مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد محمد عبد القادر الرمحي، الرئيس التنفيذي لإدارة الهيدروجين الأخضر في «مصدر»، أن مؤتمر الأطراف «كوب 28» برئاسة الإمارات، يُعد أحد أكثر مؤتمرات الأطراف نجاحاً بعد أن أثبت في أيامه الأولى أنه مؤتمر التمكين والعمل والالتزام، مشيراً إلى الدور الحيوي الذي تلعبه «مصدر» في هذا المؤتمر كونها لاعباً عالمياً رئيساً في تطوير مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة والهيدروجين الأخضر.
وأكد أن «مصدر» تسهم  بدور رائد في النهوض بقطاع الطاقة النظيفة العالمي، وتسريع التحول العادل في قطاع الطاقة، بما يسهم في مواجهة التحديات المناخية، لافتاً إلى أنه منذ تأسيسها في عام 2006، شكلت «مصدر» عامل تمكين رئيسي  يدعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في قيادة التحول العالمي نحو مستقبل أكثر استدامة.
وأوضح الرمحي، في حوار مع «الاتحاد»، على هامش فعاليات COP28، أن موضوع الطاقة المتجددة والنظيفة يشكل المحور الأساسي والفاعل ضمن أجندة مناقشات الأطراف كافة في «COP28»؛ بهدف وصول المجتمع الدولي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة كافة، مشيراً إلى مساهمة «مصدر» منذ انطلاقها قبل  17 عاماً في تسريع وتيرة تطوير مشاريع الطاقة المتجددة محلياً وإقليمياً وعالمياً من خلال محفظة استثمارية تمتلكها حالياً تزيد على 20 جيجاواط، من مشاريع قيد العمل والاستثمار والإنشاء والتطوير بقيمة استثمارية تزيد على 30 مليار دولار.

وكشف الرمحي عن استهداف «مصدر» ضمن استراتيجيتها للهيدروجين الأخضر إنتاج وتصدير مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول 2030، بما يعادل 5% من حجم الإنتاج العالمي المتوقع أن يبلغ، وفقاً لتقديرات الدراسات العالمية من البنوك الدولية والمراكز البحثية وجهات الطاقة، نحو 20 مليون طن سنوياً، مؤكداً أن الهيدروجين الأخضر سيلعب دوراً رئيساً وفعالاً في مسار التمكين من الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، باعتباره وقود المستقبل، وأن «مصدر» مؤهلة لأن تكون أحد كبار اللاعبين في هذا السوق، حيث بدأت مبكراً في استكشاف فرص إنتاج الهيدروجين منذ عام 2008.
وأضاف أن نصف الطاقة الإنتاجية المستهدفة لـ«مصدر» من الوقود الأخضر بحلول 2030 سيتم إنتاجها في أبوظبي وتصديرها للعالم، الأمر الذي من شأنه أن يكرس مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً في سوق الهيدروجين الأخضر.
وأكد أن قيادة دولة الإمارات تحرص على تمكين الجهود كافة الداعمة إلى تحقيق هذه الأهداف الطموحة، مما يعزز ثقتنا بأن تواصل «مصدر» توسيع انتشارها في قارات العالم كافة، وأن تكون لاعباً محورياً وأساسياً، ومن الخمسة الأوائل عالمياً في مجالات نقل الطاقة كافة، سواء كانت طاقة متجددة ونظيفة أو هيدروجين الأخضر.
وأشار إلى أن إنتاج واستهلاك الهيدروجين الأخضر يشكل هدف «مصدر» على المدى الطويل، وأن زيادة حجم إنتاج الهيدروجين على المدى القصير إلى المتوسط سوف يلعب دوراً مهماً في دعم تطوير البنية التحتية والتقنيات ذات الصلة ضمن كامل سلسلة القيمة.
وأوضح أن إنتاج الهيدروجين الأخضر سيشكل عاملاً مهماً لتعزيز نمو «مصدر» في قطاع الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن تحسين استخدام ونشر الطاقة النظيفة من خلال تعزيز حلول التخزين، يمثل أحد العوامل المهمة لتطوير سلسلة القيمة للهيدروجين، ولهذا تعهدت «مصدر» بالقيام باستثمارات كبيرة في قطاع بطاريات تخزين الطاقة.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن مصادر الطاقة لمتجددة والنظيفة ستبقى هي الركيزة الأساسية التي لا غنى عنها، في الوصول إلى الحياد الكربوني، إلا أن الهيدروجين الأخضر سيشكل الوقود المناسب للعديد من الصناعات الكبيرة التي تحتاج إلى كميات ضخمة من الوقود، مثل الحديد والصلب والإسمنت ومصافي التكرير والطيران والنقل البحري والشحن.
وأضاف أن «مصدر» تعمل على تسريع التحول الأخضر من خلال تقديم حلول الطاقة النظيفة التي تدعم مضاعفة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات، وذلك للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف عدم تجاوز حرارة الأرض الـ 1.5 درجة مئوية.
وأوضح أنه منذ تأسيسها في عام 2006، تسهم «مصدر» بدور رائد في النهوض بقطاع الطاقة النظيفة، كما تلعب دوراً بارزاً في دعم تحقيق رؤية الإمارات لترسيخ مكانتها دولة رائدة عالمياً في مجال الاستدامة والعمل المناخي.
وأكد التزام «مصدر» بدعم الوصول إلى منظومة طاقة منصفة وعادلة في المستقبل، بحيث تشمل الجميع، ولا تترك أحداً خلف الركب، وتضمن الوصول إلى طاقة نظيفة وبأسعار مناسبة، وتدعم التنمية، وتوفير فرص العمل. 
وقال إن الهيدروجين الأخضر يعتبر عنصراً حيوياً في دعم عملية التحول نحو الطاقة المستدامة في دولة الإمارات والجهود العالمية لإزالة الكربون، مشيراً إلى أن «مصدر» تعمل على تسريع وتيرة الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر؛ بهدف تطويره ودعم التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات والتحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
وأشار إلى اعتماد إدارة الهيدروجين الأخضر في «مصدر» نهج «المبادرة الذكية» من خلال التطوير والاستثمار في المشاريع الاستراتيجية، وبناء منصات قابلة للتطوير في الأسواق الرئيسة. وبناءً على ذلك، تستهدف «مصدر» إنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، إلى جانب 100 جيجاواط من الطاقة المتجددة.
وأوضح أن «مصدر» انطلقت في هذا المسار وفق رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، والتي مكنتنا من خلال إطلاق استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، مشيراً إلى أن الشركة تعمل الآن وفق توجه واضح، حيث نستهدف إنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، مما يدعم تعزيز عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر ضمن الدولة، مع تطلعات بالاستحواذ على 25 % من سوق الهيدروجين منخفض الكربون العالمي بحلول عام 2030، والإسهام في دفع عجلة تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر في جميع أنحاء العالم.

