دبي (الاتحاد)

أطلق معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، أمس، مركز التعليم الأخضر في «كوب 28» تحت عنوان «إرث من أرض زايد» الذي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التعليم في معالجة قضايا المناخ وضرورة إدراج التعليم ضمن أجندة المناقشات الرسمية التي سيستضيفها مؤتمر الأطراف الذي سيعقد في مدينة إكسبو دبي.
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة في معهد «أس أي أي» في مدينة دبي المستدامة، بمشاركة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الرعاية وبناء القدرات في الوزارة، وممثلين عن «كوب 28» وقيادات ومتخصصين.
وقال معالي الفلاسي لـ«الاتحاد» إن إطار المناهج الخاص بالتغير المناخي والاستدامة الذي تمّ إعداده لا يفرض أي مادة دراسية أو وحدات تعليمية على أي من المناهج المطبّقة في الدولة، سواء في المدارس الخاصة أو مناهج وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن الإطار وما يتبعه من مصادر معلومات موثوقة وعلمية، يسمح لكل منهج بالمرونة اللازمة لتطبيقه كنشاط إضافي أو كجزء إثرائي من مادة تعليمية. ولفت معاليه إلى أنه بالإضافة إلى الإطار العام للمناهج الخضراء، فإن الوزارة بالتعاون مع الشركاء، تقدّم للمجتمع التعليمي خطة متكاملة وتدريباً للمعلمين للتمكّن من دمج مبادئ الاستدامة والمناخ مع المناهج، والاستمرار في تطبيقها بعد انتهاء مؤتمر «كوب 28». 
وأكد أن أهم محور يعمل عليه مركز «إرث زايد» هو استمرارية تركيز مؤتمر الأطراف خلال الدورات المقبلة على التعليم وجعله محوراً أساسياً بدءاً من الدورة الحالية.
بدورها، قالت الدكتورة الضحّاك لـ«الاتحاد» أن أحد أهم مستهدفات الخطة الوطنية للتعليم الأخضر هي تحويل 50% من مدارس الدولة لتكون خضراء. وبالفعل من خلال الورش التوعوية التي تم تنظيمها مع جميع الشركاء لمختلف المدارس الحكومية والخاصة، تمّ تسجيل 50% من مدارس الدولة ضمن مبادرات المدارس الخضراء «إيكو سكول» التي تتبع مؤسسة التعليم المناخي FEE، والمدارس المستدامة التابعة لهيئة البيئة في أبوظبي، بالإضافة إلى تسجيل عدد من مؤسسات التعليم العالي في الدولة ضمن الجامعات الخضراء. 
وأضافت: «إن المناهج الخضراء تعدّ من أهم المحاور التي تركز عليها الوزارة من خلال تطوير إطار يتضمّن مفاهيم التغير المناخي والاستدامة لجميع المناهج».
ولفتت إلى أن الإطار يركز على ثلاثة جوانب هي بناء المعرفة، وتطوير المهارات، وترسيخ المبادئ التي من شأنها ضمان استدامة تطبيق الإطار، مشيرة إلى أنه تمّ تعميم هذا الإطار خلال الفترة الماضية على جميع الجهات التعليمية. 
وفي كلمته، أوضح معالي أحمد الفلاسي أن إطلاق «مركز التعليم الأخضر تحت عنوان إرث من أرض زايد»، يمثل ثمرة التعاون البناء والتنسيق المتواصل الذي امتد لشهور مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وخطوة محورية ومهمة في مسيرة التأكيد على الدور الرئيسي لقطاع التعليم في معالجة أزمة المناخ. وقال: «تواصل دولة الإمارات السير على خطى الوالد المؤسس في تحقيق الإنجازات في مجال الحفاظ على البيئة وصون مواردها وضمان استمرارية التنمية المستدامة. وتمثل استضافة الدولة مؤتمر الأطراف COP28 دليلاً آخر على مكانة الدولة الرائدة مساعيها الحثيثة لإحداث أثر ملموس في ملف الحياد المناخي».
من جانبها، قالت الدكتورة آمنة الشامسي إن «مركز التعليم الأخضر – إرث من أرض زايد» الذي تستضيفه الوزارة ضمن الجناح التعليمي خلال فعاليات مؤتمر الأطراف COP28 على مدار 13 يوماً، سيتضمن عقد أكثر من 250 ورشة عمل، و127 جلسة حوارية عالمية، و151 جلسة نقاشية على المستوى الوطني. كما سيستضيف المركز ممثلين عن 38 دولة، ليقدم منصة عالمية تجمع القادة والخبراء والمتخصصين، حيث تلقى المركز دعماً من 99 منظمة غير حكومية، و36 جهة محلية.
وستركز منطقة القدرات الخضراء على التعريف بالطرق والوسائل التي تبرز كل من دور التعليم في تبني نهج شامل ومتكامل لتعزيز قدرات التكيف مع التغير المناخي، ودور المعلمين كعامل تغيير إيجابي للحد من هذه التداعيات. وستركز منطقة المناهج الخضراء على مواضيع دمج تغير المناخ والوعي البيئي والتنمية المستدامة ضمن المناهج الدراسية، وكيفية إشراك الطلاب في تجارب حول الاستدامة.
أما منطقة المجتمعات الخضراء، فستشكل منصة للتعرف على مبادرات مجتمعية، تهدف إلى تعزيز الممارسات المستدامة في التعليم.