شروق عوض (دبي)

في أروقة المنطقة الزرقاء بمؤتمر الأطراف «COP28»، لفتت أنظار الحضور امرأة ترتدي قبعة مزينة بأصناف عدة من النباتات والخضراوات، وباتوا في حيرة من الأسباب التي دفعتها إلى ارتداء مثل هذه القبعة، ومع تبادل الأحاديث معها وطرح الأسئلة عليها، تبيّن أنها ناشطة بيئية في مجال الأغذية النباتية، وتدعى فاني تشيل.
«الاتحاد» اقتربت من البرازيلية فاني التي أثارت تفاعلاً بين زوار المؤتمر، وسألتها عن السبب وراء ارتدائها مثل هذه القبعة، فأجابت: حرصت على المشاركة في المؤتمر، لرغبتي في إيصال رسالة متمثلة بدعوة شعوب الدول إلى اعتماد نسبة 100% من الخضراوات والنباتات في أنظمتهم الغذائية، والابتعاد كلياً عن الأغذية ذات المصادر الحيوانية.
وأوضحت فيني، أن الأغذية الحيوانية كاللحوم الحمراء تسهم بشكل كبير في الانبعاثات الكربونية، والتي بدورها تنعكس على رفع درجة حرارة كوكب الأرض وتغير المناخ، مؤكدة سعيها لترويج الأغذية النباتية فقط، مشيدة بالتجهيزات الإماراتية لـ «COP28»، كما تتوافق مع أهداف الدورات السابقة لقمم الأطراف بشأن تغير المناخ.
وعن هدفها من حضور مؤتمر الأطراف «COP28»، أكدت أنها تطمح لتوعية أبناء الشعوب بأهمية التركيز على الوجبات الغذائية النباتية 100%، لما لها من دور بارز في الحد من تداعيات تغير المناخ، لافتة إلى أملها بلعب دور حيوي في تشكيل مستقبل الغذاء وغد صديق للمناخ.
وبيّنت أن إعلان رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28»، تقديم ثلثي الوجبات الغذائية نباتية، خطوة حديثة، ولم تركز عليها الدورات السابقة من مؤتمرات الأطراف، حيث تتوافق مبادرة «تقديم أغذية نباتية» للزوار والمشاركين في المؤتمر، مع الهدف الرئيس للمؤتمر، وهو الإبقاء على درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.
وأشارت إلى أن تأثير تربية الماشية، باتت تحت الأضواء بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، حيث تظهر العديد من الدراسات كيفية مساهمة استبدال نصف الاستهلاك من اللحوم ومنتجات الألبان ببدائل نباتية، بمضاعفة الفوائد المناخية، إذ تقلل هذه البدائل من الانبعاثات واستخدام الأراضي وتلوث المياه بنسبة 75 %، مقارنة بالأنظمة الغذائية الغنية باللحوم.
النظم الغذائية
أكدت أن مسألة حرص رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28» بشكل قوي على العمل التحويلي بشأن النظم الغذائية ضمن جدول أعمال هذا المؤتمر العالمي، تسهم في نهاية المطاف بلجم مسببات أزمة تغير المناخ العالمية وتداعياتها السلبية على البشرية وكوكب الأرض.
وأوضحت، أن سعي الإمارات إلى حث جميع المشاركين في «COP28» على التوقيع على «إعلان دولة الإمارات بشأن الأنظمة الغذائية المرنة، والزراعة المستدامة والعمل المناخي»، يعد مؤشراً على إيلاء الدولة أهمية كبيرة لإيجاد حلول مستدامة لأمن الغذاء من خلال زيادة تحفيز العمل الجماعي لتحويل النظم الغذائية إلى نظم مستدامة.
وأكدت أن هناك علاقة بين استهلاك اللحوم والتغير المناخي، لأن تربية المواشي كالأبقار والأغنام تسهم في انبعاث الغازات الضارة والسامة على مستوى العالم، الأمر الذي يتعيّن على الجميع التفكير جدياً في تقليل ما يتناوله من المصادر الحيوانية، للمساهمة في التصدي للتغير المناخي، بالإضافة إلى الفوائد الصحية العائدة على البشر، مشيرة إلى أن إنتاج اللحوم يسهم في ارتفاع درجة الحرارة بصورة أكبر، وهو ما دفع النشطاء في مجالات الأغذية، بهدف مكافحة التغير المناخي، إلى الدعوة للحد من استهلاك اللحوم، والتركيز على تناول الأغذية النباتية 100%.