لكبيرة التونسي (أبوظبي)
نجح برنامج «قادة التغيير»، التابع لجمعية الإمارات للطبيعة، في الحفاظ على البيئة  واستدامتها، وإحداث تأثير على نطاق واسع لصالح البشر والكوكب، من أجل وضع الطبيعة على قائمة الأولويات، إذ يحقق هذا البرنامج تنوعاً ثرياً في الثقافة والتجارب الحية والرؤى لتصحيح المسار، حيث يُمكِّن صانعي التغيير من جميع الأعمار لمواجهة المشكلات البيئية، والمشاركة في إيجاد حلول لها، وتنفيذ أنشطة فعالة بين أحضان الطبيعة، لإتاحة فرص عديدة لأعضائه للتدريب والتطوير والتعلم.

صانعو التغيير
قالت ليلى عبداللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة «إن الفرصة متاحة أمام المجتمع للمشاركة في الحفاظ على البيئة من خلال برنامج «قادة التغيير» غير المسبوق في دولة الإمارات، إذ يتجول صانعو التغيير معاً في جميع أنحاء الدولة لرسم خريطة للتنوع البيولوجي الغني بها، ويراقبون الحياة الفطرية، ويقومون ببناء المسارات البيئية وإصلاح الأفلاج، ويدعمون الاقتصاد الدائري، ويستفيدون من خبرات كبار المواطنين في مجتمعنا.

تعزيز الوعي
وأضافت: «بصفتنا جمعية بيئية خيرية، تهدف إلى زيادة مشاركة المجتمع ورفع مستوى وعيه بالقضايا البيئية المهمة، نتيح الفرصة للجمهور للمشاركة الفعالة في المشاريع العلمية ضمن برنامج «قادة التغيير» الذي تنفذه جمعية الإمارات للطبيعة منذ عام 2021، وهو برنامج سنوي لتوحيد المجتمع في دولة الإمارات بجميع أطيافه من هيئات حكومية وخاصة وكذلك الأفراد والطلاب، لتعظيم تأثيرهم الإيجابي وتحقيق تغيير حقيقي من خلال التدريبات وجلسات التفكير وتقديم فرص مميزة للعمل يداً بيد مع العلماء والمختصين في مجال الحفاظ على الطبيعة.

اكتشاف الحياة الفطرية
أشارت ليلى عبداللطيف، إلى أن برنامج «قادة التغيير» يسعى للحفاظ على الطبيعة وخلق فرص لاكتشاف الحياة الفطرية عن قُرب، من خلال الفعاليات المختلفة، منها تنظيف الشواطئ، إعادة ترميم الأفلاج، بناء المسارات البيئية، وغيرها، وذلك لتغيير المفهوم السائد الذي يضع مجال الحفاظ على الطبيعة والاستدامة في دائرة العلماء والجهات الحكومية فقط، ليصبح مسؤولية مجتمعية، ولفتت إلى أن البرنامج، منذ انطلاقه عام 2021، أسهم أعضاؤه وعددهم 4000 عضو بأكثر من 14،500 ساعة في حماية الطبيعة، ما بين حملات تنظيف وفرز نفايات ومراقبة الحياة الفطرية واستعادة الموائل الطبيعية وبناء المسارات البيئية وغيرها، كما سجل أكثر من 7000 نوع من الكائنات الحية، وأزال أكثر من 3500 كجم من النفايات بطريقة آمنة، وتم استعادة 5 موائل طبيعية متنوعة بين أفلاج وأراضٍ رطبة وجبالٍ وصحارٍ.

تنوع بيولوجي
مريم العبيدلي، تخصص فيزياء عامّة من جامعة الإمارات، وفنيّة مُختبر، وعضوة برنامج «قادة التغيير»، أكدت أن البرنامج وفر لها فرصة التدريب والتثقيف عبر العديد من الورش والمحاضرات وحلقات النقاش الخاصة بالبيئة، ومنها ورشة التنوع البيولوجي في دولة الإمارات، ودور أشجار القرم الكبير في مُحاربة تغيير المناخ، وترشيد الطاقة، والبقاء على قيد الحياة في البرية، والعديد من الورش الأخرى التي تعمل على تثقيف المتطوعين بالأخطار التي تهدد الطبيعية، وتزويدهم بالمهارات التي تعين على استغلال الموارد الطبيعية لتوفير الأمن الغذائي، كما شاركت رحلات ميدانية قامت خلالها بدراسة وتدوين فصائل الحيوانات في صحراء دبي، وتتبع نموها البيئي، وتقييم التحديات التي تواجه الطبيعة، والمساعدة في رسم خريطة للتنوع البيولوجي من خلال اكتشاف بعض الكائنات الليلية.

