جمعة النعيمي (أبوظبي)
قال عبدالله العامري، مدير عام هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي: شكّل الإعلان عن الهوية المؤسسية الجديدة لهيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي مؤخراً، انطلاقة جديدة في إطار التزامنا في توفير شبكة أمان متكاملة للأسر الإماراتية في أبوظبي، وبما يؤكد رؤيتنا الاستراتيجية في الوصول إلى «أسر مستقلة مالياً وفاعلة اجتماعياً»، مشيراً إلى أنه ومنذ إنشاء «الهيئة»، تم تقديم الدعم الاجتماعي إلى نحو 8 آلاف و568 أسرة مستفيدة.
وأضاف عبدالله العامري، في حوار مع «الاتحاد»: إن شعار «مشاركة إيجابية لحياة كريمة» يعزز مستوى التوافق والتكامل بين ما نعتمده من أهداف استراتيجية لتعزيز الترابط والتعاون الأسري، وبين حرصنا على التعاون مع مستفيدي «الهيئة» من جهة وتحقيق التكامل مع شركائنا الاستراتيجيين في مجالات التمكين الاجتماعي والتدريب العلمي والعملي.
وتابع: لقد استلهمنا شعار «مشاركة إيجابية لحياة كريمة» من رؤية قيادتنا الرشيدة حول أهمية المواطنة الإيجابية في تحقيق حياة كريمة ومستدامة لأفراد المجتمع، والمساهمة في جهود التنمية الشاملة التي نشهدها في دولة الإمارات وإمارة أبوظبي، حيث إن قيادتنا الرشيدة تدرك أن كل فرد مواطن يمتلك القدرات والمهارات اللازمة للانخراط في سوق العمل على اختلاف أعمارهم ومؤهلاتهم، كما أن ما نقوم به في «الهيئة» بشكل يومي من خلال الدعم المالي الاجتماعي وبرامج التمكين التي نقدمها بالتعاون مع شركائنا، خاصة في مجالات رفع مستوى الثقافة المالية؛ يدعم مبادرات الرعاية والتنمية الاجتماعية التي تقدمها مختلف مؤسسات القطاع وفق استراتيجية دائرة تنمية المجتمع- أبوظبي.
تكامل في الدعم
وذكر عبدالله العامري أنه عند النظر إلى هذا التكامل بين الدعم المالي الاجتماعي وبرامج التمكين، نجد أن برامج التمكين لها بعد استراتيجي طموح، لا شك في أنه سيعزز الروابط الأسرية والتكاتف والتعاون بين أفراد العائلة الواحدة، بما ينعكس على القطاع الاجتماعي ككل في إمارة أبوظبي.
وأشار إلى أنه من أبرز مناهج وآليات العمل التي تعتمدها «الهيئة» في تقديم الدعم المالي الاجتماعي، ضمان المشاركة الإيجابية الملموسة من قبل أفراد الأسر المستفيدة مع برامج التمكين المتنوعة وفرص التوظيف التي توفرها «الهيئة» عبر شراكاتها الواسعة مع مختلف مؤسسات القطاعين العام والخاص.
دورات وبرامج
وأكد العامري حرص «الهيئة» على تصميم وتنظيم دورات وبرامج تدريبية وتوعوية مختلفة من شأنها تهيئة أفراد الأسر المستفيدة لدخول سوق العمل والتي تتوافق مع احتياجات السوق والاستراتيجيات الحكومية للتوظيف، مشيراً إلى أن «الهيئة» تركز على فرص التدريب والتطوير المهني، وفرص التعليم العام والمستمر.
ولفت إلى أن كل ذلك يتم عقب دراسة عوامل وإمكانات ومؤهلات المستفيدين، لتحديد احتياجاتهم العملية وتطوير مهاراتهم وقدراتهم التي تعزز فرصة حصولهم على العمل المناسب، ومن هذا المنطلق: تلتزم هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي بتوسيع شبكة شركائها الاستراتيجيين لتحقيق تكامل الجهود مع القطاعين الحكومي والخاص، مما له الأثر الإيجابي على الأسر المستفيدة وأفرادها القادرين على العمل.
وقال العامري: هنا لا بد الإشارة إلى أننا وبالتعاون مع شركائنا، استطعنا تحقيق نتائج كبيرة في هذا المجال، حيث مكنت «الهيئة» بالتعاون مع شركائها نحو 964 مستفيداً من الحصول على فرص عمل دائمة، وساعدت 438 فرداً من أفراد الأسر المستفيدة على استكمال برنامج التعليم العام والمستمر، كما وفرت فرصاً تدريبية متخصِصة لحوالي 760 مواطناً من أفراد الأسر المستفيدة.
