يوسف العربي (أبوظبي)
تمضي الإمارات العربية المتحدة في ثلاثة مسارات متوازية لتعزيز الاستدامة وتحقيق الحياد الكربوني من خلال التعاون الاستراتيجي العالمي، وعبر تطبيق تشريعات ومبادرات داخلية ومراقبة تنفيذها، ومن خلال تمويل مشاريع الاستدامة في دول أخرى، بحسب شركة «إس إيه بي» العالمية.
وقال سيرجيو ماكوتا، النائب الأول للرئيس بمنطقة جنوب الشرق الأوسط وأفريقيا
في شركة “إس إيه بي” العالمية لـ «الاتحاد»، إن التزام الإمارات بالاستدامة مثير للإعجاب في حقيقة الأمر، وهو شامل في الوقت ذاته. 
وأوضح أن الدولة استثمرت أكثر من 183.5 مليار درهم في مشاريع الطاقة النظيفة في نحو 70 دولة، 40 منها من الدول النامية.
وأعلنت الإمارات العام الماضي الشراكة الأميركية - الإماراتية لتسريع مسار الطاقة النظيفة (PACE) التي تهدف إلى تحفيز جمع 100 مليار دولار للتمويل والاستثمار وغيرها من أشكال الدعم لتنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 جيجاواط.
ولفت إلى أنه إلى جانب ذلك، تستضيف دولة الإمارات المقر الرئيس للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، وكانت أعربت عن التزامها بأن تكون مزوداً مسؤولاً للطاقة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الدولة كانت أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تضع هدف الوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. 
ولفت إلى أن البيانات المأخوذة من الاستطلاع الأخير الذي أجرته «إس إيه بي» تُظهر بوضوح بأن تركيز دولة الإمارات على الاستدامة كان له أثر ملموس انعكس على الشركات في الدولة، إذ شهد الاستثمار في الاستراتيجيات البيئية زيادة ملحوظة خلال الأعوام الخمسة الماضية.
وقال: «إلى جانب ذلك، بدأت غالبية الشركات في الدولة بتتبع أثرها البيئي، مع قيامها في الوقت ذاته بالتخطيط لاستثمارات مستقبلية مماثلة في هذا السياق، ونتيجة لذلك فقد أفاد 98% من الشركات التي تحدثنا إليها بأن القياس وإعداد التقارير الخاصة بالجوانب البيئية أصبحا مصدراً مهماً للمعلومات في صنع القرار الاستراتيجي والتشغيلي وبنسبة كبيرة وصلت إلى 51% من الشركات».

استضافة مهمة 
وحول دلالات وأهمية استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) قال «تتمتع الإمارات بكل الإمكانات التي تؤهلها من دون شك لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28). 
وتشمل هذه الإمكانات البنى التحتية المتطورة، والموقع الجغرافي المتوسط، والقيادة الرشيدة للدولة التي تركز على الاستدامة، والسجل القياسي الذي حققته في استضافة فعاليات عالمية ضخمة وناجحة مثل (إكسبو 2020)».

وأضاف: «يوجد سبب آخر يجعل من دولة الإمارات مضيفاً أمثل لهذا الحدث العالمي، ويتمثل في تركيزها على تحقيق النتائج، والحلول الواقعية والعملية التي تتبناها من أجل تسريع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. بالإضافة إلى ذلك، تتميز الدولة بتفكيرها الطموح ونظرتها الاستشرافية، والأهم من ذلك بقدرتها على مواصلة العمل لتحويل الطموحات إلى واقع عملي، والأمثلة في هذا السياق كثيرة بدءاً من تشييد أكثر المدن تطوراً في العالم وصولاً إلى استكشاف الفضاء.
ولا شك بأن هذه العوامل مجتمعة تجعل من الدولة مكاناً مثالياً لاستضافة هذا الحدث العالمي المتميز، وهو ما نلمسه في الدعوة التي وجهها معالي الدكتور سلطان الجابر، الرئيس المُعيَّن لمؤتمر الأطراف (COP28)، إلى قادة المناخ في العالم وتنص على ضرورة العمل معاً لتحويل التعهدات إلى مشاريع والطموحات إلى أفعال.
وإلى جانب الجلسات الاستراتيجية التي سيجري تنظيمها، فإن انعقاد مؤتمر الأطراف (COP28) في دولة الإمارات يوفر الفرصة المناسبة للشركات العالمية مثل (إس إيه بي) لعرض الكيفية التي يمكن من خلالها للتكنولوجيا دعم المؤسسات وتمكينها من العمل بطريقة أكثر استدامة. إلى جانب ذلك، ستشارك (إس إيه بي) في منتديين مهمين سيجري تنظيمهما ضمن إطار فعاليات المؤتمر».
وأوضح: «ستتيح المنطقة التفاعلية التي تشغلها (إس إيه بي) في المنطقة الخضراء (SAP Green Zone) ضمن مؤتمر الأطراف (COP28) بالتعاون مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات للزوار فرصة الاطلاع على الكيفية التي تقوم (إس إيه بي) وشركاؤها من خلالها بتمكين المؤسسات من الابتكار عبر استخدام البيانات الدقيقة عن انبعاثات الكربون من أجل تحقيق هدف الانبعاثات الصفرية، والتحول إلى الاقتصاد الدائري، وتحسين الأداء من خلال الابتكارات السحابية المرنة.
وستشارك (إس إيه بي) أيضاً في منتدى الابتكار المستدام ومنطقة الابتكار (Sustainable Innovation Forum and Innovation Zone) الذي سينعقد في مركز مؤتمرات مدينة جميرا، وسيجمع قادة الاستدامة من الشركات والقطاع الحكومي والمالي والمجتمع المدني. ويهدف المنتدى إلى تنسيق الخطوات المطلوبة للانتقال إلى اقتصاد عالمي إيجابي من حيث الأثر البيئي، وصفري من حيث الانبعاثات، وعادل، ويضمن تكافؤ الفرص للجميع».