حماية المانغروف 
ومن الأنشطة الميدانية الأخرى التي قامت بها إلى جانب باقي الأعضاء، قالت العبيدلي إنها مارست رياضة التجديف بقوارب الكاياك لأجل حماية أشجار المانغروف والتعريف بها والدعوة لتجنب الأضرار التي قد تلحق بها، موضحة «جمعنا القمامة البلاستكية التي تعيق نمو الأشجار، وعملنا على فرزها وتدوينها، وأرسلنا هذه البيانات بشكل مباشر إلى هيئة البيئة - أبوظبي، مما يسهم في اطلاع الباحثين والمختصين على حيثيات وتفاصيل الممارسات التي تعود بالضرر على هذا المكون البيئي، ويساعد على اتخاذ إجراءات وإصدار توصيات مدعمة بالحقائق والأرقام لأصحاب القرار».

وأضافت العبيدلي: «هذه الأنشطة أسهمت في تنمية مهاراتي ووطّدت صلتي بالبيئة بشكل أعمق، فرغم الصعوبات التي نواجهها بشكل مستمر في حياتنا اليومية والتي تحد من التزامنا في حماية البيئة بالشكل المثالي، إلا أن علينا أن نضع البيئة دائماً نصب أعيننا لعدم إلحاق الضرر بها، كما أدركت أن كل فرد مسؤول تجاه بيئته وعليه أن يكون مسؤولاً أمام الدولة والمجتمع».

حلول مبتكرة
من جهتها، قالت فاطمة المشجري، طالبة بالثانوية العامة: من أجل إثراء معرفتي، أشارك في كل رحلة ميدانية ينظمها برنامج «قادة التغيير»، لأكون قوة مؤثرة ومحركة للتغيير الإيجابي في المجتمع، وقد التحقت بالبرنامج هذه السنة، واستفدت من عده دورات، منها تتبع الحياة البرية، والأنشطة المتعلقة بالتغير المناخي والاحتباس الحراري، كما أشارك في ورشات العمل الخاصة بجلسات التفكير والعصف الذهني، والعمل مع أقراني لإيجاد حلول مبتكرة في مجال هندسة المناظر الطبيعية، ووضع خطط مستدامة للمباني والمساحات، آخذين في الاعتبار مبادئ التصميم الصديقة للبيئة، كما سعدت بالمشاركة في الحفاظ على الحياة الفطرية بالدولة، واكتسبت  مهارات جديدة في مجال تصنيف بعض أنواع الكائنات الحية. 
وأردفت قائلة «تدربت على التفكير الإيجابي، وبكل تأكيد، تغيرت نظرتي لموضوع البيئة والاستدامة بعد مشاركتي في هذا البرنامج، وأدركت أن جهود الحفاظ على الطبيعة ليست حكراً على الخبراء والعاملين في هذا المجال، بل جميعنا بإمكاننا المساعدة ومساندة جهودهم، فأي عمل مهما كان صغيراً سيكون له التأثير الإيجابي على الكوكب إذا ما اجتمعنا وتوحدنا معاً.

تجربة ملهمة
قالت فاطمة المشجري، عضوة ببرنامج «قادة التغيير»، إن شغفي واهتمامي بالعمل المناخي كان سبباً في تحولي من المشاركة في برنامج «قادة التغيير» إلى موظفة ضمن فريق جمعية الإمارات للطبيعة، فأصبحت قادرة على المساهمة بشكل أكبر في قضايا تغير المناخ ورد الجميل للوطن والمجتمع بطريقة مهنية أكثر، وأصبح بإمكاني إلهام المزيد من الشباب وتشجيعهم على المشاركة معنا في رحلتنا البيئية لحماية المجتمع.