آمنة الكتبي (دبي)
قال المهندس علي الشحي، مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات: إن القمر الاصطناعي «813» تموله وكالة الإمارات للفضاء، ويطوره المهندسون العرب، ضمن المرافق المتطورة في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، موضحاً أنه يعمل ضمن المشروع 15 مهندساً من الإمارات، بالإضافة إلى 14 مهندساً من الدول العربية المشاركة في المشروع، جاء ذلك أمس خلال الإعلان الرسمي لإطلاق القمر 813 ضمن فعاليات «كوب 28»، بحضور سالم القبيسي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور غالب الحضرمي نائب رئيس جامعة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح الشحي أن تطوير القمر جاء بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ليكون بمثابة هدية من الإمارات إلى الدول العربية، مبيناً أن القمر الاصطناعي «813» سيتم إطلاقه بنهاية 2024.

وقال الشحي: تم وضع مجسم القمر 813 في جناح الفضاء ضمن فعاليات «كوب 28»، حيث يدعم في مهمته أهداف الاستدامة ومكافحة التغيرات المناخية، إذ يركز على تطبيقات الاستشعار من بُعد، إضافة إلى تحليل الظواهر البيئية الجوية والأرضية في الغلافين الجوي والأرضي، مؤكداً أن أهمية المشروع لمواجهة التغيرات المناخية، بأنه يسهم في بناء القدرات الوطنية في قطاع الفضاء وتطوير القدرات والإمكانات الخاصة بها، إذ يعد ذلك أولوية أساسية في هذا المشروع المهم.
وقال: إن القمر سيتم تجميعه في ضمن المرافق المتطورة في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، والذي يعد أول مركز بحث فضائي على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما سيتم مراقبته بعد عملية الإطلاق في المركز والذي يضم 3 محطات أرضية، ستوفر مختلف البيانات العلمية لمختلف الدول العربية المشاركة في المشروع.
وأوضح أن القمر متعدد الأطياف، سيعمل على مراقبة الأرض وقياس العناصر البيئية والمناخية في عدد من الدول العربية، ومن بينها الغطاء النباتي والتعرف إلى أنواع التربة والمعادن والمياه ومصادرها، إلى جانب قياس الغازات الدفيئة والتلوث والغبار في الهواء، مشيراً إلى أن كل هذه المستهدفات من شأنها دعم خطط الدول العربية التنموية والحضرية.
وذكر الشحي أن المشروع من الناحية العلمية سيساعد على تحقيق والحصول على رسم الخرائط البيئية، ورصد وأرشفة الظواهر والموارد الطبيعية، وديناميكيات الغطاء الأرضي، والتعرف إلى حالة المحاصيل وتوقع جودتها وكميات إنتاجها، إضافة إلى التعرف إلى نوع المياه الجوفية وانتشارها، ورصد تآكل الأرض وتلوث التربة بسبب تغيرات المناخ، والتعرف إلى حالة مواقع التعدين، وتعزيز الاستكشاف الجيولوجي والكشف عن المعادن والأتربة النادرة والمعادن الأساسية.
وأضاف: وجاء الإعلان عن القمر بمناسبة توقيع ميثاق تأسيس «المجموعة العربية للتعاون الفضائي» في مارس 2019، وبمبادرة من الإمارات، فيما تسعى هذه المبادرة إلى إطلاق منظومة تجمع المقدرات التقنية والمؤهلات والكوادر العلمية، لتعمل على مشاريع متقدمة تعزز مساعي المجتمع العلمي العالمي نحو استكشاف الفضاء الخارجي، بالإضافة إلى رعاية مبادرات وبرامج لتأهيل وتدريب الكوادر، القادرة على إعداد أجيال من الشباب العربي الذي سيدفع بالمشاريع المشتركة إلى تحقيق أهدافها.