هدى الطنيجي (أبوظبي)
«نظام صحي مستدام»، شعار يرفعه القطاع الصحي في أبوظبي، وفي إطاره اعتمدت جهات ومنشآت طبية في العاصمة، أجندة استدامة لترسيخ مكانة الإمارة وجهة رائدة للرعاية الصحية عالمياً.
ويأتي ذلك للحد من انبعاثات الكربون بنسبة 20% في العام 2030 والوصول إلى صفر بحلول عام 2050 في قطاع الرعاية الصحية، من باب التزامها بأهداف الاستدامة والاستخدام الأمثل للمصادر وتبني منهجية الأبنية الخضراء والتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة لتقليص غازات الاحتباس الحراري، ورؤية الإمارات لمستقبل مستدام.

السجلات الإلكترونية 
قال جون سونيل، الرئيس التنفيذي لبرجيل القابضة: «تعمل برجيل القابضة باعتبارها أحد أكبر الشركات الرائدة المزودة لخدمات الرعاية الصحية في الدولة ودول الخليج، على تحقيق الريادة الإقليمية في المجالات البيئية والاجتماعية والحوكمة، لأنها بمثابة أساس للنمو المستدام والنتائج الممتازة للمرضى وقيمة المساهمين والشراكات، نحن ملتزمون بتطوير وتنفيذ استراتيجيتنا طويلة الأجل للإدارة البيئية والاجتماعية والحوكمة جنباً إلى جنب مع تصنيفات الإدارة البيئية والحوكمة».

وأوضح، أنه تماشياً مع رؤية الاستدامة لدولة الإمارات، فإنه يتم تطبيق أحدث التقنيات الموفرة للطاقة في جميع مرافق مستشفيات برجيل، ما يساهم في تقليل استهلاك الطاقة وتحسين استخدامها، كما يتم الالتزام بتقليل توليد النفايات، وتعزيز إعادة التدوير وطرق التخلص المناسبة، مشيراً إلى أن برجيل لديها برامج مخصصة للمواقع تتعلق بالحد من غازات الاحتباس الحراري وإدارة النفايات، فيما تحتوي منشآت برجيل على أنظمة متقدمة تدعم الاستدامة والطاقة النظيفة.
وأضاف: في مجال إدارة النفايات تضمن التعامل مع النفايات والتخلص منها بشكل مسؤول عبر اعتماد تقنيات الصحة الرقمية مثل منصة السجلات الطبية الإلكترونية والتطبيب عن بُعد، التي تعمل بدورها على تعزيز تقديم الرعاية الصحية وتقليل بصمتنا البيئية.

تحدي تغير المناخ
وقال جون سونيل: «نحن ملتزمون بأن نكون شركة وطنية مسؤولة، وأن ندعم رؤية دولة الإمارات لمستقبلٍ مستدام، كما نشارك بنشاط مع المجتمع لتعزيز الوعي وتعزيز المبادرات الصديقة للبيئة، حيث تتوافق التزاماتنا بالاستدامة مع رؤية دولة الإمارات لمستقبل أفضل، بحيث يكون لنا كمقدمي رعاية صحية تأثير إيجابي في هذا القطاع، وفي محاولةٍ منا لخلق الوعي وتزويد جيل الشباب بفرص للمساهمة في معالجة تغير المناخ، عقدنا شراكة مع أكسفورد سافيد، إحدى كليات إدارة الأعمال الرائدة في أوروبا، لإطلاق تحدي برجيل القابضة أكسفورد سافيد لتغير المناخ، حيث تهدف هذه المبادرة، لطلاب المدارس الثانوية والمعلمين في جميع أنحاء العالم، إلى دفع حلول مبتكرة لغد مستدام، وسيحصل المتأهلون للتصفيات النهائية على فرصة لتقديم أفكارهم إلى جمهور متميز خلال مؤتمر الأطراف 28 كوب، بعد ذلك سيتم دعوة الفائزين لحضور برنامج مخصص لتغير المناخ الصيف المقبل في جامعة أكسفورد، يدرسه أكاديميون مشهورون عالمياً.

تقليل النفايات
قال د. ناصر عماش – الرئيس التنفيذي في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: نلتزم في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بفكر الاستدامة من خلال الممارسات التي تتبناها للحد من البصمة الكربونية، حيث تم مطلع هذا العام تشكيل لجنة «Go Green» المتخصصة في وضع وتنفيذ مبادرات الاستدامة في المستشفى، شعارها «رعاية صحية مستدامة لكوكب أكثر صحة». 
وذكر أنه من ضمن أنشطة مدينة الشيخ شخبوط الداخلية لدعم الاستدامة، تم الاحتفال بيوم البيئة في شهر سبتمبر، لرفع الوعي بين الموظفين والمرضى والزوار بأهمية الاستدامة، من خلال عرض العديد من المبادرات التي يقوم بها المستشفى في هذا الخصوص.

