مريم بوخطامين (أبوظبي)
أكد الدكتور معاذ عبد اللطيف محمد السيد استشاري طب الأعصاب، ورئيس قسم الأعصاب في مستشفى القاسمي بالشارقة، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن عدد مرضى التصلب اللويحي يقدر بالمئات على مستوى الدولة، منهم 10% يعالجون خارج الدولة.
وأوضح أن عدد الحالات التي تم استقبالها في المستشفيات التابعة للمؤسسة 304 حالات مرضية منذ العام 2021-2023 والتي تم تقديم الخدمات العلاجية لها في 6 منشآت صحية، وهي مستشفى إبراهيم بن حمد عبيدالله في رأس الخيمة، ومستشفى الكويت الشارقة، ومستشفى الكويت دبي، ومستشفى القاسمي، ومستشفى الفجيرة، ومستشفى خورفكان.

وقال: إن «التصلب اللويحي» يعد أحد أهم الأمراض الالتهابية المناعية المتكررة، وينتج عن الإصابة به العديد من الأعراض المنفردة أو المجتمعة، بما يشمل ذلك من ضعف في وظائف الذهن، والحركة، والكلام، والحالة النفسية، والاتزان، والتحكم بالبول أو الإخراج، مشيراً إلى أنه يتم من خلال وحدات أمراض طب الأعصاب في المستشفيات التابعة لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية توفير خدمات التشخيص المتعلقة بمرض التصلب اللويحي، والعلاج، والمتابعة الدورية، والتحويل لاستشارات أخرى بحسب ما تتطلبه هذه الحالة الطبية، فيما يتم التعامل مع الحالات المستعصية لهذا المرض باستخدام الأدوية الأكثر فاعلية. 
واعتبر أن النوع الأكثر شيوعاً هو التصلب اللويحي (متكرر الانتكاسات والخمود)، حيث يُعد هذا النوع من أكثر أسباب الإعاقة العصبية للنساء بين سن المراهقة إلى الأربعين عاماً، مشيراً إلى أن النوع المتطور والنوع المتطور بطريقة ثانوية يأتيان نتيجة زيادة معدل الانتكاسات، مع ضعف نسبة الانتقال بالوراثة لأقل من 10% في الحالات التي تحدث داخل العائلة الواحدة، وتعزى لتشابه HLA DRB1 &2. 
وحول أكثر الفئات تعرضاً للإصابة، لفت إلى أن «التصلب اللويحي» يصيب النساء بصورة أكبر من الرجال بنسبة ثلاث نساء إلى رجل واحد، غير أنه أكثر ضرراً للرجال إذا أصابهم، وأن أسبابه المباشرة غير معروفة طبياً بالتفصيل، حيث يرجح ارتباطه بجنس المريض، وانخفاض فيتامين « د»، بالإضافة إلى عوامل بيئية، وفيروسية، وجينية، إلى جانب ضعف التعرض لأشعة الشمس.
وتطرق إلى طرق علاج التصلب اللويحي، حيث إن العقدين الأخيرين شهدا تطوراً في العقاقير الطبية لعلاج هذا المرض، إذ تم ابتكار وتحضير بعض الأدوية التي تستخدم عن طرق الفم، وإبر بالوريد وأخرى تحت الجلد، وتختلف في نوعها وجرعتها ومواعيدها ومعدل تكرار الجرعات، مشيراً إلى أن إدارات البحوث داخل الدولة وخارجها تعمل على تطوير استجابة زراعة الخلايا الجذعية لعلاج هذا المرض. 

من جانبه، قال الدكتور أنو جاكوب طبيب استشاري، في معهد الأعصاب ومدير التصلب العصبي المتعدد وأمراض المناعة الذاتية العصبية، في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، إن مرض التصلب العصبي المتعدد معروف منذ قرون، دون الوصول لعلاج فعال له إلا أنه خلال العقدين الأخيرين، تم الوصول إلى عقاقير فعالة تعرف باسم العلاجات المعدلة للمرض وباتت متوافرة على نطاق واسع وتساعد في إدارة المرض، حيث يسبب مرض التصلب المتعدد مجموعة من الأعراض التي قد تختلف بشكل كبير بين مريض وآخر، وتؤثر هذه الأعراض على الوظائف البدنية والمعرفية، ومنها مشاكل الرؤية: يمكن لمرض التصلب المتعدد أن يسبب ضبابية الرؤية، والرؤية المزدوجة، أو فقدان النظر، صعوبة المشي والتوازن: يتعرض العديد من المصابين بالتصلب المتعدد لصعوبات في المشي والحفاظ على التوازن. وقد يقود ذلك للتعثر أو صعوبة التنسيق، المشاكل المعرفية يتعرض بعض المصابين بالتصلب المتعدد لمشاكل في التفكير، والذاكرة، والخدر والضعف، حيث يسبب التصلب المتعدد في الغالب الشعور بالخدر والضعف في الأطراف، وعادة ما يبدأ في جزء واحد من الجسم وينتشر لباقي أنحاء الجسم، ويمكن أن يؤدي تصلب العضلات إلى جعل الحركة أكثر صعوبة، ويسبب التصلب المتعدد تغييرات عاطفية، بما يشمل الاكتئاب المرتبط بالمرض نفسه أو بالتحديات التي يسببها، ويعتبر الإرهاق من الأعراض الشائعة لمرض التصلب المتعدد وقد يكون مزمناً. ومن الممكن أن يتفاقم بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو الالتهابات منوهاً بأنه من المهم ملاحظة أن أعراض التصلب المتعدد قد تظهر تارة وتختفي تارة أخرى.
وحول أسباب مرض التصلب المتعدد، قال: «إن مرض التصلب المتعدد، هو حالة صحية معقدة ومن الصعب تحديد أسبابه بدقة وعلى الرغم من أن السبب الرئيسي لهذا المرض لا يزال مجهولاً، يُعتقد أن عوامل متعددة تتفاعل لزيادة احتمالية الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، بدلاً من سبب واحد محدد، حيث يلعب الجهاز المناعي دوراً رئيسياً في الإصابة بهذا المرض، فالتصلب العصبي المتعدد مصنف بين أمراض المناعة الذاتية، التي يقوم فيها الجهاز المناعي المسؤول في العادة عن مكافحة العدوى بمهاجمة الخلايا السليمة بشكل خاطئ وفي حالة التصلب المتعدد، يهاجم الجهاز المناعي البروتينات الدهنية المعروفة باسم «المايلين»، والتي تغلف الأعصاب في الدماغ والنخاع الشوكي هذه العملية المعروفة باسم إزالة المايلين، تعطل عملية الوصول الطبيعي للسيالات العصبية على طول الأعصاب، مما يؤدي إلى أعراض مختلفة وفي المراحل المبكرة من مرض التصلب العصبي المتعدد، يمكن للجسم إصلاح هذا الضرر جزئياً من خلال عملية تسمى إعادة المايلين، ولكن بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي فقدان المايلين إلى تلف دائم في الأعصاب.
وأضاف: إن العوامل الجينية تلعب دوراً أيضاً في الإصابة بالتصلب المتعدد، على الرغم من أنه لا يعتبر مرضاً وراثياً، فقد يحمل بعض الأشخاص جينات تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض. فعلى سبيل المثال، في حالة التوائم الحقيقية، إذا أصيب أحد التوأمين بالمرض يكون الآخر عرضة للإصابة به. إلا أن امتلاك هذه العوامل الجنينية لا يجعل من الإصابة بالتصلب المتعدد أمراً محتوماً، إذ تساهم عملياً مجموعة أخرى من عوامل الخطر في الإصابة بالمرض.