عبد الله أبو ضيف (القاهرة)
اعتبر السفير محمد نصر الدين، كبير مفاوضي مصر وإفريقيا للمناخ، أن عقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» في دولة الإمارات العربية المتحدة، اعتراف من المجتمع الدولي بقدرتها على إدارة المفاوضات الدولية المعقدة ذات الأبعاد السياسية والاقتصادية، لافتاً إلى أن حياة مليارات البشر وسُبل عيشهم مُهددة بسبب تداعيات تغير المناخ.وقال السفير نصر الدين، في حوار مع «الاتحاد»، إن استضافة الإمارات مؤتمر «كوب 28» لا تقتصر على الشق اللوجيستي، ولكن تعتمد على القدرات البشرية للتحضير وإدارة المفاوضات والدعم للتوافق حول المخرجات والقرارات في الشق التفاوضي، وحشد قيادات المجتمع الدولي من رؤساء دول وحكومات ومؤسسات دولية وقيادات القطاع الخاص للتوافق حول عناصر خطط تعهدات مواجهة تغير المناخ في القطاعات المختلفة، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار.
وفي أبوظبي، أصدر الاجتماع الخامس للجنة الانتقالية المعنية بموضوع الخسائر والأضرار، الذي عقد يومَي 3 و4 نوفمبر الجاري، توصياتٍ تشمل توفير الدعم اللازم للمجتمعات الأكثر حاجة إليه، وخاصة الدول التي تكبدت خسائر وأضراراً نتيجة تداعيات تغير المناخ، على أن تكون مسؤولية الأطراف خلال COP28 التوصل إلى اتفاق لتفعيل الصندوق.
ومن المقرر أن يكون نصر الدين أحد المشاركين في «كوب 28»، والذي يعلّق العالم عليها الآمال لتحقيق نتائج ملموسة ضمن رؤية عربية متكاملة لمواجهة تغير المناخ عالمياً.

وتحرص رئاسة COP28 على تعزيز التعاون البنّاء، وتضافر وتوحيد الجهود للوصول إلى أعلى الطموحات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الداعمة للمناخ من أجل رفاه البشرية في أنحاء العالم.
ونجحت اللجنة الانتقالية، المعنية بموضوع الخسائر والأضرار التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ حول تفعيل الصندوق وترتيبات تمويله، في معالجة التحديات خلال اجتماعها الخامس في أبوظبي، استعداداً لـ COP28، لضمان مساهمة الصندوق عند تفعيله في توفير التمويل اللازم للدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ ودعمها في التعافي من تداعياته.
والإعلان عن إنشاء صندوق معالجة الخسائر والأضرار من الإنجازات الرئيسة لمؤتمر COP27، الذي عقد في شرم الشيخ، وكانت رئاسة COP28 وافقت على استضافة الاجتماع الخامس للجنة في أبوظبي بعد انتهاء الجلسات السابقة، دون التوصل إلى توافق على توصيات واضحة.
وقاد نصر الدين، كبير مفاوضي الرئاسة المصرية والمفاوض الرئيس للتمويل في المجموعة الأفريقية للمفاوضين، خلال «كوب 27» الذي عقد في شرم الشيخ، فريقاً موسعاً للوصول إلى نتائج تاريخية من أهمها إنشاء صندوق الخسائر والأضرار. وأشار السفير نصر الدين، إلى أن نتائج قمة المناخ في مصر تنوعت ما بين مبادرات دولية وقرارات تتعلق بالتمويل والطاقة المتجددة وتمويل الخسائر والأضرار، فيما كانت هناك معوقات تتمثل في مدى تنفيذ المبادرات، خصوصاً مع التمويل الذي يمثل عقبة رئيسة أمام التنفيذ السريع الملموس للمبادرات.
وأضاف كبير مفاوضي أفريقيا للمناخ، أنه «بالنسبة للشق التفاوضي يتم تنفيذ كل ما تم التوافق حوله في شرم الشيخ ولم يتم تأجيل أي من الموافقات حيث تحقق بالفعل العديد من النتائج الصادرة عن توصيات ومخرجات مؤتمر قمة المناخ الماضي في شرم الشيخ، من أهمها تفعيل إنشاء ترتيبات تمويل الدول النامية في مواجهه الخسائر والأضرار».
واعتبر السفير محمد نصر الدين أن من أبرز النتائج التي تم تحقيقها بدء التعامل الجدي مع مطالب الدول النامية والتوافق الدولي حول إعادة هيكلة ومراجعة مؤسسات التمويل الدولية إلى جانب تنفيذ تعهدات الدول المتقدمة بزيادة مساهمتها في تمويل صندوق المناخ الأخضر وتفعيل برنامجي عمل خفض الانبعاثات والانتقال العادل إلى الطاقة النظيفة المتجددة.
وقال كبير مفاوضي مصر وأفريقيا للمناخ، إنه «عادة ما يكون هناك خلاف حول ماهية الهدف العالمي للتكيف، حيث تختلف رؤية الدول النامية والتي ترى ضرورة وضع هدف لقياس حجم التقدم في تنفيذ الإجراءات على الأرض لدعم قدرة الدول والمجتمعات على احتواء آثار تغير المناخ، في حين ترى بعض الدول المتقدمة أن الهدف هو حجم السياسات والخطط الوطنية، ما يتمخض عنه خلاف هل هو مجرد تخطيط للتحضير أم تنفيذ على الأرض».
وعن سبب ضعف التمويل للتكيف، أشار السفير نصرالدين، إلى أن تمويل التكيف لا يحقق عائداً مادياً للاستثمار، فهو بصورة أساسية استثمار لمنع آثار مستقبلية، من المتوقع أن يترتب عليها خسائر مادية وبشرية واقتصادية.
ومنذ اللحظة الأولى لإعلان الإمارات التقدم لاستضافة مؤتمر «كوب 28»، لقي الطلب تأييداً دولياً واسعاً، وسارع العديد من الدول بإعلان تأييدها ودعمها للخطوة الإماراتية، وأكدت الدول الأعضاء في مجموعة آسيا والمحيط الهادئ عن موقف مماثل أثناء قمة المناخ المنعقدة في مدينة غلاسكو الأسكتلندية «كوب 26».
وأكدت الإمارات  ضرورة عمل كافة الأطراف على التوصل إلى اتفاق لتفعيل الصندوق، والوفاء بالتعهدات اللازمة لتمويله خلال COP28، إذ إن حياة مليارات من البشر وسُبل عيشهم المُهددة بسبب تداعيات تغير المناخ تعتمد على تَبنّي هذه المقترحات في المؤتمر.
صندوق معالجة الخسائر 
تجدد رئاسة COP28 في مختلف المناسبات التأكيد على أهمية تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله.
وجرى تعميم توصيات «اللجنة الانتقالية المعنية بصندوق معالجة الخسائر والأضرار»، والتي تم إنشاؤها بعد ختام فعاليات COP27 لتقوم بتقديم توصيات تخضع للمراجعة قبل انطلاق COP28، تمهيداً لاعتمادها أثناء فعالياته التي في دبي، على الحكومات في أنحاء العالم، قبل انعقاد COP28، لضمان تفعيل الصندوق وترتيبات تمويله وتوفير التمويل اللازم له بعد المؤتمر.