاماً بنسبة وصلت إلى 28%، وثالثاً الفئة العمرية بين 40 و49 عاماً بنسبة بلغت 15%، ثم 10.4% للأطفال والشباب بين 10 و19 عاماً، فيما تتوزع بقية النسبة على فئات عمرية أخرى.
وتولي الجهات الصحية، أهمية كبيرة للتوعية بالسمنة، حيث أدرجت في خططها الاستراتيجية حزمة من المبادرات والبرامج الفاعلة والهادفة إلى الحد من السمنة، وتعزيز أنماط حياة صحية مرتبطة بالغذاء الصحي والنشاط البدني. 
ولفت الاتحاد العالمي للسمنة إلى أن المشاكل الصحية التي تسببها السمنة المفرطة يمكن أن تتسبب في إنفاق 1.2 تريليون دولار سنوياً، اعتباراً من عام 2025 حيث تعد السمنة والتدخين العاملين الرئيسيين وراء ارتفاع أعداد المصابين بالسرطان والنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري في جميع أنحاء العالم. 
وتوقع تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، أن يعاني 2.7 مليار بالغ في جميع أنحاء العالم زيادة الوزن والسمنة بحلول عام 2025.