إبراهيم سليم (أبوظبي)
ينفذ فريق من الباحثين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، تحت إشراف البروفيسور عبد المطلب الصِّديق، أستاذ الرؤية الحاسوبية بالجامعة، مشروعاً يعمل على تطوير تطبيقات تعتمد الذكاء الاصطناعي كوسيلة لمساعدة الأطباء ومسؤولي قطاع الصحة العامة في إندونيسيا على الحد من تأثير فيروس الملاريا على سكان البلاد البالغ عددهم 270 مليون نسمة، والذي يعد التغير المناخي لاعباً أساسياً في ذلك.
ولفت الصديق إلى أن هذا المشروع يحظى بدعم برنامج «صندوق بلوغ الميل الأخير»، الذي يدير محفظة مبادرات عالمية في قطاع الصحة، كما يشارك في المشروع من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كل من البروفيسور محمد يعقوب، الأستاذ المشارك في قسم الرؤية الحاسوبية، وحسني غديرا، مدير إدارة الخدمات البحثية.
ولفت البروفيسور الصديق إلى أن الفريق بدأ العمل على مشروع تطوير التطبيق في وقت سابق خلال هذا العام، وقاموا بتطوير نسخة تطبيق للأجهزة المحمولة التي يمكنها كشف الإصابة بالملاريا من الصور، وفضلاً عن هذا، فإن المشروع آخذ في التوسع خارج إندونيسيا، وفريق العمل يتعاون مع الأطباء في الهند لمعرفة الميزات أكثر قيمة للأطباء.
وأكد أنه يتطلع في غضون الأشهر القليلة المقبلة إلى توفير النسخة الكاملة الأولى من التطبيق لشركائه في إندونيسيا وإخضاع النظام للاختبارات الضرورية، قائلاً: «إن أهم الجوانب في عملنا هي تلك المتصلة باستخدام إمكانات الذكاء الاصطناعي لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، وتوظِيفها لخدمة الإنسانية والمجتمع».
وقال: «عندما يتعلق الأمر بالحد من تداعيات فيروس الملاريا وآثاره على السكان، فإن تدابير الوقاية والعلاج تشكل أكثر المقاربات فاعلية، حيث تُمكن المسؤولين - اعتماداً على التوقعات الاستباقية - من تنبيه السكان المعرضين للخطر، وتنفيذ تدابير إضافية لمكافحة البعوض، وتزويد العيادات بالمواد اللازمة لمكافحة أي تفشٍ للمرض، وسيكون المسؤولون في قطاع الصحة، بهذه التوقعات، قادرون على معرفة مكان تفشي المرض قبل حدوثه، ويمكنهم إنقاذ العديد من الأرواح».
وأضاف: من أجل توفير هذه التقنية وجعلها متاحة للاستخدام، يعمل الفريق على تطوير خوارزمية لتعلم الآلة تقوم بتحليل بيانات الحالة الجوية والوبائية والجغرافية وغيرها من البيانات الأخرى، اعتماداً على منظومة من أجهزة الاستشعار عن بُعد التي تقوم بتجميع المعلومات من جميع أنحاء البلاد - بما في ذلك القرى النائية - وتحلل بيانات المستشعرات بدمجها، لبناء صورة متكاملة ودقيقة للأماكن التي قد تنشأ فيها بؤر لتفشي الملاريا.
وأوضح بأن من أهم العوامل المرتبطة بتفشي الملاريا، هناك درجة الحرارة والرطوبة والأمطار، غير أن الأمر أكثر تعقيداً مما يبدو عليه؛ لأن العلاقة السببية بين هذه العناصر هي غير مباشرة، فالمزيد من سقوط الأمطار أو درجات الحرارة المرتفعة لا تؤدي دائماً إلى زيادة من حالات الإصابة بالملاريا. قد يؤدي، على سبيل المثال، هطول الأمطار الغزيرة التي تتسبب في تصريف مياه الأمطار بسرعة إلى انخفاض خطر الإصابة بالملاريا مقارنة بزخات مطرية تخلف مياه راكدة أكثر يمكن للبعوض أن يتكاثر فيها.
وتابع: «إن ما يَطرحه توقع احتمالات تفشي الملاريا من تحديات مُرتبطة بجمع البيانات وتحليلها، يجعل من هذا الموضوع موضوعاً بحثياً مثيراً للاهتمام».
تطبيق
أوضح البروفيسور الصديق أنه يقوم مع فريقه بتطوير تطبيق لتحليل الصور المجهرية، وتحديد نوع العدوى ومرحلة تطور الإصابة بفيروس الملاريا، ويعتمد هذا التطبيق على مبادئ الرؤية الحاسوبية لتحديد الخصائص في الصور التي تشير إلى الإصابة بالملاريا.