كرمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي وهيئة الشارقة للتعليم الخاص 15 مدرسة حكومية وخاصة من إمارتي الفجيرة والشارقة شاركت في النسخة التجريبية من مشروع "مسار: حياة صحية ونشطة لطلاب المدارس" حيث تم استهداف الطلبة من الصف الأول وحتى الصف السادس وذلك في إطار الرؤية الحكومية لتعزيز الثقافة الصحية ودعم الطلبة للوصول إلى الوزن الصحي من خلال تبني نمط حياة صحي ونشط.
ويهدف مشروع "مسار" - أحد المشاريع التحولية ضمن اتفاقيات الأداء للجهات الحكومية الاتحادية لعام 2022 - إلى تعزيز جودة الحياة الصحية لدى طلبة المدارس وخلق بيئة مدرسية صحية. حيث يتضمن المشروع عدة برامج صحية تركز على البيئة المدرسية والخدمات الإرشادية والتوعية والتغذية الصحية والنشاط البدني لكل من الموظفين وطلبة المدارس.
وحقق المشروع العديد من الإنجازات في مرحلته التجريبية حيث استهدف المشروع ما يقارب 22 ألف طالب في 15 مدرسة من إمارتي الشارقة والفجيرة وتمت متابعة قياسات الطلبة الذين يعانون من زيادة الوزن في البرنامج التدخلي والذي ساهم في خفض أوزان 42.2% من الطلبة المشاركين.
وشملت فئات التكريم المدارس والكادر التدريسي والطلبة الفائزين لتحقيقهم أهداف المشروع من خلال تبنى أنماط الحياة الصحية ومنها خفض نسبة زيادة الوزن بين الطلبة والتفاعل والدعم المستمر لمشروع "مسار" ضمن البرنامج الوطني لمكافحة السمنة عند الأطفال.
وقال الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع إن أهمية مشروع "مسار" تكمن في تعزيز صحة الطلاب وتحسين جودة حياتهم وخلق بيئة مدرسية صحية من خلال تنفيذ برامج صحية متنوعة تحقق تأثيرات إيجابية على الصحة وتشجع على الممارسات الصحية الجيدة حيث يتم من خلال مشاركة الطلاب والكادر التدريسي والتمريضي في هذه البرامج تعزيز الوعي بأهمية تبنى أسلوب حياة صحي.
وأضاف أن "مسار" يعد مشروعاً تجريبياً ونجاحه يعد نموذجاً يحتذى به ويعتمد عليه في المدارس الأخرى على مستوى الدولة ويلهم هذا المشروع تطوير سياسات وبرامج صحية مستدامة تستهدف الطلاب في مجالات التغذية والنشاط البدني والوعي الصحي.
من ناحيته أكد محمد الهاشمي المدير التنفيذي لقطاع جودة الحياة الطلابية في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي حرص المؤسسة على تكريس بيئة مدرسية تستلهم أفضل الممارسات الصحية المحفزة لجميع الطلبة ويأتي مشروع مسار ليدعم كافة البرامج والمبادرات التي تنفذها المؤسسة بهدف زيادة الوعي الصحي لدى الطلبة وحثهم على اتباع نمط حياة صحي مستدام منوهاً بالنتائج الايجابية التي حققها الطلبة المشاركون في النسخة التجريبية من المشروع.
وثمن التعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع في تعزيز جودة حياة أجيال المستقبل مؤكداً حرص المؤسسة على التعاون مع كافة الجهات الحكومية بما يخدم الأهداف المشتركة التي تعود بالنفع على الطلبة في مسيرتهم التعليمية وبما يحقق المستهدفات المرتبطة بالمشاريع التحولية التي يتطلب إنجازها التعاون بين العديد من الجهات الحكومية.
بدوره أشاد علي الحوسني مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص بالتعاون المثمر والبناء مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع معرباً عن فخره بالتزام المدارس وحرصها تجاه تحقيق جودة الحياة الصحية لدى الطلبة بما ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة ويواكب السياسات والاستراتيجيات الصحية الوطنية داعياً الجميع إلى بذل الجهود والبناء على المكتسبات التي تتحقق يومياً في مجال تعزيز البيئة الصحية المدرسية والتي يعتبر مشروع "مسار" أحدها كمشروع محوري يستهدف بناء واقع صحي مستدام للطلبة.
وأضاف أن مشروع "مسار" يعكس الرؤية المشتركة لتحقيق مدارس صحية وآمنة تسهم في بناء أجيال واعية ومستقبل مشرق مشيراً إلى أن الصحة هي أساس التنمية والنمو المستدام مما يعزز من التوجهات والجهود الهادفة إلى جعل المدرسة مكاناً تتعزز فيه الصحة والتعليم بشكل متكامل وتتحقق فيه تكاملية الأدوار والعمل بنسق متوازِ مع سياسات الصحة الوطنية لضمان تحقيق أهداف هذا المشروع الطموح.
بدورها قالت نوف خميس العلي مديرة إدارة تعزيز الصحة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع :" يؤدي مشروع مسار دوراً مهماً في الارتقاء بجودة حياة الطلاب الصحية إلى جانب تعزيز المشاركة المجتمعية والتفاعل الاجتماعي الايجابي فحينما يتمتع الطلاب بصحة جيدة يصبحون أكثر قدرة على المشاركة في الأنشطة المدرسية والمجتمعية وهو ما يساعد على إيجاد جيل صحي ونشط يساهم في بناء مستقبل مزدهر لدولة الإمارات".
يشار إلى أن اعتماد "مشروع مسار: حياة صحية ونشطة لطلاب المدارس" يأتي ضمن محور المجتمع الذي يشكل أحد المرتكزات الأربعة التي تغطيها مسرعات المشاريع التحولية الكبرى التي أطلقتها حكومة دولة الامارات وهي "الاقتصاد" و"المنظومة الممكنة" و"المكانة العالمية" و"المجتمع" وذلك تجسيداً لتوجيهات القيادة الحكيمة في تطبيق منهجية جديدة لحكومة دولة الإمارات.
ويدعم هذا المشروع التحولي سعي حكومة دولة الإمارات لتسريع تحقيق مستهدفاتها في بناء نظام صحي حديث ومبتكر وتحقيق تعليم متطور على مدى مراحل الحياة وذلك ضمن رؤية "نحن الإمارات 2031" والتي تتطلب جهوداً نوعية ومضاعفة تسهم في تحقيق التطلعات الحكومية وتنعكس إيجاباً على المجتمع وقطاعات الدولة المختلفة. ويشكل المشروع داعماً رئيسياً للمساهمة في أن يكون المجتمع أكثر ازدهاراً خلال العشر سنوات المقبلة.