دينا جوني (دبي) 

تستمر الإمارات بتركيز جهودها على بناء الإنسان كونه الثروة الحقيقية القادرة على إحداث التغيير المطلوب والتطور السريع، لمواكبة جميع التغيرات في مختلف ميادين المعرفة والاقتصاد والمجتمع. 
وتعكس مواد الدستور والسياسات التعليمية المتلاحقة، وما تمّ إصداره من قوانين وتشريعات وقرارات تنظيمية  الإرادة الدائمة في تعزيز مسيرة التعليم، وجعله الورقة الرابحة في المنطقة والعالم. ولتحقيق ذلك، خضع قطاع التعليم لإعادة هيكلة شاملة وتحديثات وتغييرات في التعليم العام، بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة في التطوير وتحقيق القفزات النوعية. 
ومن أبرز الإنجازات التي تحققت في القطاع التعليمي، خلال عام 2023، إنجاز مجمعات زايد التعليمية البالغ عددها 11 بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وتعدّ تلك المجمّعات المتطورة التي افتتحها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، إنجازاً وطنياً عمل عليه فريق من مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، وديوان الرئاسة، ووزارة الطاقة والبنية التحتية، بالإضافة إلى 30 جهة محلية.
شُيّدت تلك الصروح التعليمية الريادية خلال فترة قياسية لم تتجاوز ثمانية أشهر من حيث التصميم والإنجاز والتشغيل، وأنجزت وفق أفضل المواصفات العالمية التي تراعي معايير الاستدامة، وما تشتمل عليه من مرافق متطورة وأنظمة تكنولوجية حديثة تواكب أفضل والمقاييس. وتبلغ الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمجمّعات 28 ألف طالب وطالبة في 920 فصلاً دراسياً.
وجرى تصميمها وتنفيذها بما يتناسب مع معايير الاستدامة لتضم مسطحات خضراء واسعة ومساحات مظللة وأنظمة موفرة للطاقة، فضلاً عن الشاشات التفاعلية وأنظمة التحكم والمراقبة الذكية، لتشغيل المجمعات بفاعلية عالية تضمن سلامة الطلبة.
وعملت المؤسسة على توفير الكوادر التربوية لإدارة المجمعات التعليمية من مديرين ومعلمين ومشرفين، وذلك لضمان الاستثمار الأمثل لها، وتحقيق الاستفادة المرجوة منها عبر توفير بيئة تعليمية عصرية جاذبة للطلبة. 
كما طبّقت وزارة التربية والتعليم للمرة الأولى نظام المواد الاختيارية في المرحلة الثانوية بما يساعد الطلبة على الاستعداد لمرحلة التعليم العالي، فاعتمدت الإطار العام لتطبيق المواد الاختيارية في مدارس الحلقة الثالثة الذي اشتمل على الموجهات العامة وخطط وسيناريوهات التطبيق، ومسؤوليات ومهام جميع أطراف العملية التعليمية.
ويوفر نظام المواد الاختيارية مجموعة من الخطط في كل من المسارين العام والمتقدم، وتنقسم إلى مجموعتين أساسيتين، إذ يتخرج طالب الحلقة الثالثة في المجموعة الأولى، وقد استكمل متطلبات مادتين علميتين من أصل ثلاث مواد علمية، فيما تركز مخرجات المجموعة الثانية على الخطة الدراسية الحالية من دون تطبيق المواد الاختيارية للمواد العلمية ليغطي الطالب المواد الدراسية المقررة عليه كافة، حسب الخطط السابقة. ويتطلّب نظام المواد الاختيارية برنامج إرشاد أكاديمياً ممنهجاً ومدروساً، للتأكد من اختيار الطالب نموذج التعليم الأنسب لتخصصه الجامعي.
كما وضعت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي تحديثات على الامتحانات المركزية في المدارس الحكومية المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم. 
ومن أبرز المستجدات إلغاء أسئلة الدرجات الإضافية «البونص» في امتحان الفصل الدراسي الأول، والتي طبقت خلال العامين الماضيين، وإلغاء الامتحانات التعويضية للطلبة الذين واجهوا مشاكل تقنية، وتوحيد سلم الدرجات بالحروف، كما شملت التعديلات الجديدة على سياسة التقييم للعام الأكاديمي 2023-2024، إلغاء امتحان الإعادة وبرنامج «تمكين»، وسيكون للطالب فرصة واحدة للإعادة نهاية العام.
وحددت وزارة التربية والتعليم ثمانية أهداف استراتيجية تسعى إلى تحقيقها هي ضمان تعليم متكافئ، بما في ذلك التعليم ما قبل المدرسة، وتحقيق كفاءة متميزة للهيئات القيادية والتعليمي، ضمان جودة وكفاءة وحوكمة الأداء التعليمي والمؤسسي، وضمان بيئات تعليمية آمنة وداعمة ومحفزة للتعلم، واستقطاب وتأهيل الطلبة للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي داخل الدولة وخارجها بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، وتعزيز قدرات البحث العلمي والابتكار وفق معايير تنافسية عالمي، وضمان تقديم كافة الخدمات الإدارية، وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية، ترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسسي.

هيئة اتحادية
تمّ إنشاء هيئة اتحادية لجودة التعليم تتبع لمجلس الوزراء، ووظيفتها الرئيسة مراقبة جودة التعليم بكل حيادية، وتطوير منظومة المؤهلات، وإجراء التقييمات المستمرة لواقع التعليم، ووضع معايير ومستهدفات واضحة لمخرجات التعليم.
وتستهدف الهيكلة الجديدة تطوير المنظومة التعليمية في دولة الإمارات، واستحداث عدد من الهيئات الحكومية الاتحادية لدعمها بما يواكب خطط الإمارات التنموية وتطلعاتها لمستقبل يكون فيه نظام التعليم أكثر تقدماً، والسعي لتعزيز جودة العملية التعليمية، وبأن يكون طلاب دولة الإمارات من بين الأفضل في العالم.