هالة الخياط (أبوظبي) 
عبر مرضى فلسطينيون قادمون من قطاع غزة للعلاج في مستشفيات الدولة عن شكرهم وامتنانهم لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتوجيهاته باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.
وأكد المرضى لـ«الاتحاد» أنهم ممتنون لجهود دولة الإمارات في تسهيل انتقالهم من قطاع غزة، وصولاً إلى العريش، ومن ثم إلى مستشفيات الدولة وتوفير العلاج لهم، سيما بعد ما تقطعت السبل أمامهم وانقطاعهم عن العلاج لمدة تزيد على الشهرين، بالإضافة إلى معاناتهم من قلة الأدوية، وخروج المستشفى الوحيد الذي يقدم الرعاية الطبية لمرضى السرطان عن الخدمة نتيجة تعرضه للقصف خلال الحرب الدائرة في القطاع.
وأشاد المرضى بحفاوة الاستقبال الذي تلقوه منذ وصولهم إلى أرض دولة الإمارات من قبل فرق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والكوادر الطبية التي وفرت الرعاية الطبية والصحية والنفسية لهم.
وتأتي مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، باستضافة مرضى السرطان من قطاع غزة، تجسيداً لنهج الإمارات الإنساني الراسخ في الوقوف إلى جانب الأشقاء ومد يد العون لهم في مختلف الظروف، كما تأتي هذه المبادرة ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها الدولة على مختلف المستويات في إغاثة الشعب الفلسطيني، وتعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها القطاع.

والتقت «الاتحاد» حسام أبو حطب الذي خضع فور وصوله إلى الدولة لعملية استئصال ورم في الظهر يزن كيلو و600 جرام، ويخضع للمتابعة في مدينة برجيل الطبية.
وقال أبو حطب إنه بعد خضوعه للعملية الجراحية بدأ بالتماثل للشفاء، سيما أنه نتيجة للورم السرطاني في ظهره كان يعاني آلاماً شديدة وعدم القدرة على المشي، إلى جانب الإرهاق الجسدي والنفسي.
وأضاف أن الكادر الطبي في مدينة برجيل الطبية، من خلال عيادة الدم والأورام، تعاملوا بسرعة قصوى مع حالته الصحية، وأُجريت له الفحوص كافة، وتم إجراء عملية الاستئصال بعد وصوله بيومين، ما كان له الأثر الإيجابي في تحسن حالته الصحية.
وعن رحلة العلاج من قطاع غزة إلى الدولة، أوضح أبو حطب أنه تم استقبال المرضى في العريش من قبل فريق طبي إماراتي تولى الإشراف على الحالات القادمة من قطاع غزة، بدعم ورعاية من «الهلال الأحمر» الإماراتي ولدى وصولهم إلى الدولة، تمت استضافتهم في مدينة الإمارات الإنسانية، وتبعها تقييم الحالات من قبل الفرق الطبية التي تعاملت مع حالته كأولوية، وتم نقله مباشرة إلى مدينة برجيل الطبية لتلقي العلاج. 
وتوجه أبو حطب بالشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لجهوده الإنسانية، مؤكداً أن الإمارات تعتبر الدولة الوحيدة التي استقبلت العدد الأكبر من مرضى السرطان بعدما تقطعت بهم السبل في قطاع غزة وتدمير المستشفى الوحيد الذي يقدم العلاج لمرضى السرطان في القطاع.