تقديم الدعم الاجتماعي
ولفت عبدالله العامري إلى أنه منذ إنشاء «الهيئة»، تمكنا بفضل التوجيهات الحكيمة لحكومة إمارة أبوظبي وقيادتها الرشيدة، من تقديم الدعم الاجتماعي إلى نحو 8 آلاف و568 أسرة مستفيدة، وقال: نوفر في الوقت الحالي الدعم الاجتماعي لأكثر 4 آلاف و475 أسرة تضم 28 ألفاً و818 فرداً في مختلف مناطق الإمارة.
وأكد العامري أن هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي تسخر مواردها وخدماتها كافة لدعم القطاع الاجتماعي والتوجهات الاستراتيجية لدائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، نحو تحقيق الحياة الكريمة لأفراد المجتمع كافة، وتلعب دوراً أساسياً في دعم مجموعة محدد من الأولويات الاجتماعية التي تشمل مجال اختصاصها، بما فيها ضمان حياة كريمة لأسر إمارة أبوظبي، وذلك وفق أربعة أهداف استراتيجية رئيسة، تشمل تقديم الدعم المناسب لكل من يحتاج إليه، وتمكين المستفيدين، والوقاية والحماية للفئات المعرضة للخطر، وتنفيذ عمليات ذات كفاءة عالية وفاعلية.
كما تحرص «الهيئة» على تنفيذ الدراسات الاجتماعية والمالية المتخصصة التي من شأنها تقديم تصورات حالية ومستقبلية للواقع الاجتماعي للأسر الأكثر استحقاقاً للدعم في أبوظبي، وتمتلك قاعدة بيانات شاملة تعزز جهود القطاع الاجتماعي والمؤسسات الحكومية وبرامجها وسياساتها المستقبلية، وخلق أثر إيجابي مستدام ينعكس على مجتمع إمارة أبوظبي.
خدمات في دقائق معدودة
وأضاف مدير عام هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي: إن التطور التكنولوجي الذي نعيش ثورته اليوم، والتحول الإلكتروني في تقديم الخدمات، انتقلا بنا من المعاملات التقليدية إلى المعاملات الرقمية التي سهلت وصول الخدمات إلى أفراد المجتمع كافة، حيث أصبح بإمكان المتعاملين الحصول على الخدمات في دقائق معدودة. ولأن الاستثمار في التكنولوجيا وأدواتها عنصر مهم في تحقيق سعادة المتعاملين ورضاهم، فقد تبنينا في هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي نهج التحول الرقمي الذي اتخذته حكومة إمارة أبوظبي لتحقيق تجربة متعامل «بلا جهد»، وبادرنا بدراسة المشاريع والخدمات القائمة على التكنولوجيا التي من شأنها خدمة أسرنا وفق أعلى معايير الحوكمة والشفافية والدقة.
وتابع: منذ تأسيس «الهيئة» ونحن نسعى إلى تقليص المدة الزمنية لحصول الأسر ذات الدخل المحدود على مستوى إمارة أبوظبي، على الدعم الاجتماعي، ولكن نظراً لحجم المعلومات والبيانات التي تقترن بالعديد من الجهات والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص محلياً واتحادياً، والتي يحتاج المتعامل إلى استكمالها في طلبه، والتأكد من صحتها من قبل كوادر العمل لدينا، كانت فترة الحصول على خدمة الدعم الاجتماعي تمتد إلى شهور طويلة، الأمر الذي حتم علينا مواصلة العمل على إيجاد الحلول المبتكرة التي تسرع وتيرة تقديم الدعم الاجتماعي بما يوفر الحياة الكريمة للأسر ذات الدخل المحدود في إمارة أبوظبي بأسرع وقت ممكن، ويدعم رؤيتنا نحو الوصول إلى أسر مستقلة مالياً وفاعلة اجتماعياً.
وأضاف: نحن اليوم نتحدث عن حصول المتعاملين على خدمة الدعم الاجتماعي في أقل من 23 يوماً، وذلك بفضل منظومة الربط الإلكتروني، مع 56 مصدر معلومات في أكثر من 27 جهة محلية واتحادية، وذلك يُعد إنجازاً كبيراً ساهمت به هذه المنظومة التي تعتبر نقطة تبادل للمعلومات وتصب جميعها في طلب المتعامل والمستفيد، وذلك ساهم بلا شك في الوصول إلى الأسر الأكثر استحقاقاً للدعم في إمارة أبوظبي.
