عبدالله أبوضيف (عدن، القاهرة)
أكد وزير البيئة اليمني الدكتور توفيق الشرجبي، أن برنامج بلاده في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين COP 28 يركز على الأولويات في فعاليات المؤتمر من مفاوضات ولقاءات وأنشطة جانبية واجتماعات ثنائية، خصوصاً وأن اليمن شهد العديد من التحديات البيئية خلال السنوات الأخيرة دفعته لتنفيذ مجموعة من المشروعات لمواجهة التحديات في ظل التغيرات المناخية المؤثرة على المنطقة، إذ تعتبر بلاده من الدول النامية الأكثر تضرراً.
وأوضح الشرجبي في حوار مع «الاتحاد»، أن اليمن يركز على الانخراط بشكل فعال ضمن مجموعة الدول الأقل نمواً التي تتشابه ظروفها الاقتصادية والسياسية إلى حد كبير لوضع أولوياتها على أجندة التفاوض، وأهم ما سيتم التركيز عليه التكيف وتحديداً الهدف العالمي للوصول إلى تحديد معايير وآليات ومحددات تسّهل عملية تقييم قدرة الدول النامية والضعيفة على التكيف بشكل يشمل التمويل والتكنولوجيا وغيرها.
وأضاف الوزير اليمني أن ما ستركز عليه بلاده أيضاً مطالبة الدول المتقدمة بتخفيض انبعاثاتها بشكل يتماشى مع هدف اتفاق باريس في الإبقاء على درجة الاحترار العالمي عند 1.5 درجة، إضافة إلى تمويل المساهمات المحددة وطنياً الخاصة بالدول الأقل نمواً، لتحقيق أهدافها الخاصة بالتنمية المنخفضة الانبعاثات، وتحقيق انتقال عادل يضمن إمكانية تحول عالمي لا تنعكس بشكل سلبي وعكسي على الدول الضعيفة. وأشار إلى أنه في ملف التمويل ينصب التركيز على المطالبة بمزيد من التسهيلات للدول الأقل نمواً، للوصول للتمويل وإعطاء الأولوية لها للحصول على منح بدلاً من القروض لتمويل استراتيجياتها وأولوياتها بما يخص التكيف والتخفيف.
وعلى مستوى الفعاليات الجانبية، قال إنه بالشراكة مع منظمات الأمم المتحدة سينظم اليمن عدداً من الفعاليات الجانبية حول الأمن المائي والغذائي وإمكانات التحول الأخضر في قطاع الطاقة والتمويل المناخي والتحديات والفرص، وسيتم عقد اجتماعات ثنائية لمناقشة المواضيع المهمة التي ستنعكس على مسار العمل المناخي في اليمن، أبرزها المشروعات التي يجري التحضير لها حالياً ومشروع تحلية مياه البحر لتمويله ضمن خانات التمويل المناخي للتكيف مع آثار التغيرات المناخية على قطاع المياه في المناطق الساحلية.
وذكر توفيق الشرجبي أن المشروعات البيئية الحالية تتركز في اليمن ما بين مشاريع يجري العمل عليها ومشاريع يتم التحضير لها، متعلقة ببناء القدرات واستيفاء متطلبات التمويل المناخي، وهناك تحديات كثيرة نواجهها على المستوى البيئي والمناخي ضاعفت الأوضاع الاقتصادية من حجم التحديات البيئية والمناخية، وتتلخص في تهديد الأمن الغذائي والمائي نتيجة تأثر قطاعي الزراعة والمياه بآثار تغير المناخ من ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، إضافة إلى تحديات أخرى تتعلق بالإدارة والحوكمة.
إلى جانب ذلك، بحسب وزير البيئة اليمني، تتمثل المشكلات في عواصف مدارية متطرفة تضرب السواحل اليمنية، وتحديداً السواحل الشرقية وانخفاض مستويات هطول الأمطار في المناطق الجنوبية مقابل فيضانات كبيرة تحدث في مناطق أخرى وتدهور التنوع الحيوي وتحديات بيئية أخرى تتعلق بالمخلفات والتلوث وغيرها.
وأشار وزير البيئة اليمني إلى أنه سيتم التقدم بمقترحات في COP28، تعكس التحديات والاحتياجات في اليمن في أنشطة المؤتمر كافة في المفاوضات والفعاليات الجانبية والاجتماعات الثنائية.
وذكر أن بلاده تشارك بوفد رفيع المستوى يترأسه الرئيس اليمني ويرافقه وزراء معنيون، حيث سيتم طرح العديد من التحديات التي تواجه البرنامج الإنمائي وآثار التغيرات المناخية، إضافة إلى دعم حقوق المجتمعات المتأثرة بالتغيرات المناخية، بشكل مباشر، من خلال كلمة رئيس الجمهورية.
وأضاف أن اليمن سيهدف أيضاً، من خلال مشاركات أعضاء الوفد الحكومي لعرض القضايا المرتبطة بالتقدم في مجال البيئة وعرض التحديات المناخية التي تواجه اليمن خلال السنوات الأخيرة والمعالجات المطلوبة لحل المشكلات العالقة، والتي تواجه خطة البلاد في سبيل التكيف المناخي، وسيعمل الوفد الحكومي على عقد اجتماعات ثنائية مع قادة دول العالم والمنظمات الدولية التي تربط اليمن بهم علاقات اقتصادية وتنموية للحصول على تمويل للأولويات الوطنية، إضافة إلى استكشاف فرص تعاون وتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والصناديق التمويلية.
وكشف الشرجبي عن عزم الوفد الحكومي اليمني عقد مجموعة من اللقاءات رفيعة المستوى مع قادة العالم لبحث التعاون مثمر وتنسيق المواقف مع رؤساء الوفود والأطراف، والانخراط في المفاوضات للموضوعات المطروحة في المؤتمر والتي تهم في سبيل تنمية اليمن.
واختتم الوزير اليمني تصريحاته لـ«الاتحاد» بأنه من أهم أهداف الوفد الحكومي، البحث عن فرص للحصول على تعويضات عادلة لإعادة تأهيل البيئة وتقوية الصمود والمرونة والتكيف مع التغيرات المناخية، وهو ما يحتاجه اليمن ليستمر خلال الفترة المقبلة، ويكون لديه القدرة على مواجهة التغيرات المناخية.