طه حسيب (دبي)

أكد عبدالحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، أن فعاليات مؤتمر الدول الأطراف الموقعة على الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ «كوب28»، التي تستضيفها الإمارات، بمدينة إكسبو دبي تشهد تحولاً كبيراً في الاهتمامات لدى المنظومة الدولية في التعامل مع أزمة المناخ. 
وأوضح الواعر في حوار خاص مع «الاتحاد»، أن هناك تحولاً كبيراً في الاهتمامات المتعلقة بملف التغير المناخي.. كل المؤتمرات السابقة كان اهتمامها يتعلق بالتركيز بدرجة كبير على الانبعاثات الناجمة عن استهلاك الوقود الأحفوري، سواء الفحم أوالنفط والغاز، والتركيز على استبدال الطاقة الأحفورية بالطاقات البديلة النظيفة كبديل للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، أوما يُعرف بغازات الدفيئة، خاصة ثاني أكسيد الكربون، لكن منذ احتضان المنطقة العربية مؤتمرات المناخ، خاصة في «كوب27» في جمهورية مصر العربية بشرم الشيخ، وكوب28 في الإمارات العربية المتحدة بإكسبو دبي، وهناك اهتمام كبير بقضايا الغذاء والزراعة والمياه، ومن هنا يأتي إعلان رئاسة «كوب 28» بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي،، الذي حظي بتوقيع 134 دولة، حتى الآن، ومن المتوقع أن دولاً أخرى ستلحق بهذا الركب، ضمن خطوة تُعد الأولى من نوعها.
الخطوة تهدف إلى التحول الصديق مناخياً للنظم الغذائية والزراعية في العالم، هذه الدول التي وقعت طوعاً على هذا الإعلان ستلتزم باتخاذ كل ما هو مناسب لضمان أن عملية تحول النظم الغذائية والزراعية ستكون صديقة للبيئة، ومتناسبة مع متطلبات تغير المناخ وزيادة الرقعة الخضراء، وزيادة امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو. 

الزراعة المستدامة
خطوة كبيرة في مجال العمل المناخي تم إحرازها خلال «كوب 28»، تمثلت في إعلان «الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي» الصادر في اليوم الثاني من «كوب28»، قد وقعت عليه 134 دولة، عدد سكانها أكثر من 5.7 مليار شخص، ويعيش فيها 500 مليون مزارع، وتسهم في إنتاج 70% من الغذاء، ومسؤولة عن 76% من إجمالي انبعاثات النظم الغذائية العالمية، و25% من إجمالي الانبعاثات العالمية. المأمول أن يحقق الإعلان تطويراً في النظم الغذائية، بحيث يجعلها أكثر مرونة مناخياً، وفي الوقت نفسه يحد من الانبعاثات العالمية، ويدعم الجهود العالمية للتصدي للجوع، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

المناخ والأغذية ارتباط وثيق 
ولدى «الفاو» قناعة راسخة بارتباط أزمة المناخ بالأمن الغذائي، ويرى مدير عام المنظمة، شو دونيو: «إنّ أزمتي المناخ والأغذية متلازمتان. والاستثمار في النظم الزراعية والغذائية في المناطق الريفية يفضي إلى إنشاء حلول ملموسة لمعالجة آثار أزمة المناخ. وستوضح المنظمة في مؤتمر الأطراف بشكل منهجي كيف أنّ تحويل النظم الزراعية والغذائية يسرّع وتيرة العمل المناخي لما فيه صالح الأشخاص والازدهار وكوكب الأرض». وحسب «دونيو»، فإن قطاع الإنتاج الزراعي والغذائي بات يتصدّر خط مواجهة أزمة المناخ، الذي في قدرتنا على إنتاج الغذاء، فهو يغيّر توافر الغذاء وإمكانية الوصول إليه وتيسّر كلفته، وكذلك نوعية المياه والتربة والتنوع البيولوجي، ما يزيد من تواتر الظواهر الجوية المتطرفة وحدتها، ويحوّل أنماط الآفات والأمراض.

يوم خاص بالأغذية والزراعة
وخصصت رئاسة المؤتمر يوم 10 ديسمبر للأغذية والزراعة والمياه في مؤتمر الأطراف، حيث ستكون «الفاو» في طليعة الجهود الرامية إلى إبراز حلول النظم الزراعية والغذائية. من المقرر، حسب أجندة «كوب28» استضافة أول حوار وزاري على الإطلاق لعملية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بشأن النظم الغذائية القادرة على مقاومة شح المياه. وسيتم إجراء الحوار بالشراكة مع رئاسة «كوب28» ووزارة الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلية ووزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وسيجمع الحوار وزراء الزراعة والمياه والقطاع الخاص والمنظمات الدولية لعرض حلول مبتكرة في مجال السياسات والتمويل والتكنولوجيا والبحث والتطوير لمعالجة أزمات الغذاء والمياه والمناخ المترابطة، بالإضافة إلى إطلاق برنامج مدته عامان، ضمن شراكة في إطار تحالف النظم الغذائية القادرة على التكيف مع المناخ (CRFS) التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي ستدعم الأطراف والجهات الفاعلة غير الحكومية قبل انعقاد«كوب 30» لتحسين دمج إدارة أنظمة المياه والغذاء من أجل التكيف والتخفيف في خطط المناخ الوطنية.