آمنة الكتبي (دبي)
أكد عدد من الخبراء أن الفضاء يعد منصة مثالية للمساهمة في مكافحة تحديات التغير المناخي، ويسهم في المساعدة على تنفيذ المشاريع المتعلقة بإنترنت الأشياء من خلال مراقبة انبعاثات الغازات من المصانع، وإعداد بيانات عامة تتعلق بالبيئة والزراعة والمناخ، وهو ما يمكن الدول من توظيف المعلومات بشكل أفضل وتطوير قدراتها في مجال تحليل البيانات الضخمة، والمساهمة في تحقيق أهداف الاستدامة والمحافظة على البيئة، وتقليل آثار التغير المناخي.

وأكد الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أن الأقمار الاصطناعية أداة لا تقدر بثمن في استراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث، من خلال توفير صور وبيانات عالية الدقة على سطح الأرض، مشيراً إلى أن الأقمار الاصطناعية تساعد في اكتشاف ورصد الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والزلازل والأعاصير.
وقال صدقي: «يمكن استخدام الأقمار الاصطناعية لاكتشاف ورصد التغيرات في الغطاء الأرضي، مثل إزالة الغابات، والتي يمكن أن تكون مقدمة للفيضانات والانهيارات الأرضية، كما يمكن استخدامها أيضاً لاكتشاف التغيرات في مستويات المياه، والتي يمكن أن تساعد في تحديد المناطق المعرضة لخطر الفيضانات، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الأقمار الاصطناعية لمراقبة تطور العواصف، ما يساعد على توفير أنظمة الإنذار المبكر لأولئك في المناطق المتضررة».
وأضاف: «كما يتم استخدام الأقمار الاصطناعية لاكتشاف التغيرات في الغلاف الجوي، مثل التغيرات في درجة حرارة الهواء والرطوبة، ويمكن استخدام هذه البيانات لتحديد المناطق المعرضة لخطر الجفاف أو الظواهر الجوية المتطرفة الأخرى، بالإضافة إلى توفير البيانات لاستراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث، ويمكن أيضاً استخدام الأقمار الاصطناعية لتقديم المساعدة إلى المناطق المتضررة، من خلال توفير صور في الوقت الفعلي للمنطقة المتضررة، يمكن أن تساعد الأقمار الاصطناعية في تحديد طرق التسليم الأكثر فعالية للمساعدة».
وأكد أن الفضاء يعد منصة مثالية للمساهمة في مكافحة تحديات التغير المناخي، ويسهم في المساعدة على تنفيذ المشاريع المتعلقة بإنترنت الأشياء من خلال مراقبة انبعاثات الغازات من المصانع، وإعداد بيانات عامة تتعلق بالبيئة والزراعة والمناخ، وهو ما يُمكِّن الدول من توظيف المعلومات بشكل أفضل، وتطوير قدراتها في مجال تحليل البيانات الضخمة.

متطلبات النهضة
من جانبه، قال الدكتور سعود بن حميد الشعيلي، رئيس برنامج الفضاء الوطني في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في سلطنة عُمان: «ظهرت الحاجة الماسة لاستخدام تقنيات وتطبيقات الفضاء لتلبية متطلبات النهضة المختلفة بما يحقق أهدافها التنموية، فمعظم متطلبات واحتياجات المواطن الأساسية من مختلف الخدمات تعتمد وبشكل جوهري ومتنام على تقنيات الفضاء وتطبيقاتها».
وذكر أن من هذه التقنيات، تقنيات الأقمار الاصطناعية الخاصة بالاتصالات ونقل البيانات للنفاذ لشبكة المعلومات، ومراقبة الأرض والأرصاد والملاحة الجوية وما يتعلق بها، كما أن أعمال الحياة اليومية أصبحت مرتبطة ومقترنة بالوصول بسرعة عالية لبيانات وصور متراكمة من مصادر مختلفة في أماكن متباعدة، وهنا يأتي دور تطبيقات الفضاء في ربط البيانات بالصور الفضائية ونقل هذه المعلومات من موقع إلى آخر عن طريق شبكات اتصالات تستخدم الأقمار الاصطناعية.
وأوضح أن منظومة الأقمار الاصطناعية التي تمتلكها مختلف الدول تعمل على المراقبة المستمرة للبيئة والتغير المناخي، مشيراً إلى أن دورها يتمثل في إرسال البيانات والصور للمحطات الأرضية للعمل على تحليلها ومعرفة النتائج، مبيناً أن الفضاء يسهم في الحد من التغيرات المناخية ويلعب دوراً كبيراً في مراقبة الأرض والظواهر الطبيعية وحجم الآثار السلبية، بالإضافة إلى دوره في التخطيط العمراني، لافتاً إلى دور الأقمار الصناعية لرصد الكوارث الطبيعية والأعاصير.
وأكد الشعيلي أن خدمات تحليل الصور الفضائية، يمكن الاستفادة منها للمعاينة البيئية وزيادة الكفاءة الزراعية والخرائط بأنواعها وإدارة البنى الأساسية وخدمات النفط والغاز والتعدين والطاقة المتجددة.

رصد ومتابعة
بدوره، أكد المهندس سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أهمية دور الأقمار الاصطناعية في رصد ومتابعة المؤشرات المختلفة للتغير المناخي، وتقديم إمكانيات هائلة في مجال مراقبة تقلبات الطقس وفهم تأثيرات التغير المناخي الكبير، حيث يعتبر استخدام البيانات والمعلومات التي يمكن الحصول عليها من الفضاء أداة قوية للتصدي للتحديات البيئية والمناخية التي يواجهها العالم، مشيراً إلى أن الفضاء يُعد منصة مثالية للمساهمة في مكافحة تحديات التغير المناخي.
وقال المري: «إن مركز محمد بن راشد للفضاء يلتزم ببناء مستقبل مستدام من خلال توظيف تكنولوجيا الفضاء لتعزيز التنمية المستدامة على الأرض، كما يسعى للحفاظ على استمرارية الأنشطة والبحوث الفضائية، مما يدلل على أن المبادرات الحالية والمستقبلية للمركز، ستسهم بشكل كبير في التصدي لتحديات الاستدامة العالمية من خلال تطوير حلول مبتكرة وتعاون دولي فعال».
وأوضح أن المركز يولي اهتماماً كبيراً لتعزيز دوره في دفع التقدم نحو حماية البيئة، وتعزيز التطور المستدام، وذلك من خلال مساهماته المهمة في المرصد الفضائي الدولي للمناخ، حيث يعمل على تعزيز الجهود العالمية لمراقبة تأثيرات تغير المناخ، كما يُقدم المركز بيانات مهمة من خلال القمر الاصطناعي (DMSat-1) الذي تم إطلاقه بالتعاون مع بلدية دبي في عام 2021.
وحول القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» قال المري: «إن القمر الاصطناعي سيتم إطلاقه في شهر يوليو من العام المقبل»، مبيناً أن القمر يتميز عن الأقمار الأخرى بكونه مصمّماً بمركز محمد بن راشد للفضاء، ويدار بشكل كامل من المركز، وشارك في عملية تصنيع أجزائه العديد من الجهات والشركات الوطنية، على عكس ما كنا نقوم به في الماضي، حيث كان تصميم الهياكل وتصنيعها يتم في أميركا أو كوريا الجنوبية أو بريطانيا ثم ترسل إلى الإمارات لنشرع في تركيبها على القمر الاصطناعي.