ثلاثة أركان
وفيما يتعلق بأهم مبادرات «إس إيه بي» في مجال الاستدامة، قال إن الشركة تقوم  بتأدية دور لافت في سياق الاستجابة العالمية لبعض أصعب تحديات الاستدامة، وبالنظر إلى حقيقة أن عملاء «إس إيه بي» يمثلون نحو 87% من حركة التجارة العالمية، فإننا نؤدي دوراً فريداً وحيوياً في المنظومة الاقتصادية العالمية، ما يمكّننا من أن نكون محركاً للتحول المستدام لقطاع الأعمال.
وأضاف: «تستند استراتيجية (إس إيه بي) للاستدامة على ثلاثة أركان أساسية هي: العمل المناخي، والاقتصاد الدائري، وعدم المساواة، وبناءً على هذا التوجه فقد وضعنا أهدافاً طموحة متعلقة بالانبعاثات الصفرية، والنفايات الصفرية، وعدم المساواة الصفرية. 
وتأتي الاستدامة على رأس الأولويات المؤسسية بالنسبة لشركة (إس إيه بي) سواءً من حيث الأهداف الطموحة التي حددناها لأنفسنا، أو مساعدة العملاء على التحول إلى مؤسسات ذكية ومستدامة».
وقال إن الشركة تؤمن بأن التغيير الحقيقي يبدأ بالبيانات الحقيقية، وإن ما يميز «إس إيه بي» بصفتها مزوداً رائداً للحلول هو حرصها الدائم على دمج الاستدامة في صلب جميع الوظائف المؤسسية وعلى امتداد كامل سلسلة القيمة. 
وبالإضافة إلى ذلك، تمكّن «إس إيه بي» المؤسسات من توثيق الجوانب المتعلقة بالمخرجات البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) وإعداد التقارير حولها واتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوصها، وذلك على نحو أفضل وبطريقة شاملة من خلال استخدام بيانات حقيقية وليس مجرد تقديرات. ويمكن للعملاء تبني هذا النهج الشامل للتوجيه وإعداد التقارير المتعلقة بجهودهم في هذا السياق من خلال الرؤى المعمقة التي توفرها «إس إيه بي» لهم حول عمليات الإنتاج والتوزيع عبر سلاسل التوريد، وقنوات التوزيع، والاستخدام الفعلي للمنتج النهائي.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن شبكات أعمال «إس إيه بي»، ومنصات التطوير، ومنظومة الشركاء التي لا مثيل لها تعمل معاً لضمان شفافية مخصصة وقابلة للتطوير بهدف إحداث أثر مستدام في قطاع الأعمال.

أثر إيجابي 
وقال «تتطلب درجة جدية التحديات التي يواجهها العالم اليوم نظرة شاملة على إدارة الاستدامة، ودمج البيانات والإجراءات، وتطويرها من خلال شبكات الأعمال وسلاسل التوريد، وبعبارة أخرى، لا يمكن للتغييرات أن تكون مجزأة بل يجب أن تشمل كامل المنظومة، وأن تكون تحولية في الوقت ذاته من أجل تحقيق أهداف (إس إيه بي) المتمثلة في الانبعاثات الصفرية، والنفايات الصفرية، وعدم المساواة الصفرية. 
وعوضاً عن معالجة التهديدات الآنية أو التركيز على تلبية متطلبات الامتثال أو تحقيق فوائد فورية، فإننا ندعو المؤسسات إلى التخطيط للمستقبل وتوظيف مواطن القوة التي تتمتع بها التكنولوجيا من أجل بناء سلاسل قيمة شاملة ومستدامة ومرنة.
وتكمن المساهمة الأكبر التي يمكن لشركة (إس إيه بي) تقديمها من أجل تحقيق مستقبل مستدام، في تزويد كل مؤسسة بالقدرة على دمج الممارسات جيدة التصميم والقابلة للتدقيق والخاصة بالمحاسبة المستدامة في كل جوانب عمل المؤسسات».