نظام التحديث التلقائي
قال العامري: لقد ساهم نظام التحديث التلقائي المؤتمت في تعزيز العمليات التشغيلية، وقرارات الدعم والتمكين، وجودة البيانات، في إطار تكامله رقمياً وإلكترونياً مع الخدمات كافة التي تقدمها هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، وذلك يواكب جهودنا في الارتقاء بآليات العمل والتحول الرقمي الشامل لبرامجنا وخدماتنا التي نقدمها للأسر في إمارة أبوظبي. كما أننا نسعى في هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي إلى تحقيق أكبر كفاءة ممكنة لمنظومة عملنا، وبشكل سريع ومؤتمت يضمن المهنية العالية وسرعة الاستجابة والاستباقية، للمتغيرات التي تؤثر في مبالغ الدعم المالي الاجتماعي، وهذا النظام المتمثل بمنظومة التحديث التلقائي، يقوم وبصورة آلية بمقارنة وضع الأسرة بناءً على آخر بيانات متوافرة في النظام الإلكتروني لـ«الهيئة»، ويعمل على تحليل وتسجيل الفروقات بين الوضع السابق والراهن للأسرة، واحتساب الاستحقاق الشهري الجديد لها، والموافقة الآلية التلقائية على دفعات الدعم المالي الاجتماعي دون تدخل العنصر البشري.
إدارة الزيارات المنزلية والمقابلات
لفت مدير عام هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، إلى أنه تم تطوير «نظام إدارة الزيارات المنزلية والمقابلات» بالتعاون مع «e&» المؤسسات لـ«إنترنت الأشياء» والذكاء الاصطناعي في شهر ديسمبر نهاية عام 2023، وذلك يأتي في إطار عملنا المستمر مع شركائنا لتعزيز منظومة خدماتنا وأنظمتنا التشغيلية القائمة على التكنولوجيا والتحول الرقمي بما يدعم كفاءة وقدرة الخدمات على صنع الأثر الإيجابي المنشور لدعم المتعاملين، والأسر ذات الدخل المحدود في إمارة أبوظبي والمستفيدة لدينا.
وأضاف العامري: بدأنا العمل بـ «نظام إدارة الزيارات المنزلية والمقابلات» في شهر سبتمبر 2023، حيث تم تصميمه وفق معايير دقيقة تستهدف أتمتة وتبسيط الإجراءات، مثل التعامل مع الطلبات وجدولة الزيارات وإعداد التقارير باستخدام تطبيقات مختلفة، وهو يشكل إضافة جديدة في مسيرة التحول الرقمي لآليات العمل لدينا في «الهيئة»، حيث ساهم في أتمتة وتبسيط الإجراءات، مثل التعامل مع الطلبات وجدولة الزيارات وإعداد التقارير.
شبكة أمان اجتماعي
يشار إلى أن «الهيئة» تسعى، باعتبارها الجهة المعنية في تقديم الدعم الاجتماعي للأسر ذات الدخل المحدود في إمارة أبوظبي، إلى توفير شبكة أمان اجتماعي للأسر على مستوى إمارة أبوظبي، بما يضمن لها حياة كريمة، وذلك من خلال توفير الدعم المالي الاجتماعي، وتحفيز مبدأ المشاركة الإيجابية، وتمكين وتدريب أفرادها لدخول سوق العمل للوصول إلى الاستقلال المالي المنشود.
إيجابية
تتخذ هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي شعار «مشاركة إيجابية لحياة كريمة» لتفعيل وتحفيز المشاركة الإيجابية لدى أفراد الأسر المستفيدة، بما يجسد رؤية القيادة الرشيدة تجاه المواطنة الإيجابية ودورها في دعم الاستقرار الاجتماعي والتنمية المستدامة لأفراد المجتمع كافة.
وعلى مدار الأعوام الخمسة منذ تأسيسها في عام 2019، تواصل «الهيئة» أداء دور أساسي في دعم الأولويات الاجتماعية التي حددها دائرة تنمية المجتمع، لتحقيق الحياة الكريمة لأفراد المجتمع كافة في إمارة أبوظبي. وكجزء من التزامها في مواكبة توجهات الحكومة الرقمية وتجربة متعامل «بلا جهد»، تعمل وتحرص «الهيئة» على توفير حلول وخدمات رقمية نوعية تواكب سياسة وأجندة حكومة أبوظبي الرقمية، وجهودها في الاستثمار بالخدمات الإلكترونية المبتكرة لتحقيق تجربة متعامل «بلا جهد»، وأيضاً تدعم أهدافها الاستراتيجية الرامية إلى توفير شبكة أمان اجتماعي تكاملية للأسر في إمارة أبوظبي، بالتعاون مع منظومة شركائها الاستراتيجيين، بما يهيئ لهم فرصة دخول سوق العمل.