لمياء الهرمودي (دبي)
«مستقبل الأرض في خطر،
وليس لدينا كوكب آخر نعيش فيه..
فهل ستكون أداة للتغيير وتساعد في تسريع جهود صون وحماية العالم الوحيد الذي نملكه؟»
تلك هي رسالة جناح «تيرّا» في «كوب 28»، والذي يستوفي أعلى معايير العمارة المستدامة، حيث صممته شركة «غريمشو أركيتكتس»، ليكون مطابقاً لمعايير المباني الخضراء الحاصلة على شهادة «لييد» البلاتينية للريادة في تصميمات الطاقة والبيئة، ويستمد شكله الديناميكي من العمليات الطبيعية، مثل التمثيل الضوئي، إذ يستخلص الطاقة من أشعة الشمس، ويحصد الماء العذب من رطوبة الهواء، وتُنتج الطاقة ألواح كهروضوئية على أعلى المواصفات.
ويتميز المبنى المكون من 4912 لوحاً شمسياً يغطي مظلتها، البالغ عرضها 130 متراً، بأشجار الطاقة الـ 18 في الجناح، التي تساهم في إنتاج 4 غيغاواط في الساعة من الطاقة البديلة سنويا، أي ما يكفي من الكهرباء لشحن أكثر من 900,000 هاتف متحرك. المبنى مصمم بتقنيات ري مبتكرة، بما فيها نظام لتدوير المياه الرمادية، بهدف تقليص استهلاك المياه في المساحات الخضراء بنسبة 75 في المئة. ويهدف «تيرّا» – جناح الاستدامة إلى أن يكون مصدر إلهام يحفز الناس على الاهتمام بالبيئة، ويستعرض ابتكارات ستساعد في حماية كوكبنا.
يعتبر «تيرّا» البناء المعماري الجريء خطوة واقعية لمستقبل البشرية المستدام، وبالإضافة إلى كونه مثالا على المعارض التي تغمر الحواس، يُعد المبنى مساحة مبتكَرة في مجال المباني الصديقة للبيئة القادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، فمظلة الطاقة الشمسية للجناح تعمل على تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء تُستخدم في المعارض المُقامة أسفل المظلة.
و«تيرّا» أعجوبة معمارية وكمية الطاقة التي تنتجها التقنيات المبتكَرة في الجناح خلال عام واحد فقط تكفي لتمكين سيارة من نوع «نيسان ليف» من السير مسافة تساوي منتصف المسافة بين الأرض والمريخ، بينما يلتقط نظام آخر الرطوبة من الهواء الذي نتنفسه ويحوله إلى مياه صالحة للشرب.
وتقدم «تيرّا» مسارين مختلفين يأخذان الزوار إما في أعماق الغابة أو أعماق المحيط من أجل اكتشاف جمال الطبيعة فمن خلال الممرات يتم عرض معلومات قيمة عن أساليب الاستدامة في مجال الزراعة والحياة البحرية، والاستهلاك اليومي وأثاره على كل ما يحيط بالإنسان، من مصادر للطاقة والغذاء في البيئة.