أحمد عاطف (أبوظبي)
أشاد المدير العام للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، الدكتور أجاي ماثور، بدور دولة الإمارات العربية المتحدة المحوري في تسهيل التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة، معتبراً أن ذلك يعد أمراً ضرورياً لأمن الطاقة والنمو الاقتصادي، ويحمل أهمية عالمية في معالجة تغير المناخ وتحديات التنمية المستدامة.
وأوضح ماثور في حوار مع «الاتحاد» أن لدى دولة الإمارات أمثلة بارزة في مجال الطاقة الشمسية، خصوصاً في مجمعات الطاقة وعلى أسطح المباني، مشيراً إلى أن هذه المشاريع والمبادرات تبرز التزام الدولة بتنويع مصادر الطاقة، وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، وأن استثمار الإمارات في توليد الطاقة الشمسية يحقق فوائد مضاعفة، تلبي احتياجاتها المحلية من الطاقة، وتسهم في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ من خلال الحد من انبعاثات الكربون والتزامها بالطاقة النظيفة، والعمل على بناء عالم أكثر استدامة ومسؤولية.
وتعمل الإمارات على بناء محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في أبوظبي، والتي تعتبر أكبر محطة مستقلة في العالم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ضمن موقع واحد بقدرة تصل إلى 2 جيجاواط من الكهرباء. وتدعم المحطة تنويع مصادر الطاقة المتجددة في أبوظبي، وترفع القدرة الإجمالية للإمارة وتخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقال مدير عام التحالف الدولي للطاقة الشمسية: إن «الإمارات أحد الأعضاء البارزين في التحالف، وتشارك بنشاط في تطوير مبادرات الطاقة الشمسية، وباعتبارها عضواً معتمداً، استضافت اجتماع اللجنة الإقليمية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، في أبوظبي في الفترة من 24 إلى 26 يوليو الماضي، ويمثل هذا الحدث علامة بارزة في الجهود التعاونية التي يبذلها التحالف وفريقه من الدول الأعضاء».

وأضاف أجاي ماثور، أن التحالف الدولي للطاقة الشمسية يلعب دوراً بارزاً في دعم رئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف «COP28»، وتسريع الانتقال نحو الطاقة المستدامة بشكل عادل ومنصف، لافتاً إلى أن رئاسة «COP28» في الإمارات ركزت على ضرورة مضاعفة سعة الطاقة المتجددة بمقدار ثلاث مرات بحلول عام 2030، ولتحقيق ذلك، ستلعب الطاقة الشمسية دوراً حاسماً، إذ إن الاستثمار في الطاقة النظيفة يتزايد، بمعدل نمو سنوي بلغ 12% منذ عام 2020، وذلك بفضل مشاريع الطاقة الشمسية والرياح.
وأشار ماثور إلى المشاريع المشتركة بين التحالف والإمارات من خلال المنظمات الدولية، معتبراً أن هذا من شأنه أن يعزز العلاقات، ويسهل تبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، وهي عناصر حاسمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، والمناقشات جارية مع الإمارات من أجل الانضمام في إطار المبادرات البرامجية المختلفة للتحالف لاستدامة الطاقة من خلال تقليل انبعاثات الكربون، وتنويع مزيج الطاقة، وتعزيز النمو الاقتصادي في الدول الأعضاء. وقال: تتوافق مبادرات التحالف مع رؤية الإمارات لمستقبل مستدام ومسؤول بيئياً مع المساهمة في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وذكر ماثور أنه «إدراكاً للعواقب الوخيمة لتغير المناخ، اتخذت الإمارات خطوات استباقية لاستكشاف طرق مبتكرة لتوليد الطاقة تدعم اقتصادها وتتوافق مع أهداف الاستدامة العالمية».
وأشار إلى أنه من المعالم البارزة في التزام الإمارات بمكافحة تغير المناخ المبادرة الاستراتيجية لصافي صفر كربون بحلول عام 2050، وتعكس هذه المبادرة الرائدة، الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، التزام الإمارات بمواجهة التحديات المناخية، وهو ما يتوافق مع أهداف اتفاق باريس ويكمل الرؤية الشاملة للدولة لتحقيق التقدم.
وأردف: «من الأمور الأساسية لهذه الرؤية رعاية المعرفة المستدامة، وتطوير الصناعات الخضراء، وخلق فرص لتنمية المهارات ونمو الوظائف، ومن خلال هذه المساعي الطموحة، فإن دولة الإمارات عازمة على أن تكون مثالاً يحتذى به، وإظهار تفانيها الثابت من أجل مستقبل أكثر خضرة واستدامة يفيد مواطنيها والمجتمع العالمي للأجيال القادمة».
واعتبر مدير عام التحالف الدولي للطاقة الشمسية، أن الإمارات برزت كدولة رائدة في مجال الطاقة المتجددة، وخلال أكثر من 15 عاماً من الجهود المكرسة في البحوث والسياسات، حققت نتائج رائعة، تجسدت في توفر الطاقة الشمسية بمعدل منخفض يبلغ 1.35 سنت لكل كيلوواط / ساعة، ويعد هذا الإنجاز شهادة على التزام الدولة بالاستفادة من طاقة الشمس وتنويع مزيج الطاقة لديها، وتفخر بوجود ثلاث من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، وتستمر في توسيع بنيتها التحتية للطاقة الشمسية بسرعة، ما يعزز مكانتها الرائدة عالمياً في اعتماد الطاقة المتجددة.
وأثنى المسؤول الدولي على المبادرات والمشاريع المستقبلية التي نفذتها الإمارات، وتشمل «رؤية أبوظبي 2030» و«استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050»، وكلتاهما تحددان أهدافاً طموحة لاعتماد الطاقة المتجددة، بما في ذلك إضافات كبيرة إلى القدرة الشمسية، وتؤكد هذه الجهود التزام الدولة بالاستفادة من الطاقة الشمسية كمحرك رئيسي لرؤيتها للتنمية المستدامة، ودفع النمو الاقتصادي، وخفض انبعاثات الكربون، وتمهيد الطريق لمستقبل أنظف وأكثر استدامة للدولة والعالم.
وفي مؤتمر «كوب 28»، بحسب ماثور، سيتولى التحالف الدولي للطاقة الشمسية قيادة «الحل الشمسي» والدعوة إليه، من خلال تحديد مسار العمل المستقبلي للطاقة الشمسية، والتركيز على إنشاء منصة تعاونية كمركز لكل ما يتعلق بالطاقة الشمسية والتكنولوجيا والأسواق والاستثمارات والعمل المؤيد للطاقة الشمسية.
وأوضح ماثور أن التحالف يسعى إلى المبادرة الرائدة «الشبكة الخضراء العالمية - شمس واحدة، عالم واحد، شبكة واحدة»، تستفيد من اختلافات المناطق الزمنية لتوليد طاقة متجددة على مدار الساعة دون الاعتماد على حلول تخزين باهظة الثمن.
وقال: «تهدف المبادرة لاستكشاف تطوير الروابط مع الدول الأعضاء، بما في ذلك دولة الإمارات».
واختتم المدير العام للتحالف الدولي للطاقة الشمسية حواره مع «الاتحاد» قائلاً: إن التحالف لم يتوانَ في التزامه بدعم الدول الأعضاء في جهودها إلى توسيع نطاق اعتماد تطبيقات الطاقة الشمسية، لأن جوهر مهمة التحالف السعي وراء الوصول إلى الطاقة والأمن والانتقال.