إبراهيم سليم (أبوظبي)
بدأت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، تنفيذ عدد من المبادرات المرتبطة باستراتيجيتها الرامية إلى الحد من الفقد والهدر في سلسلة الغذاء، إذ أعدت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية استراتيجية متكاملة للحد من فقد وهدر الغذاء ترتكز على المحاور التالية، تطوير إطار تشريعي للحد من الفقد والهدر الغذائي في إمارة أبوظبي بالتنسيق مع المبادرة الوطنية للحد من الفقد والهدر على مستوى الدولة «نعمة»، بما يسهم في تعزيز كفاءة سلسلة التوريد.
كما عملت على إطلاق البرامج والمبادرات الرامية لتغيير السلوك فيما يتعلق بإنتاج واستهلاك الغذاء من المزرعة إلى المائدة، وكذلك تنفيذ البرامج التدريبية للعاملين في المنشآت الزراعية الغذائية والحملات الإرشادية، وتوعية مختلف شرائح المجتمع، وحثهم على ترشيد الاستهلاك، وتقليل الهدر لضمان استدامة الأمن الغذائي.
ووفقاً لهذه الاستراتيجية، بدأت «الهيئة» حملات توعية عبر منصاتها المختلفة، ومنها لقاء للمستثمرين في مشاريع الدواجن الذي عقدته مؤخراً، إذ حددت «الهيئة» أنواع الهدر في مشاريع الدواجن في 4 أنواع من الفقد، وتشمل الفقد في «الأعلاف، الطيور، البيض، الذبائح». أما أنواع الموارد المهدرة في مشاريع الدواجن، فتنحصر في 7 أنواع، وهي: «مستلزمات الإنتاج، الطاقة، الأدوية واللقاحات، المطهرات، مواد التعبئة والتغليف، العمالة الوقت».
وتتركز مواقع الفقد الغذائي في مصانع ومستودعات الأعلاف، ومزارع الدواجن، وكذلك مسالخ الدواجن، ووسائل النقل والشحن. وأشارت إلى أن أسباب الهدر تكمن في ثلاثة مصادر، إما أن تكون إدارية أو اقتصادية، أو تقنية أو تنظيمية.
وفيما يتعلق بالفقد والهدر في مصانع ومستودعات الأعلاف وفي الحظائر، أوضحت «الهيئة» بأن الفقد والهدر في هذه المرحلة يتمثلان في تلف المواد الخام والأعلاف بسبب التخزين غير السليم، واستهلاك الأعلاف من قبل القوارض والطيور البرية أو نقل الأعلاف في شاحنات غير مناسبة. وأوضحت بأن هناك نوعين من الهدر «مباشر» وغير مباشر، أما فقد الأعلاف المباشر، فيتم ذلك بالحظيرة، إذ يتم تصميم أنظمة تغذية غير مناسبة لنوع وعمر الطيور، كذلك تعبئة العلاقات أكثر من اللازم، أوحجم ونوعية العلف غير مناسبة للطيور «برنامج التغذية غير مناسب لنوع الطيور».. الإدارة غير السليمة لفترة سحب العلف تؤدي إلى فقد كمية العلف الذائد أو خفض درجة المنتج ورفضه في المسلخ نتيجة لفقدان الوزن أو تلوث الذبيحة. أما ما يتعلق بالفقد غير المباشر بالحظيرة، فيتمثل في سلالة الطيور ذات كفاءة تحويلية منخفضة، أودرجة حرارة الحظيرة منخفضة جداً، وتأخر نمو الريش أو عدم اكتماله، وإصابة الطيور بالطفيليات والأمراض، وهدر العلف بوساطة الطيور، كذلك فقد الطيور «سواء بالحظيرة أو النقل». كما تناولت أسباب الفقد الغذائي وهدر الموارد في مشاريع الدواجن فيما يختص بالطيور، ففقد الحظيرة، وذلك من خلال كثافة الطيور، مصدر الصيصان، زيادة أو انخفاض أعداد الطيور، جمع الطيور ووضعها في الأقفاص، أو إمساك الطيور بطريقة غير صحيحة، وضع الطيور في أقفاص تحميل غير مناسبة، حيث يتسبب في حدوث نافق أو كسور وأورام دموية وكدمات، والتي يتم رفضها في المسلخ.
النقل وترحيل الطيور
وأشارت «الهيئة» إلى أن الظروف المناخية غير المناسبة، وطول الفترة الزمنية للترحيل من المزرعة إلى المسلخ، يتسببان في زيادة النافق من الطيور، كذلك الفقد الغذائي في المسلخ للطيور، إذ إن استقبال الطيور عند درجة الحرارة غير المناسبة والتهوية غير الكافية في منطقة الانتظار داخل المسلخ يؤدي إلى زيادة عدد الطيور النافقة عند الوصول. كما أن تنزيل الطيور وتعليقها على خط الذبح بطريقة عنيفة يسبب كدمات أو احمراراً في الذبيحة، أو استخدام أدوات ومعدات الذبح والسمط ونتف الريش بطرق غير جيدة يسبب زيادة نسبة الذبائح المرفوضة وخفض تصنيف الذبائح في المسلخ.
أنظمة التدفئة
يؤدي تسرب الهواء من الشقوق والفجوات في الأبواب والمداخل والنوافذ والجدران في حظائر الدواجن أو مرافق الإنتاج إلى اضطراب أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC). وفيما يتعلق بمستلزمات الإنتاج «الماء، والثلج، وغيرها من المواقع»، يحدث فقد المياه بشكل مباشر عن طريق التسرب من خطوط المياه، ويحدث هدر للمياه نتيجة استخدام معدات غير مرشدة المياه في عمليات الغسيل والتنظيف والتطهير.
التعبئة والتغليف
حذرت من أن الإدارة غير السليمة لمكائن ومواد التعبئة والتغليف ينتج عنها هدر كبير في مواد التعبئة والتغليف، والأدوية، واللقاحات، والمطهرات، وذلك بحفظ وتخزين الأدوية واللقاحات بصورة غير صحيحة وفق تعليمات الشركات المنتجة، أواستخدام برنامج تحصين غير مناسب (أمراض غير موجودة/ تكرار زائد)، أواستخدام المطهرات بتركيزات غير صحيحة، وكذلك العمالة غير المدربة أو عدد العمالة أكثر من الطاقة الاستيعابية للمزرعة.
وأشارت إلى الأهمية الاقتصادية لخفض الفقد والهدر في مشاريع الدواجن، إذ إن من خلال تحسين ممارسات الإنتاج واستخدام التقنيات الحديثة، يتم خفض الفقد والهدر، واستخدام وإعادة تدوير، بإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة. تصنيع غذاء للحيوانات الأليفة، وتصنيع أسمدة عضوية وإنتاج الطاقة، وضرورة التخلص الصحي من خلال الحرق والدفن.