من جانبه، أكد نظمي خميس الغليظ، 67 عاماً، يعاني سرطان البروستات، أن استضافة دولة الإمارات له إلى جانب العديد من مرضى السرطان من قطاع غزة تعتبر بمثابة «حبل النجاة»، بعد أن تقطعت بهم الأسباب وفقدوا القدرة على استمرار حصولهم على العلاج الإشعاعي والكيماوي للتخفيف من شدة المرض عليهم.
وقال إنه منذ بدء تلقيه العلاج الكيماوي والإشعاعي في مدينة برجيل الطبية بدأت حالته الصحية بالتحسن.
وتوجه بالشكر لدولة الإمارات على حفاوة الاستقبال لكافة المرضى الفلسطينيين من قطاع غزة، وعلى الجهود المستمرة من قبل الكادر الطبي الذي لم يتوانَ في تقديم سبل الرعاية والراحة كافة لهم.
وإلى جانب تقديم الرعاية الطبية لمرضى السرطان، تم التعامل مع الحالات المرضية للمرافقين، حيث التقت «الاتحاد» آمال محسن، 26 عاماً، وهي مرافقة لأحد الأطفال الذين قدموا إلى الدولة من قطاع غزة للعلاج، وهي «حامل» في شهرها الثامن، وخضعت لاحقاً لعملية قيصرية واستقبلت مولودها في دولة الإمارات.
وقالت محسن: «لقد لقينا عناية فائقة بمجرد وصولنا إلى الدولة، والاهتمام كان كبيراً تعجز الكلمات عن وصفه، كما أن الكادر الطبي يقدم عملاً وجهداً كبيرين لتقديم خدمات طبية على أعلى المستويات».

واستقبلت مدينة برجيل الطبية حتى الآن 25 حالة مرضية تنوعت بين مرضى السرطان، والأطفال، وتتم متابعة الحالات كافة في العيادات المتخصصة، وفقاً لمتطلبات كل حالة بعد تقييمها.
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور أمين أبيض، اختصاصي قسم الأمراض الباطنة في قسم الدم والأورام في مدينة برجيل الطبية، أنه تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تشرفت مدينة برجيل الطبية باستقبال عددٍ كبير من المرضى الفلسطينيين من قطاع غزة، ممن كانوا يعانون عدم توافر العلاجات الطبية اللازمة لهم خلال أشهر الحرب. 
وقال: «إنه بمجرد وصول المصابين، تم تقييم حالاتهم الصحية وتحويلهم إلى الأقسام المختصة التي باشرت العمل بتقديم العلاج المناسب لكل حالة»، موضحاً أنه بعد التقييم تبين أن الغالبية العظمى من المرضى مشخصون بأمراض الدم والأورام، وبعضهم كانت حالته مستعجلة، وتم إدخالهم للمستشفى لاتخاذ الإجراءات اللازمة، والعدد الأكبر تم استقبالهم في عيادة الدم والأورام، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتشخيص، واتخاذ القرارات المناسبة بشأن استكمال العلاج أو إعطائهم علاجاً آخر.
وأشار الدكتور أمين أبيض إلى أن مشكلة عدد كبير من المرضى أنهم كانوا منقطعين عن العلاج لمدة لا تقل عن 3 أشهر بسبب اندلاع الحرب في قطاع غزة، ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية، واتخاذ إجراءات من ناحية تغيير العلاج أو إعطاء علاج عاجل لمساعدتهم لتحسن حالتهم.

وبين أن هناك عدداً من المرضى ممن دخلوا إلى المستشفى، غادروها بعدما تحسنت حالتهم الصحية، فيما هناك بعض الحالات لا تزال مقيمة في المستشفى بعد اتخاذ إجراءات جراحية كاستئصال الأورام، حيث تحتاج حالتهم الصحية إلى متابعة، والبعض يحتاج للعلاجات الإشعاعية التلطيفية، وأخرى لغايات الشفاء.
وأكد الدكتور أمين أبيض حرص الطواقم الطبية والتمريضية والفنية على تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للحالات بأتم وجه لضمان سلامة وصحة المرضى وتعافيهم بشكل عاجل، متمنياً الشفاء والسلامة لجميع المصابين، ومرحباً بهم وبذويهم في دولة الإمارات، وكافة الطواقم الطبية في مدينة برجيل الطبية على أتم الاستعداد لاستقبال حالات جديدة خلال الأيام المقبلة.