وأضاف: هدفنا الأساسي مواصلة تلبية الاحتياجات الحالية لمرضانا بما يضمن قدرة الأجيال القادمة من الأطباء والممرضين وغيرهم من مقدمي الرعاية الصحية على مواصلة تلبية احتياجات مرضاهم. ومن هذا المنطلق، عملنا مع شركائنا الاستراتيجيين لتعزيز التعليم والابتكار وتثقيف موظفينا وشركائنا لتبني ممارسات مستدامة. 
تشمل هذه المبادرات تقليل النفايات البلاستيكية والورقية وإعادة تدويرها، وحفظ مياه الأمطار لري النباتات، واعتماد مصدر للطاقة أكثر كفاءة، إلى جانب استخدام مواد استهلاكية تعزز الاستدامة.

التخدير الصديق للبيئة
في خطوة سباقة ومهمة، فيما يتعلق بسياسة المشتريات المستدامة، اعتمدت مدينة الشيخ شخبوط الطبية التخدير الصديق للبيئة في شهر يونيو من العام الجاري، من خلال الاستغناء عن مادة الديسفلوران المستخدم في العمليات الجراحية، وتعد هذه المبادرة دليلاً على تفاني مدينة الشيخ شخبوط الطبية في اتخاذ إجراءات تسهم في الحد من الآثار الضارة على البيئة لمواصلة خدمة المرضى والموظفين.
وتواصل مدينة الشيخ شخبوط الطبية جهودها في تثقيف وتدريب الموظفين على الالتزام في تسخير الحلول الصديقة للبيئة والحلول الرقمية على كل الصُعد المرتبطة بقيم المستشفى في تقديم رعاية صحية متميزة وموثوق بها وفق أعلى معايير الجودة وإدارة فعالة للتكلفة.

مجتمع صحي
قال البروفيسور عبدالرحمن أحمد عمر، المدير الطبي لبرجيل القابضة: «باعتبارنا أحد مقدمي خدمات الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ندرك بشكل متزايد أهمية تبني ممارسات مستدامة، حيث اكتسبت الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية اهتماماً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث تكافح الصناعة مع التحديات المزدوجة المتمثلة في توفير رعاية عالية الجودة للمرضى، بالعمل على تقليل آثارها البيئية والاجتماعية، وتماشياً مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة نتبنى ممارسات مبتكرة تؤدي إلى تحسين النتائج الصحية، مع الاستفادة من البيئة أيضاً، وذلك من خلال تبني هذه الممارسات المستدامة، وبينما لا يمكن لمرافق الرعاية الصحية تقليل تأثيرها البيئي فحسب، بل يمكنها تقليل تكاليف التشغيل، مما يضمن توفر الموارد لرعاية المرضى الأساسية والاستقرار المالي على المدى الطويل، من خلال تعزيز الرعاية الوقائية، نقوم بإنشاء مجتمع أكثر صحة».

وأشار إلى أن مؤسسات الرعاية الصحية، تدرك بشكل متزايد أهمية تبني ممارسات مستدامة للحد من انبعاثات الكربون، والحفاظ على الموارد، وتحسين الرفاهية العامة للمجتمعات التي تخدمها، كما تمتد الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية إلى ما هو أبعد من الاهتمامات البيئية، وتشمل التركيز على الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لتقديم الرعاية الصحية، وفي هذا السياق، تعمل مؤسسات الرعاية الصحية من أجل تحسين الوصول إلى الرعاية، ومعالجة التفاوتات الصحية، ودعم رفاهية القوى العاملة لديها، فيما تهدف مبادرات مثل التطبيب عن بُعد وبرامج التوعية المجتمعية إلى جعل الرعاية الصحية في متناول جميع السكان، بينما تعزز جهود التنوع والشمول داخل القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية الفرص والتمثيل العادل.
ولفت إلى أن ممارسات الرعاية الصحية المستدامة، تتضمن مناهج مبتكرة لتقديم الرعاية الصحية، مثل نماذج الرعاية القائمة على القيمة، والتي تعطي الأولوية لنتائج المرضى وفعالية التكلفة، وفي نهاية المطاف يعد دمج مبادئ الاستدامة في قطاع الرعاية الصحية أمراً ضرورياً لتحسين النتائج الصحية، وخفض التكاليف، وضمان بقاء الصناعة على المدى الطويل في عالم سريع التغير، لذلك فإن اتباع نهج شمولي ضروري لضمان رفاهية أفراد المجتمع.