مشاريع الهيدروجين الأخضر
فيما يتعلق بمشاريع «مصدر» في مجال الهيدروجين، أشار إلى أن الشركة تعمل على تطوير مشروعات للهيدروجين الأخضر في مصر بقدرة إجمالية تبلغ 4 جيجاواط بحلول عام 2030، واتفقت على تطوير محطة متكاملة لطاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر في أذربيجان بقدرة 2 جيجاواط.
وعلى مستوى دولة الإمارات، تعمل «مصدر» و«إنجي» على تطوير منشأة للهيدروجين الأخضر بتكلفة تنافسية عالمياً لإنتاج الأمونيا لشركة «فرتيجلوب». وهذا المشروع هو الأول من بين العديد من المشاريع المتوقعة في إطار تحالف استراتيجي بقيمة 5 مليارات دولار أميركي بين «مصدر» و«إنجي»، ومؤخراً، وقعت «مصدر» اتفاقية مع شركة الطاقة اليابانية «إنبكس» لاستكشاف فرص إنتاج ميثان صناعي في أبوظبي.

قدرة إنتاجية 20 جيجاواط
تبلغ القدرة الإنتاجية الإجمالية لمشاريع «مصدر» سواء تلك قيد التشغيل أو قيد التطوير أكثر من 20 جيجاواط، وهو ما يكفي لتزويد 5.25 مليون منزل بالطاقة، ومن المتوقع أن تسهم مشاريع «مصدر» مجتمعة في إزالة أكثر من 30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً - أي ما يعادل إزالة 6.5 مليون سيارة من الطرقات، مشيراً إلى أن «مصدر» تتولى تنفيذ مشاريع رائدة تستخدم تقنيات طاقة نظيفة متطورة ومجدية تجارياً وقابلة للتطوير على نطاق واسع.

منظومة طاقة منصفة 
تستهدف «مصدر» إنتاج 100 جيجاواط من الطاقة المتجددة ومليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول عام 2030، لدعم التحول العادل للطاقة، ودعم التنويع الاقتصادي في دولة الإمارات وحول العالم، مشيراً إلى التزام «مصدر» بدعم المجتمعات النائية، وخلق الفرص الاقتصادية، وبالتالي تحقيق الأثر الاجتماعي.

محطة شيراتا
أشار محمد عبد القادر الرمحي، إلى تعاون «مصدر» مع شركة «بي إل إن نوسانتارا باور» في تطوير محطة «شيراتا» للطاقة الشمسية العائمة بقدرة إنتاجية تبلغ 145 ميجاواط والتي تُعد الأكبر من نوعها في جنوب شرق آسيا، كما أعلنت خلال هذا العام تطوير المرحلة الثانية من محطة «شيراتا» للطاقة الشمسية العائمة بقدرة إنتاجية تصل إلى 500 ميجاواط، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف قدرة المحطة الحالية.
وتسهم المحطة في تزويد 50 ألف منزل بالكهرباء وتفادي انبعاث 214 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، مشيراً إلى أن محطات الطاقة الشمسية العائمة تعتبر حلاً فعالاً؛ نظراً لقربها من سطح الماء مما يساعد على تبريدها، كما تعمل الألواح العائمة على الحد من التبخر، مما يساهم في المحافظة على المياه العذبة.

محطة الظفرة
أشار محمد عبد القادر الرمحي، إلى قيام شركة «مصدر» مع شركائها «طاقة» و«إي دي إف رينوبلز» و«جينكو باور»، بتطوير محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، وهو أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وتسهم المحطة البالغة قدرتها 2 جيجاواط في تزويد حوالي 200 ألف منزل بالكهرباء وتفادي إطلاق 2.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
وأكد أن المشروع يعكس المكانة العالمية الرائدة لدولة الإمارات في مجال الطاقة الشمسية، حيث بدأت رحلة الطاقة المتجددة في الدولة منذ عام 2009 مع تدشين أول مشاريعها بقدرة إنتاجية بلغت 10 ميجاواط، وصولاً إلى اليوم الذي نشهد فيه تدشين محطة الظفرة بقدرة 2 جيجاواط، أي أكثر بمقدار 200 ضعف في أقل من 15 عاماً.
وأوضح أنه تم تشييد المشروع في موقع يمتد على مساحة 20 كيلومتراً مربعاً، ويضم قرابة 4 ملايين لوح شمسي ثنائية الوجه، وهي تقنية مبتكرة تتيح إنتاج طاقة كهربائية بكفاءة أكبر عبر التقاط الإشعاع الشمسي بواسطة وجهي الألواح الشمسية الأمامي والخلفي.