خولة علي (دبي)
أثبت المتطوعون مسؤوليتهم تجاه البيئة بجهودهم المستمرة في الحفاظ عليها، من خلال تفاعلهم الإيجابي حول كل ما يؤدي إلى تحقيق بيئة صحية مستدامة، ورفع مستوى الوعي البيئي بين شرائح المجتمع لمواجهة تداعيات التغير المناخي، فالعلاقة وثيقة بين العمل التطوعي وحماية البيئة، وهذا يعتبر واجباً وطنياً لصون الموارد الطبيعية من خلال نشر ثقافة التطوع البيئي في المجتمع، وتعزيزها بين الأجيال.
رابط قوي
آمنة موسى الجداع، متطوعة مهتمة بنشر ثقافة العمل التطوعي وتعزيزه سلوكاً بين أفراد المجتمع، تقول: إن للتطوع أهمية كبيرة في كثير من المجالات، فالعمل التطوعي أصبح محركاً لكثير من الشباب المتحمس للانخراط في المجال البيئي، فهناك رابط قوي بين حماية البيئة والعمل التطوعي، من منطلق أن حماية البيئة واجب وطني، واهتمامنا ببيئتنا ينعكس على كل زائر وسائح يقصد دولتنا، لافتة إلى أن البيئة هي تراث إنساني مشترك يستحق كل الاهتمام، لذا يجب أن تحتل البيئة مكانة في سُلم الأولويات على الصعيد الوطني، مؤكدة أن هناك مؤسسات تبذل جهوداً كبيرة في تعزيز الحفاظ على البيئة، بتنفيذ دورات وأنشطة تحث على المساهمة في حمايتها، وشاركت الجداع في حملة تنظيف شاطئ دبا لما لها من أثر ومسؤولية مجتمعية، سواء بين فئة الكبار أو الصغار، والذين أسهموا في الحفاظ على نظافة الشاطئ من النفايات.
حماية واستدامة
عاصم محسن شايع، موظف في القيادة العامة لشرطة دبي، حاصل على الماجستير في إدارة الأزمات ومهتم بالعمل التطوعي، أكد أن الجهود التطوعية في مجال البيئة تعد إحدى الدعائم المهمة لتعزيز المسؤولية المجتمعية، وضمان مستقبل صحي وآمن للأجيال الحالية والقادمة، موضحاً أن التجربة الإماراتية في العمل التطوعي من أجل البيئة، تزخر بالعديد من الإنجازات والنجاحات التي حققها المتطوعون، في إطار جهود الدولة في توفير فرص تطوعية ميدانية، للمساهمة في حماية واستدامة البيئة المحلية، والحفاظ على المظهر الجمالي والحضاري للدولة، إضافة إلى تعزيز الوعي بين شرائح المجتمع والشعور بالمسؤولية تجاه الاستدامة والحفاظ عليها.
شارك عاصم شايع، الحاصل على الماجستير في إدارة الأزمات والمهتم بالعمل التطوعي، في العديد من الحملات والمبادرات التي تستهدف حماية البيئة، منها مبادرة «سواحل نظيفة» التي تستهدف جمع المخلفات بجزر العالم بإمارة دبي، وحملة «أجمل شتاء في العالم»، التي تستهدف عيش تجربة سياحية مثيرة واكتشاف المناطق الجميلة بدولة الإمارات، إضافة إلى فعاليات «أسبوع التشجير» التي تستهدف زراعة الأشجار بالمناطق المختلفة، ومبادرة «الإمارات نظيفة»، التي تهتم بتنظيف الأماكن السكنية والصحراوية والبيئة البحرية، وغيرها.
بيئة صحية
ويوضح محمد إبراهيم البلوشي أنه بدأ رحلته مع التطوع البيئي منذ الصغر عندما كان يرى والده يساعد الجيران في مجال الزراعة، والحرص على التكافل الاجتماعي من خلال توزيع المحصول على الجيران من منتوجات النخيل، فمشاركته لوالده في هذه المهمة التطوعية أكسبته مهارات عدة ساهمت في الحفاظ على بيئة مستدامة، كما شارك في الكثير من الأنشطة البيئية كتنظيف الشواطئ وورش إعادة التدوير، وغيرها من الأنشطة التطوعية الحكومية التي تعنى باستدامة البيئة.
وأضاف «أنّ البيئة الصحية لا تعني حياة صحية لجميع الكائنات الحية فقط، بل هي ضرورة لبقاء جميع الكائنات الحية على قيد الحياة، ويُقصد بالبيئة الصحية، البيئة التي تمتاز بهواء نظيف، ومصادر غذائية آمنة، وماء نقي صالح للشرب».
مسؤولية مجتمعية
وترى منال آل علي، قائدة فريق تطوعي وعضوة في الهلال الأحمر، أن حب التطوع وممارسته في مختلف مجالاته وأنشطته، يحقق للشخص السعادة والرضا لما له من أثر إيجابي في النفس، فالتطوع البيئي له أهميته وقيمته باعتبار البيئة جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمع، وخلال مواجهتنا لظاهرة التغير المناخي وتداعياتها الخطيرة، لابد من إعادة برمجة نمط حياتنا وفق أساليب تتوافق مع حاجة البيئة ومتطلباتها.
وتضيف آل علي أن حماية كوكبنا مسؤولية الجميع، وهي تحرص على المشاركة في حماية النظام البيئي عن طريق التطوع في الفعاليات البيئية، ومنها مبادرات حماية الشواطئ وتقليل معدل النفايات بها، للحفاظ على بيئة نظيفة خالية من التلوث، مع ضرورة زيادة الوعي بقضايا الاستدامة البيئية وتشجيع المشاركة المجتمعية فيها.