نظمت وزارة التربية والتعليم، احتفالية يوم التعليم في مسرح الإرث في مركز التعليم الأخضر - إرث من أرض زايد في المنطقة الخضراء في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، بحضور معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف COP28، و معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة.

كما حضر الاحتفالية معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة، ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد ، ومعالي سارة عوض عيسى مسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر، إضافة إلى عدد من وزراء التعليم في مجموعة من الدول الشقيقة والصديقة، وكبار المسؤولين في الدولة في مجالات التعليم والاستدامة.

و قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، بهذه المناسبة : "تماشياً مع توجيهات القيادة بترسيخ قيم ومبادئ الاستدامة لدى الأجيال الناشئة باعتبارها جزءاً أساسياً من إرثنا الذي أرساه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، سررنا بزيارة مركز التعليم الأخضر "إرث من أرض زايد" الذي يقدم منصة فاعلة ومؤثرة غنية بالفعاليات التي من شأنها أن تعمق فهم وإدراك الشباب لأهمية العمل المناخي وضرورة تبني أساليب الحياة المرتكزة على الاستدامة، إضافةً إلى تفعيل التعليم المناخي والتأكيد على دوره المهم في مؤتمرات الأطراف ومساهماته المحورية في إيجاد الحلول المبتكرة لمعالجة القضايا المناخية العالمية".

وأشاد معاليه بجهود وزارة التربية والتعليم ومشاركتها الفاعلة في مؤتمر الأطراف COP28، منوهاً بأهمية ترسيخ مبادئ التنمية المستدامة المتوازنة لدى الأجيال الناشئة.

من جهته قال معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، في كلمته الافتتاحية خلال الاحتفالية، إن مركز "إرث من أرض زايد" يحمل في اسمه جوهر رسالته للعالم ليكون رسالة من أرض زايد لكافة الأمم والشعوب عنوانها أن العلم هو الطريق الوحيد للنجاح وبناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل وتجاوزها.

وأشار إلى أن قطاع التعليم في الدولة يشهد انتقالاً تحولياً من الاهتمام بالكم إلى التركيز على جودة مخرجات العملية التعليمية والاستثمار في المهارات المتقدمة وعلوم المستقبل بما يتماشى مع سعي الدولة لبناء اقتصاد معرفي وتنافسي على المستوى العالمي. وثمن معالي الدكتور الفلاسي في كلمته إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" التوجهات العامة للاتحاد لعام 2024، والتي حدد فيها سموه الطريق لتحقيق إنجازات أكبر وأكثر طموحاً، تسير بشعب الإمارات نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً. وأشار معاليه إلى أن التعليم هو مساهم أساسي في تحقيق مستهدفات الوطن في كافة المجالات بداية من ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية والتعريف بها محلياً وعالمياً، مروراً بتعزيز حضور الاستدامة في كافة جوانب حياتنا وجعلها أسلوباً للحياة، وليس انتهاء بتعزيز مكانة وتنافسية الدولة وحضورها الدولي.

وكشف معالي الدكتور الفلاسي عن أن وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع شركائها في اللجنة الوطنية للتعليم الأخضر نجحت في تحقيق عدد من الإنجازات النوعية في تعزيز حضور التعليم الأخضر ضمن النظام التعليمي في الدولة، حيث تم تسجيل 52% من المدارس و36% من مؤسسات التعليم العالي في الدولة ضمن البرامج الخضراء وهي في طريقها لأن تكون معتمدة بيئياً بشكل رسمي.

وأشار معاليه إلى أن الوزارة نجحت في توفير المناهج المناخية المشتركة لجميع المدارس في الدولة، ودعمت مشاركة أكثر من 240 ألف طالب من أكثر من 1000 مدرسة في دروس ومبادرات بيئية موسعة، كما واصلت الوزارة بناء القدرات المناخية للمعلمين والتربويين حيث تم تسجيل 1380 مسؤولاً تربوياً، وأكثر من 10 آلاف معلم في برامج تدريبية متخصصة بالتعليم المناخي، كما أتم أكثر من 1,000 معلم ومسؤول تربوي تدريبهم المناخي، وعمدت الوزارة إلى تطوير نماذج لتعزيز المشاركة المجتمعية تشمل الإمارات السبع وذلك في إطار الجهود لزيادة الوعي المناخي على المستوى المجتمعي.

وشدد معالي وزير التربية والتعليم على أن ما تم تحقيقه حتى الآن ما هو إلا نقطة البداية وهو تأسيس لمرحلة جديدة تحمل من خلالها وزارة التربية والتعليم إرث المركز في دعم التعليم المناخي وتضمين الاستدامة في النظم التعليمية إلى آفاق جديدة، حيث تعمل الوزارة مع شركائها المحليين والدوليين على تطوير برامج ومبادرات تشمل كافة جوانب شراكة التعليم الأخضر للتوسع في تضمين الاستدامة ضمن النظم التعليمية، وتعميم نموذج دولة الإمارات الرائد في هذا المجال على دول العالم.

من ناحيتها أعربت ستيفانيا جيانّيني، المديرة العامّة المساعدة لشؤون التعليم في منظمة اليونسكو، عن سعادتها بحضور احتفالية التعليم ضمن أول مركز خاص بالتعليم في تاريخ مؤتمرات الأطراف.

وأشارت إلى أن تأسيس مركز التعليم الأخضر يعكس العلاقة الترابطية بين التعليم والتغير المناخي حيث إن التعليم يساهم بشكل رئيسي في إيجاد الحلول للتصدي للتغيرات المناخية في عالمنا.

وشددت على ضرورة حشد الجهود على مستوى الدول والمنظمات لإجراء تحولات جوهرية ضمن النظم التعليمية لتحقيق هذا الهدف. ولفتت المدير العامة المساعدة لشؤون التعليم في اليونسكو إلى أن شراكة التعليم الأخضر قد نجحت حتى الآن في جمع 82 دولة وأكثر من 1100 منظمة حول العالم لتحقيق هدف مشترك هو دعم بناء المدارس الخضراء والمناهج الخضراء والمجتمعات الخضراء والقدرات الخضراء.