أحمد مراد (القاهرة)
مسيرة مشرفة من «الاتحاد» و«الاستدامة»، حافلة بالإنجازات والنجاحات جسدتها تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى أكثر من نصف قرن، بدأت فصولها منذ عهد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على نهجه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وتستمر المسيرة بطموحات غير مسبوقة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وسار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، منذ توليه مقاليد الحكم في 3 نوفمبر 2004 على نهج الشيخ زايد في تعزيز مسيرة الاستدامة في مختلف قطاعات الدولة، وبالأخص في القطاعين البيئي والاقتصادي، عبر تسريع وتيرة التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، محافظاً على الأسس والقواعد التي بُني عليها اتحاد الإمارات العربية المتحدة باعتبارها وطناً مستداماً يطبق مختلف أشكال الاستدامة في جميع إمارات الدولة.
وكثيراً ما أكد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على فكرة الاستدامة في كلماته أمام المحافل المحلية والدولية، ومن بينها كلمته في يوم البيئة الوطني الـ21 الذي تزامن مع 4 فبراير 2018، وخلالها جدد التزام الإمارات الوطني والأخلاقي بالمحافظة على مواردها الطبيعية وتنميتها، والعمل على تعزيزها وتطويرها، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وضمان بيئة نظيفة وآمنة، تسهم في توفير الرخاء والسعادة لأبناء الإمارات والأجيال القادمة، موضحاً أن مسيرة الدولة وتوجهاتها المستقبلية نحو ضمان الحفاظ على البيئة واستدامة مواردها الطبيعية تأتي امتداداً لإرث أجدادنا وآبائنا الذين تعاملوا مع هذه الموارد بحكمة بالغة.
وتُعد مدينة مصدر التي تم تدشينها في عهد الشيخ خليفة، وتحديداً خلال عام 2006، واحدة من أهم وأبرز المشاريع العمرانية المستدامة في الشرق الأوسط، حيث تستخدم التكنولوجيا والطاقة الشمسية للمساعدة في تقليل استهلاك الطاقة والمياه للحفاظ على البيئة، فضلاً عن طريقة إنشائها بواسطة الألمنيوم والفولاذ المعاد تدويره بنسبة 100%، وتضم المدينة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وهي المنظمة الحكومية الدولية التي تدعم البلدان في انتقالها إلى مستقبل مستدام للطاقة، إلى جانب معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا الذي يهدف إلى تعزيز الاستدامة في الدولة.
ومثَّل إطلاق شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، نقطة فارقة في مسيرة عمل دولة الإمارات من أجل البيئة والمناخ باعتبارها نموذجاً عالمياً لقطاع الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة والتطوير العمراني المستدام، وتسهم الشركة في النهوض بقطاع الطاقة النظيفة، وتلعب دوراً بارزاً في دعم تحقيق رؤية الإمارات لترسيخ مكانتها كدولة رائدة عالمياً في مجال الاستدامة والعمل المناخي، وتنشط الشركة حالياً في أكثر من 40 دولة، وقد استثمرت وتلتزم بالاستثمار في مشاريع حول العالم تتجاوز قيمتها الإجمالية 30 مليار دولار.
وشهدت إمارات الدولة في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، العديد من مشروعات الاستدامة، مثل حديقة محمد بن راشد للطاقة الشمسية في دبي، وهي أكبر حديقة شمسية في موقع واحد في العالم تعتمد على نموذج المنتج المستقل للطاقة، وهي واحدة من أكثر مشاريع الاستدامة طموحاً في الدولة، وتهدف إلى تطوير مشاريع بقيمة 50 مليار درهم من أجل زيادة الاستدامة، إضافة إلى تنفيذ مشروع طموح وهو مدينة دبي المستدامة.
وتعددت برامج ومشروعات الاستدامة في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، من بينها تأسيس شركة «استدامة» في أبوظبي خلال عام 2009 التي مثلت واحدة من أوّل شركات وبرامج الاستدامة في الشرق الأوسط، كما خرج إلى النور قانون المباني الخضراء أو السعفات في دبي، وهو ما يقود التطوير المستدام في الدولة.